توماس باراك مبعوثاً خاصاً إلى سوريا.. تعاون تركي أمريكي لتثبيت الاستقرار ووحدة الأراضي - عين ليبيا

دافع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن قرار الرئيس دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا، معتبراً أن القرار يهدف إلى دعم السلطة الانتقالية ومنع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية واسعة النطاق قد تفضي إلى تفكك الدولة السورية وتهدد استقرار المنطقة بأكمها.

وفي جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ، قال روبيو: “إذا لم نتعاون مع الحكومة الانتقالية، فإن الفشل سيكون محتوماً. أما إذا دعمناها، فقد ننجح، وربما لا، لكن عدم التعاون يعني بالتأكيد الفشل”.

وأضاف: “بحسب تقديراتنا، فإن الحكومة الانتقالية السورية تواجه تحديات وجودية وقد تكون على بُعد أسابيع فقط من الانهيار الكامل، الأمر الذي من شأنه إشعال صراع داخلي شامل يفضي إلى تفكك الدولة”.

وأشار روبيو إلى أن موظفي البعثة الدبلوماسية الأميركية العاملين من تركيا سيتعاونون مع السلطات المحلية السورية لتحديد نوع المساعدة المطلوبة، مؤكداً أن السفير الأميركي في أنقرة سيلعب دوراً مؤقتاً في هذا الملف، بانتظار استئناف العمل الدبلوماسي المباشر داخل سوريا.

ويأتي موقف روبيو بعد انتقادات داخلية مفاجئة أثارها القرار في أوساط بعض مسؤولي العقوبات داخل الإدارة الأميركية، والذين أعربوا عن استغرابهم من الخطوة، بحسب ما أفادت به وكالة “رويترز” الأسبوع الماضي.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التقى بنظيره السوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض يوم 14 مايو الجاري، في أول لقاء يجمع بين رئيسي الولايات المتحدة وسوريا منذ نحو ربع قرن. وخلال اللقاء، أعلن ترامب بدء خطوات عملية لرفع العقوبات المفروضة على دمشق منذ عهد الرئيسين الراحل حافظ الأسد ونجله بشار.

وتُعد هذه الخطوة تطوراً محورياً في السياسة الأميركية تجاه سوريا، حيث تراهن إدارة ترامب على أن التعامل المباشر مع القيادة الانتقالية الجديدة في دمشق قد يفتح باباً لاستقرار طويل الأمد بعد أكثر من عقد من النزاع، بينما يرى معارضو القرار أنه يمثل مقامرة غير مضمونة في منطقة لا تزال تعاني من تشظي سياسي وأمني.

أميركا تعين سفيرها لدى تركيا توماس باراك مبعوثاً خاصاً إلى سوريا

قال مصدر دبلوماسي مطلع في تركيا لوكالة رويترز، الأربعاء، إن الولايات المتحدة ستعيّن توماس باراك، السفير الأميركي الحالي لدى أنقرة والصديق المقرب للرئيس دونالد ترامب، مبعوثاً خاصاً إلى سوريا. يأتي هذا القرار بعد إعلان ترامب الأخير رفع العقوبات الأميركية عن دمشق، في خطوة تعكس اعتراف واشنطن بدور تركيا كقوة إقليمية مؤثرة في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد نهاية العام الماضي.

من جهتها، رفضت وزارة الخارجية الأميركية التعليق رسميًا على القرار حتى الآن، حيث أكد متحدث باسم الوزارة أنه “لا يوجد إعلان في الوقت الحالي”.

وكان وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو قد أشار خلال جلسة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إلى السماح لموظفي السفارة الأميركية في تركيا، بمن فيهم باراك، بالتعاون مع المسؤولين المحليين في سوريا لفهم احتياجات المساعدات الإنسانية هناك.

من هو توماس باراك؟

حفيد مهاجرين لبنانيين، حاصل على بكالوريوس ودكتوراه في القانون من جامعة جنوب كاليفورنيا وكلية الحقوق بجامعة سان دييغو.

بدأ حياته المهنية كمحامٍ متخصص في الشؤون المالية، وعمل في أوروبا والشرق الأوسط، ثم تولى مناصب قيادية في وول ستريت وفورت وورث، تكساس.

عينه الرئيس رونالد ريغان نائبًا لوكيل وزارة الداخلية عام 1982، واختاره الرئيس دونالد ترامب رئيسًا للجنة التنصيب الرئاسية الأميركية الثامنة والخمسين عام 2016.

يتقن عدة لغات منها الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والعربية.

حصل على وسام جوقة الشرف من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

رشحه ترامب لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى تركيا في مارس 2025، وأقرّ مجلس الشيوخ تعيينه في أبريل من نفس العام.

هو مؤسس والرئيس التنفيذي السابق لشركة “كولوني كابيتال” (المعروفة الآن باسم ديجيتال بريدج)، والتي تُعد من أكبر شركات الاستثمار في البنية التحتية الرقمية بأصول تُقدّر بحوالي 80 مليار دولار في 19 دولة.

مجموعة العمل التركية الأمريكية تؤكد أهمية وحدة سوريا وتعزيز التعاون لتحقيق الاستقرار

أكدت مجموعة العمل التركية الأمريكية المشتركة بشأن سوريا، خلال اجتماعها في واشنطن، على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وتعزيز الاستقرار والأمن في البلاد.

وجاء في بيان مشترك صدر عقب الاجتماع الذي عقد يوم الثلاثاء، أن أنقرة وواشنطن تشتركان في رؤية “سوريا مستقرة ومتعايشة بسلام مع نفسها وجيرانها”، مؤكدين عزمهما على زيادة التعاون والتنسيق في مجالات الاستقرار ومكافحة الإرهاب.

وأشار البيان إلى مناقشة أولويات البلدين تجاه سوريا، ومنها رفع العقوبات بما يتماشى مع تعليمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومكافحة جميع أشكال الإرهاب، مع التأكيد على أن سوريا الموحدة والمستقرة لن تكون ملاذا آمنا للتنظيمات الإرهابية، مما سيسهم في دعم الأمن والازدهار الإقليميين.

من جانبها، قالت متحدثة وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس إن الاجتماع يعكس بداية فترة جديدة من الشراكة القوية بين الولايات المتحدة وتركيا، مع تأكيد الجانبين على أهمية تنفيذ إعلان تخفيف العقوبات على سوريا والحفاظ على وحدة أراضيها.

يذكر أن وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت في 16 مايو الجاري عن خطوات لتنفيذ توجيهات الرئيس ترامب برفع العقوبات المفروضة على سوريا، والتي تعود جذورها إلى عام 1979 وتزايدت بشكل كبير منذ 2011.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا