السراج يدمّر طرابلس - عين ليبيا

من إعداد: نوري الرزيقي

أحداث تعصف بأمن العاصمة وتمس حياة المدنيين الذين ليس لهم ناقة في ما يجري ولا جملٌ فعادة ما يتحمل عامة المواطنين تبعات صراعٌ خفي وعلني خارجي وداخلي حيث يعاني المواطن من وفي كل شيء وفي كل أرجاء الوطن المصاب وأخيرا في طرابلس طلب اللواء السابع ترهونة من السيد السراج رئيس المجلس الرئاسي عدة مرات عند بداية الهجوم وأثنائه بضرورة خروج المليشيات من طرابلس على أن يحل محلها الجيش والشرطة كان هذا هو المطلب؟

لماذا لم يستجب السراج إلى هذا الطلب؟ لماذا تأخر السراج في حماية العاصمة؟! لماذا يتقعس السراج في بناء جيش وشرطة وأجهزة أمنية هي في الأصل موجودة ؟ هل من مصلحة السراج بقاء المليشيات مسيطرة على طرابلس؟ لمصلحة من تبقى العاصمة ورمز ليبيا بدون جيش ولا شرطة ولا أجهزة أمنية وإن وجدت فهي ضعيفة ترزح تحت رحمة المليشيات؟ هل إحلال الشرطة والجيش محل ميلشيات طرابلس خطأ ولا يجوز طلب ذلك؟ ربُّ قائل يقول ولكن هذا الطلب ورائه ما ورائه؟؟؟ نقول أليس طلب كل ليبي في طرابلس وفي كل مدينة وقرية أن يرى شرطة تتنقل في الشوارع وتسيّر الحركة كما كانت ورجال أمن يقومون بدورهم الأمني في الحفاظ على الأرواح والممتلكات ومؤسسات الوطن والمواطن وفق رؤية وطنية دستورية ويكون لهؤلآء يدٌ قوية تضرب بيد من حديد على يد المجرمين بشتى أنواعهم ومللهم التي لا حصر لها الآن.

هل يريد المواطن في طرابلس وغيرها سيطرة المليشيات على المدن وابتزاز الساسة ومؤسسات الدولة من وزارات ومصارف وشركات وغيرها ولا يستطيع أحدٌ العمل خوفا ورهبا من هذه المليشيات كما هو حادث في طرابلس وغيرها لينهبوا الأموال وتكون لهم الكلمة العليا ولغيرهم من بقية الشعب اليد السفلى بحيث يحيى الجميع تحت رحمتهم؟ فانظروا إلى طرابلس كل منطقة تسيطر عليها مليشيات سميها قوات متحركة، أمن وطني، مركزي، كتيبة، سمّها ما شئت فطرابلس على كثرة المسميات ليست آمنه ووضعها لا يوحي بأنها عاصمة دولة فالأمن لن يتحقق بالمليشيات مهما كانت ولكنه يتحقق بقيام دولة ترعى مصالح الوطن والمواطن بجيش وشرطة وأجهزة أمنية لا غير.

بعيدا عن العاطفة والتعصب لمدينة أو قبيلة أو غيرهما، إن كانت المليشيات التي تحكم طرابلس وتدّعي حمايتها تهمها طرابلس ويهمها المواطن الذي يسكن طرابلس الذي يشكل ثلث سكان الوطن تقريبا لماذا لم تساهم (الميليشيات) وهي التي لها السيطرة على الأرض في دعم الرئاسي على علّاته بقوتها وتستخدم نفوذها لتدعم الشرطة والأجهزة الأمنية وتقف جنبهم حتى يستعيد أفراد الشرطة وغيرهم الثقة بالنفس ويسيطروا على الوضع وتستعيد الدولة هيبتها؟؟؟ أليس هذا تساؤلا جدّيا يجب أن يطرحه كل من تأخذه الحمية لمدينة طرابلس ويحبها، أليس هذا دلالة على أن ميليشيات طرابلس من جنزور إلى أبوسليم إلى سوق الجمعة وتاجوراء هي كأخواتها في المناطق الأخرى لا تريد لدولة قياما ولا لأجهزة أمنية ولا شرطة وجودا والأمثلة والشواهد على الإبتزاز والتعذيب والسجن دون الرجوع للأجهزة القضائية المختصة كثيرة لمن أراد.

ثمانيةٌ عجاف مرت منهم أكثر من سنتين وطرابلس، مدينة بدولة، تحت حكم ما يسمى بالمجلس الرئاسي الذي يرأسه السيد السراج ومهما كانت الأسباب التي لا مجال للحديث عنها هنا لم يستطع السراج أن يمكّن الشرطة ولا الأجهزة الأمنية ولا أن يكوّن جيشا وطنيا حتى في المدينة التي يمارس منها عمله كرئيس ؟؟؟!! فالمليشيات ما زالت كما هي قبله بل ازدادت توحشا ونفوذا في المدينة وما حولها، أما عن حالة الناس فلا تسئل فطوابير المصارف وما يحدث فيها يكفيك؟؟؟ أما كان للسراج أن يولي أمن العاصمة واستقرارها وتفكيك المليشيات التي تسيطر عليها المرتبة الأولى من أولوياته إن كان له أولويات؟! فالأمن هو رأس الأمر كله، أما كان له أن يؤمّن سكان العاصمة من الخوف الذي هم فيه ويتعرضون له وكل الليبيين منذ سنوات بتمكين الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية حينها لن يجد لا اللواء السابع ولا المليشيات غيره مكانا لهم في طرابلس ولا غيرها؟؟؟!! حينها لن يجد أحد ذريعة لاقتحام طرابلس والعبث بها، حينها سيقطع الطريق أمام كل المتربصين من المرضى وأصحاب المصالح!!! ولكنّ رجلا لم يستطع أن يحرر مدينة طرابلس هو أضعف من أن يجمع الليبيين ويوحد صفوفهم ويبني مؤسسات دولتهم التي يتمنون.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا