الرئيس اليمني يستأنف مهامه من عدن - عين ليبيا

Yemeni President Abed Rabbo Mansour Hadi looks on during a funeral service for Major General Salem Ali Qatan, the commander of military forces in the south of Yemen

أمر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمر الاحد بإطلاق موقع رسمي جديد باسم وكالة أنباء عدن واعتماده كمصدر رئيسي ورسمي في اليمن بدلا من وكالة سبأ للأنباء التي باتت تحت قبضة جماعة الحوثي في أول خطوة لاستئناف مهامه كرئيس للدولة.

وعقد هادي أول اجتماع علني مع مسؤولين بالدولة منذ فراره من الإقامة الجبرية بمقر إقامته في صنعاء التي فرضها عليه الحوثيون الذين يهيمنون على النصف الشمالي من البلاد.

واجتمع هادي بمحافظي عدد من محافظات الجنوب والقادة العسكريين بمنتجع رئاسي في العاصمة الاقتصادية عدن في اجتماع اذيع على قناة تلفزيون محلية بالمدينة.

وتمكن هادي من الفرار من مكان اقامته الجبرية التي فرضت عليه منذ استيلاء الحوثيين على القصر الرئاسي في 20 كانون الثاني/يناير. وكان قدم استقالته بعد ذلك بيومين هو ورئيس الوزراء خالد بحاح في قرار كرس سيطرة الحوثيين الكاملة على صنعاء.

لكن الحوثيين تمكنوا السبت من اعتقال ابن شقيقه ناصر احمد منصور هادي عند المدخل الجنوبي لصنعاء بينما كان يحاول اللحاق به، بحسب مقربين من رئيس الدولة.

ويبدو أن هادي سحب استقالته السبت بعد فراره من صنعاء قائلا في بيان انه مازال الرئيس. وعدن خارج سيطرة الحوثيين تماما.

وقالت مصادر في الاجتماع ان هادي أكد مجددا التزامه بالمبادرة الخليجية التي رعتها دول مجلس التعاون الخليجي عام 2011 لنقل السلطة والتي سمحت لسلفه علي عبدالله صالح بالتنحي بعد أشهر من الاحتجاجات.

وقال مسؤول مقرب من الرئيس إن هادي أصدر توجيهاته إلى محافظ عدن عبدالعزيز بن حبتور بمتابعة الأمر في إطلاق موقع وكالة أنباء رسمي باليمن مؤقتا بدلا من وكالة أنباء سبأ الحكومية الرسمية التي يديرها القيادي في حركة الحوثيين محمد عبدالقدوس ويرأس مجلس إدارتها طارق الشامي.

وقال فهد سلطان عضو المنتدى السياسي اليمني ان “اهم ما في سفر الرئيس هادي الى مدينة عدن هو استعادة القرار السياسي وهو ما يعني نزع الشرعية عن جماعة الحوثي تماماً. والاهم من ذلك كله في بيان الرئيس هادي هو اعتبار ما قامت به جماعة الحوثي انقلاب وكل ما قامت به منذ 21 سبتمبر/ايلول الماضي لاغياً”.

واضاف “تبدو جماعة الحوثي في حصار شديد أمام القرار السياسي الذي انتزع منها وأمام الشارع اليمني الذي يزاد تململاً منها كل يوم وأمام الاقليم المراهنة على القوة بعد اليوم لم يعد مجديا وخاصة بعد تغير المعادلة بخروج الرئيس هادي من العاصمة وصوله الى مدينة عدن جنوب اليمن. وليس أمامها من خيار سوى أن تعود الى الحوار من نقطة مخرجات الحوار الوطني وتلتزم حرفياً بما تم الاتفاق عليه في مساء 21 سبتمبر/ايلول الماضي”.

ويتوقع ان تستانف مفاوضات الحوار الوطني التي يرعاها مبعوث الامم المتحدة جمال بنعمر مساء اليوم بعد توقفها السبت في خضم اعلان مغادرة هادي صنعاء.

واعتبر الحزب الناصري ان هذه المباحثات “اصبحت بلا جدوى” ودعا الرئيس هادي الى “ممارسة مهامه كرئيس دولة” وهو مطلب تؤيده العديد من الشخصيات السياسية ومنظمات المجتمع المدني.

وبدت قبائل مأرب المحافظة الغنية بالنفط، اكثر تشددا. وحضت هادي على ان يجعل من عدن “عاصمة مؤقتة لليمن حتى تحرير صنعاء المحتلة من المليشيات الحوثية”.

وقال محافظ عدن عبدالعزيز بن حبتور في تصريحات صحافية ان “هادي سيواصل انشطته السياسية وادارة شؤون البلد خلال الفترة القادمة انطلاقا من عدن (..) حيث سيلتقي البعثات الاجنبية التي طلبت مقابلته”.

من جانبه اعتبر المحلل ماجد المدهاجي انه من خلال نجاحه في الفرار من صنعاء “قلق هادي الطاولة على جميع الاطراف” التي تفاوض مخرجا للازمة تحت رعاية الامم المتحدة.

كما راى نبيل شرقية المتخصص في شؤون اليمن ان “خروج هادي من صنعاء يرسم للمرة الاولى، تغييرا في موازين القوى لصالح الدولة وعلى حساب الحوثيين”.

واضاف “ان هادي الذي انتخب بفضل سبعة ملايين صوت في 21 شباط/فبراير 2012 ، يمثل الشرعية على المستويين الداخلي والدولي”.

واعتبر هذا الخبير ان قواعد الحوار “تغيرت” لان “الحوثيين لن يعود بامكانهم فرض اجندتهم على باقي القوى السياسية”.

ونقل أحد المصادر عن هادي قوله أمام من حضروا الاجتماع “ما يجري هو صراع من أجل السلطة … لا بدافع القلق على مصالح الشعب”.

ودعا هادي إلى الإفراج عن رئيس الحكومة خالد بحاح ومسؤولين حكوميين آخرين مازالوا رهن الاقامة الجبرية في منازلهم وطالب بالسماح لهم باستئناف مهامهم.

وقال الحوثيون إن تحركهم -للسيطرة على العاصمة ومؤسسات الدولة- استهدف إنقاذ البلاد من الفساد والتقسيم بفعل مسودة دستور تدعو إلى نقل السلطات إلى حكومات محلية.

ونقل موقع الأخبار اليمني عن عضو المكتب السياسي للحوثيين علي القحوم أمس السبت قوله إن هادي هرب من مقر إقامته المحاصر متنكرا.وأضاف القحوم أنه لم يعد يهم بقاء الرئيس السابق في صنعاء أو مغادرته.

وقد يقوض هروب هادي واستئنافه مهامه المحادثات الجارية بين القوى السياسية للاتفاق على إدارة انتقالية جديدة لحكم البلاد.

يأتي توجه هادي إلى عدن في أعقاب اتفاق بين الفصائل المتصارعة في اليمن بوساطة الأمم المتحدة يوم الجمعة على تشكيل مجلس انتقالي ويقضي ببقاء البرلمان والسماح للحكومة بأن تستمر في العمل بمشاركة بعض الجماعات الأخرى.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا