أكد الرئيس التونسي قيس سعيد، خلال استقباله وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان في تونس، أن المنطقة العربية تواجه اليوم ما وصفه بـ”سايكس بيكو” جديداً، محذراً من أن “الحركة الصهيونية” تسعى إلى القضاء على وجود الدول ذاتها.

وأشار سعيد إلى أن الوضع الدقيق الذي تعيشه الأمة العربية والأمة الإسلامية يعكس تقسيماً جديداً للمنطقة، يشبه إلى حد كبير المخططات التي سبقت أحداث سايكس بيكو، داعياً إلى تعاضد الجهود العربية والإسلامية لإحباط هذا المخطط الإجرامي الذي يهدد استقرار المنطقة ووجود الدول المستقلة.

وأضاف الرئيس التونسي أن الجرائم التي ترتكبها القوات الإسرائيلية على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي ليست مجرد أعمال إبادة، بل تشمل التجويع المنهجي واستهداف الأطفال والنساء والشيوخ، وحرمانهم حتى من أبسط مقومات الحياة مثل الماء، في محاولة لضرب إرادة الشعوب في التحرر وتحقيق حقوقها.

وأوضح سعيد أن الشعوب الحرة اليوم تعمل على تشكيل مشروع شرعية جديدة، ستكون بديلاً للشرعية الدولية المهترئة والمتآكلة، وهو ما يعكس مرحلة جديدة من الصراع من أجل حماية الحقوق الوطنية والسيادة للدول العربية والإسلامية.

يُذكر أن هذه التصريحات تأتي في سياق زيارة رسمية لوزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان إلى تونس، حيث تطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز التعاون العربي المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، مع التركيز على القضية الفلسطينية والأزمات التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

إيران تشيد بموقف تونس من قضايا غرب آسيا ودعم القضية الفلسطينية

أثنى وزير خارجية إيران عباس عراقجي، خلال زيارته لتونس ولقائه الرئيس قيس سعيد يوم الأربعاء، على موقف تونس من تطورات منطقة غرب آسيا، والتنديد بالهجمات على إيران، ودعمها للقضية الفلسطينية.

وشدد عراقجي على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية، إضافة إلى التعاون في القضايا الإقليمية والدولية.

من جهته، أكد الرئيس التونسي أن العلاقات مع إيران تقوم على التفاهم والاحترام المتبادل، مع إرادة لتوسيع التعاون في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وجرى خلال اللقاء استعراض الأوضاع في غزة واستمرار الجرائم الإسرائيلية، والعدوان الأخير على قطر، مع التأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الإبادة الجماعية وتوصيل المساعدات للشعب الفلسطيني، وضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.

كما أبدى الوزيران قلقهما من الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، مؤكدين حق إيران والدول الأعضاء في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وأشادوا بالتوجه البناء لإيران في التعاطي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واتفق الطرفان على تعزيز التعاون الثنائي، بما في ذلك تسيير رحلات جوية مباشرة بين تونس وطهران، وعقد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة قريبًا لتوسيع الشراكات الاقتصادية والسياحية.