الرئيس الفنزويلي: الشعب جاهز للدفاع المسلح ضد أي عدوان من واشنطن - عين ليبيا
أعلن وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث اليوم الأربعاء، عن مقتل شخصين في ضربة نفذتها الولايات المتحدة استهدفت قاربا مشتبها بتورطه في تهريب المخدرات شرق المحيط الهادئ.
وأوضح هيغسيث عبر منصة “إكس” أن الاستخبارات الأمريكية أكدت تورط القارب في عمليات تهريب المخدرات، مشيرا إلى أنه كان يعبر مسارا معروفا للتهريب ويحمل مخدرات عند تنفيذ الضربة في المياه الدولية.
وأشار الوزير إلى أن هذه الضربة تأتي ضمن سلسلة عمليات أمريكية تشمل نشر سفن حربية في منطقة الكاريبي وإرسال مقاتلات من طراز إف-35 إلى بورتوريكو، بهدف وقف تدفق المخدرات إلى الأراضي الأمريكية.
وأكد هيغسيث أن واشنطن ستواصل استهداف قوارب التهريب، مضيفا أن حماية الوطن تمثل أولويتها القصوى، وتسببت العمليات الأمريكية الأخيرة في المنطقة بمقتل 67 شخصا على الأقل في أكثر من 15 غارة على قوارب مشتبه بها، ما أثار انتقادات من بعض حكومات دول المنطقة.
في السياق، نفى المبعوث الرئاسي الأمريكي ريتشارد غرينيل صحة تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، زاعمًا أن الإدارة الأمريكية تدرس ثلاثة سيناريوهات للتدخل العسكري للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ووصف التقرير بأنه مليء بالأخطاء وأنه تعليق في قسم الآراء وليس تقريرًا إخباريًا.
وكانت الصحيفة ذكرت، نقلاً عن مصادر، أن البيت الأبيض يدرس خيارات تشمل غارات جوية وإرسال قوات عمليات خاصة لاعتقال مادورو أو تصفيته جسديًا، مع احتمالية محاولة التحايل على الحظر المفروض على اغتيال القادة الأجانب عبر وصف مادورو بأنه “زعيم عصابة مخدرات إرهابية”.
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه منح وكالة الاستخبارات المركزية تفويضًا لتنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا، تضمنت ضربات برية ضد أهداف مرتبطة بتهريب المخدرات. وفي المقابل، يتهم مادورو الولايات المتحدة باستخدام ملف المخدرات ذريعة لفرض تغيير نظامي والسيطرة على موارد النفط الفنزويلي.
وفي رد على التهديدات، وافق مادورو والحزب الاشتراكي الموحد الفنزويلي على الانتقال إلى الكفاح المسلح في حال تعرض فنزويلا لأي عدوان من الولايات المتحدة، مشيرًا إلى وضع خطط عملية لكل شارع ومجتمع لضمان استعداد الشعب بأكمله بحزم وشجاعة، وفق ما بثته قناة فنزويلا التلفزيونية.
في السياق، أعلن الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، موافقته على مقترحات الحزب الاشتراكي الحاكم بالاستعداد للانتقال إلى الكفاح المسلح في حال تعرض البلاد لعدوان عسكري من الولايات المتحدة، التي عززت وجودها البحري في منطقة البحر الكاريبي بذريعة مكافحة تهريب المخدرات.
وقال مادورو في مؤتمر للحزب الاشتراكي الموحد الفنزويلي، بثّته القناة الوطنية: “تمت الموافقة على هذه الأفكار، وعلى الحزب الاشتراكي الموحد البدء فورًا في تنفيذها، ووضع خطط عملية لكل شارع وكل مجتمع، حتى يكون شعبنا في أعلى مستويات التأهب، بهدوء وضبط نفس، ولكن بحزم وشجاعة”.
وأوضح الرئيس الفنزويلي أنه تلقى وثيقة تتضمن “مجموعة من الأفكار حول الانتقال من الكفاح غير المسلح إلى الكفاح المسلح دفاعًا عن سلامة أراضي البلاد وكرامتها وحقها في السلام ومستقبلها”، مؤكدًا أن هذا التحول يندرج ضمن المفهوم الدستوري لـ”الدفاع الشامل عن الوطن”.
وأضاف مادورو أن التهديدات الأميركية والحرب النفسية ضد بلاده “مستمرة منذ أكثر من 12 أسبوعًا”، مشيرًا إلى أن فنزويلا ستعمل على تعزيز قدراتها الدفاعية “لجعل البلاد منيعة ضد أي عدوان خارجي”.
وفي كلمته خلال المؤتمر، قال الأمين العام للحزب ووزير الداخلية ديوسدادو كابيلو إنه “من غير المرجح حدوث تطورات خطيرة في فنزويلا”، لكنه دعا المواطنين إلى “الاستعداد للأسوأ وتعزيز الثورة البوليفارية” في مواجهة الضغوط المتزايدة من واشنطن.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تزايد التوتر بين كاراكاس وواشنطن، بعد أن نفذت القوات الأميركية عدة ضربات بحرية ضد ما قالت إنها سفن لتهريب المخدرات في شرق المحيط الهادئ وقبالة السواحل الفنزويلية.
وكان وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيت قد أعلن الأربعاء أن بلاده نفذت “ضربة على سفينة تابعة لمنظمة مصنفة إرهابية” في المياه الدولية شرق المحيط الهادئ، مشيرًا إلى أن العملية جرت بتوجيه من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأسفرت عن مقتل شخصين دون وقوع خسائر أميركية.
وخلال الشهرين الماضيين، كثفت الولايات المتحدة عملياتها العسكرية البحرية ضد قوارب يُعتقد أنها تنقل شحنات مخدرات من فنزويلا، وهو ما اعتبرته حكومة مادورو ذريعة لتوسيع الوجود الأميركي في البحر الكاريبي.
وأثارت هذه التحركات انتقادات داخل الكونغرس الأميركي، حيث طالب بعض النواب إدارة ترامب بتوضيح قانوني لعملياتها، فيما لمّح ترامب إلى أنه قد “يوسّع نطاق العمليات لتشمل ضربات داخل الأراضي الفنزويلية إذا لزم الأمر”، وهو تصريح زاد من المخاوف بشأن تصعيد عسكري محتمل في المنطقة.
الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا يعبر عن أمله في تجنب غزو بري أمريكي لفنزويلا ويعرض الوساطة
أعرب الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، عن قلقه من احتمال توغل بري أمريكي في فنزويلا، مؤكدًا استعداده للوساطة بين البلدين في حال تطور الأزمة.
وأكد الرئيس البرازيلي في تصريحات لوكالات الأنباء الدولية أنه لا يريد أن يصل الوضع إلى مرحلة غزو بري من قبل الولايات المتحدة، مضيفًا: “أخبرت الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن المشاكل السياسية لا تُحل بالقوة، بل بالحوار”.
وخلال تواجده في مدينة بيليم البرازيلية لرئاسة قمة المناخ (كوب 30)، أشار لولا إلى أن الولايات المتحدة يمكنها أن تساهم بشكل أكبر في مكافحة تهريب المخدرات، بدلاً من اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية في فنزويلا.
كما لفت لولا إلى أن هذا الموضوع سيتم طرحه للنقاش في قمة مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي التي ستُعقد في مدينة سانتا مارتا الكولومبية في 9 و10 نوفمبر الجاري.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا