الخارجية السورية: منع قافلة إنسانية إلى السويداء «عمل متعمّد ومشبوه» - عين ليبيا
أعلن المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، اليوم الأحد، التوصل إلى اتفاق بين جميع الأطراف في سوريا على وقف كامل للأعمال العدائية، يدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من الساعة الخامسة مساءً بتوقيت دمشق، في خطوة وُصفت بأنها مفصلية على طريق التهدئة.
وقال براك في بيان رسمي إن “الخطوة الأساسية التالية هي تنفيذ عملية تبادل كاملة للأسرى والمعتقلين”، مضيفًا أن “التحضيرات اللوجستية لذلك جارية حاليًا”، دون الكشف عن جدول زمني محدد.
وكانت حذرت وزارة الخارجية السورية، اليوم الأحد، من تداعيات أمنية خطيرة في محافظة السويداء، بعد منع دخول قافلة إنسانية كانت مخصصة لتقديم مساعدات عاجلة لسكان المحافظة، التي شهدت تصعيداً دامياً منذ منتصف يوليو الجاري.
وأعربت الوزارة، في بيان رسمي، عن إدانتها لما وصفته بـ”المنع المتعمد” لدخول القافلة، معتبرة أن ما يجري هو نتيجة “لتدخل إسرائيلي سافر يهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي”، مشيرة إلى أن تدهور الوضع في السويداء جاء “على خلفية العدوان الإسرائيلي الأخير” على جنوب البلاد.
كما عبّرت دمشق عن قلقها الشديد إزاء استمرار اختفاء رئيس مركز الدفاع المدني في السويداء بعد اختطافه قبل أيام، مؤكدة مواصلة الجهود لتأمين إيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى المناطق المتضررة، وضمان عودة جميع الأهالي والنازحين بأمان.
ويأتي بيان الخارجية في أعقاب إعلان الرئاسة السورية، أمس السبت، عن وقف فوري وشامل لإطلاق النار في السويداء، “حرصاً على حقن الدماء وحفاظاً على وحدة الأراضي السورية وسلامة شعبها”، وفق ما جاء في البيان الرئاسي. ودعت الرئاسة جميع الأطراف، دون استثناء، إلى الالتزام الكامل بوقف الأعمال القتالية وضمان حماية المدنيين وتأمين وصول الإغاثة الإنسانية دون عوائق.
وكانت الأوضاع في السويداء قد تفجّرت في 13 يوليو الجاري، إثر اندلاع اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة محلية وقبائل بدوية موالية للحكومة، ما أدى إلى مقتل مئات المدنيين والعسكريين، ودفع السلطات إلى شنّ حملة عسكرية للسيطرة على المدينة.
وفي خضم التصعيد، شنت إسرائيل غارات جوية على مواقع عسكرية سورية في دمشق وجنوب البلاد، معلنة أن الهدف من العملية هو “حماية الدروز السوريين”، الأمر الذي اعتبرته دمشق تدخلاً خارجياً غير مشروع يفاقم الأزمة الإنسانية والأمنية في المنطقة.
وكانت وزارة الداخلية السورية قد أعلنت في وقت سابق التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن 14 بنداً، من أبرزها وقف العمليات العسكرية وتشكيل لجنة مشتركة من الدولة وشيوخ الطائفة الدرزية للإشراف على التنفيذ ومتابعة استقرار الأوضاع.
وتسود حالياً حالة من الهدوء النسبي في مدينة السويداء، في وقت يتواصل فيه العمل لتأمين دخول المساعدات ومعالجة آثار الأزمة، وسط مخاوف من انتكاسة محتملة في حال فشل تطبيق بنود اتفاق التهدئة على الأرض.
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يعلق على أحداث السويداء: “ما يحدث مجازر ضد الدروز”
صرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زمير، اليوم الأحد، بأن ما وصفها بـ”المنظمات الإرهابية والجهات الجهادية” تمثل تهديداً على مختلف الجبهات، في تعليق مباشر على التطورات الأخيرة في محافظة السويداء جنوب سوريا.
وقال زمير: “المجازر ضد الدروز في السويداء تثبت أن من لا يستطيع الدفاع عن نفسه، لن يكون قادراً على العيش بأمان”، مشدداً على ضرورة “محاربة هذه التهديدات في كل مكان”.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا