الدبيبة والميليشيات.. حفتر وعقيلة إلى أين؟ - عين ليبيا
من إعداد: نوري الرزيقي
ما حدث من قتل وحرب في شوارع مدينة طرابلس ما كان ليكون لولا تهاون الحكومات المتتالية على طرابلس بالتحديد وعلى ليبيا عموما شرقا وغربا، أربعة عشر عاما ويزيد من التخبط السياسي كان ولايزال أغلب المسئولين سببا مباشرا فيه مؤتمر وبرلمان لم يصنعا شيئا للوطن بل عوضا عن توحيده ووضعه على الطريق بانتخابات شاملة رسمية يقوم فيها الشعب باختيار قيادته ظل هؤلآء يقلّبوننا بين الحكومات والمجالس الإنتقالية التي لا يريدون لها أن تنتهي، طغت على عقولهم المصلحة الشخصية والطائفية (المدينة أو القبيلة) التي لن تبني دولة أبدا ولازال هؤلآء يتحفوننا وينادون بتغيير حكومة الوحدة الوطنية بحكومة أخرى انتقالية؟! يا لا العجب فليس لذلك تفسير إلى إطالة الوضع المأساوي الذي يعيشه البلد.
الخطوة التي قام بها رئيس حكومة الوحدة الوطنية (حل الميليشيات) حيث لم يبق هؤلآء لا وحدة للبلاد ولا وطن كان المفروض أن تحل المليشيات منذ البداية عن طريق الحكومات السابقة فوجودها يتعارض مع قيام الدولة، ولكن ترك من تولى الحكم في السنوات السابقة الأمر مفتوحا خوفا وطمعا خوفا مما قد يحدث من إراقة للدماء إذا أحسنّا الظن وطمعا في خيرات البلد ليتقاسم المسئولين المال مع المليشيات أما الشعب فبقى مهملا يعاني ما يعاني من نقص السيولة إلى تأخر المرتبات إلى المبيت أمام أبواب المصارف تحت وطأة المليشيات أما عن الوطن فقد بيع في سوق النجاسة حيث تنازل المسئولين عن كل شيء في سبيل البقاء وليذهب الوطن إلى الفناء!
توالت الحكومات والنتيجة واحدة انقسام الوطن، تعميق الإنقسام الاجتماعي بتقسيم المقسّم، دعم انتشار ثقافة التعصب للمدينة أو القبيلة أو غيرها (أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب) فغاب العقل عن المسئولين وأغلب الناس، تفشي الفساد وسرقة المال العام مع معاناة الناس، توجيه الناس واشغالهم بأنشطة تافهة واختلاق مشاكل جانبية وغيرها، لن تقوم قائمة لدولة مادام رجلا مثل عقيلة صالح على رأس مجلس النواب لأنه ببساطة لا يملك القدرة على جمع الشتات غربا وشرقا ولا على جمع المؤسسات وهذا ينطبق على المؤتمر، إصرار حفتر على تولي السلطة ومحاربة وتحييد كل من يقف في طريقه بأي وسيلة والتمكين لأبنائه في خطوات يحذو فيها حدو القذافي فأصبح البرلمان برئيسه طوع أمره، في ظل كل هذا التشتت والفراغ وضعف المسئولين وجدت الدُول الأجنبية ضالتها في التدخل وفرض شروط ما أنزل الله بها من سلطان من قبيل حقوق الملونين وملف الهجرة غير الشرعية والمرأة وغيرها كثير؟
سيبقى غرب ليبيا يرزح تحت حكم الميليشيات ما لم يحل هؤلآء كليا مهما كان الثمن ويتم إدماجهم في المجتمع فالدولة لا تُبنى بالمشاعر، ولكنها تُبنى بالإخلاص والقوة والأمانة وهذا يحتاج لرئيس حكومة وطني قوي مخلص أمين ولبد لكل شيء ثمن؟ وليس الشرق بأحسن حالٍ من غربه فوجود حفتر ألغى كل شيء من مجلس النواب وعلى رأسه عقيلة صالح وأعضائه وليس القبائل باستثناء فأصبح الجميع في الشرق يسبحون باسم المشير وأبنائه فلا صوت يعلو فوق صوتهم، وما الاغتيالات والاعتقالات هناك عنا ببعيد.
يجب أن نعلم أن من على واجهة الساحة السياسية الآن لا خير فيهم للبلاد من أين يأتيهم الخير وهم عجزوا حتى عن كتابة حتّى دستور للبلاد والبلد لها دستور ما يحتاج منهم إلا لبعض التعديلات، ولكنهم اختاروا الطريق المِعْوج الطويل حتى ترسو على بر الأمان وليس أمام الشعب إلا القيام بالتغيير بنفسه للقيام بانتخابات عامة رئاسية ونيابية أو العودة للملَكيّة أو حلًّا يجنّبنا إعادة تدوير وجوه لا نريد رؤيتها.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا