السعودية تسمح برسو سفينة حربية أميركية في جدة - عين ليبيا

لأول مرة منذ حرب الخليج الأولى وصلت مؤخّراً سفينة حربية أميركية على متنها قوات بحرية كبيرة إلى ميناء جدة الإسلامي على ساحل البحر الأحمر وسط توتر يسود المنطقة بفعل التهديدات الإيرانية لدول الخليج والأحداث الدامية في سوريا.

ويبدأ العد التنازلي لـ”مفاوضات الفرصة الأخيرة” حول البرنامج النووي الإيراني، بينما تجري قوات من 19 دولة في الأردن المجاور لسوريا أضخم تمرين عسكري في المنطقة منذ عقد لتطبيق مهارات في سيناريو حرب غير تقليدية.

الحرب الباردة والتكتم الرسمي

فقد أفادت مصادر عسكرية واستخباراتية أن سفينة الهجوم البرمائية يو اس اس ايو جيما (LDH7) رست في ميناء جدة الإسلامي. ولم تتوفر معلومات عن مدة زيارة السفينة الحربية ألأميركية وسط تكتّم سعودي رسمي.

وقالت صحيفة “عرب نيوز” السعودية الناطقة بالانكليزية الجمعة الماضي في خبر وقع حجبه فيما بعد على موقعها الالكتروني إن القوات الأميركية ستشارك في تدريبات مع القوات البحرية الملكية السعودية. ونشرت القيادة المركزية الأمريكية للقوات البحرية الأمريكية الخبر في موقعها على الفيسبوك.

كما أفادت مجلة‎” ‎مارين لينك الأميركية، المتخصصة في الشؤون البحرية، أن سفينة الهجوم البرمائية رست في ميناء جدة وعلى متنها حوالي 2100 من قوات المارينز وقوات البحرية.

وأكد موقع “دبكا” الإلكتروني، وثيق الصلة بالموساد، عن مصادر استخباراتية وعسكرية إسرائيلية، في تقرير خاص الثلاثاء “وصول الـ‏’‏يو اس اس ايو جيما‏’‏ إلى ميناء جدة، الذي يستخدم أيضا مقرا لقيادة الأسطول السعودي في البحر الأحمر، وعلى متنها 2200 من قوات المارينز”.

وأضاف الموقع أن “هذه هي المرة الأولى منذ 21 سنة، أي منذ حرب الخليج 1991، التي يسمح فيها السعوديون لقوة بحرية وجوية أمريكية كبيرة إلى هذا الحد بالرسو في القاعدة السعودية والنزول إلى الساحل وإظهار الوجود العسكري الأمريكي بشكل علني في السعودية”.

وتزامنت هذه زيارة السفينة الحربية الأميركية إلى ميناء جدة مع ارتفاع حدة الحرب الباردة بين الرياض وطهران.

فقد حذر وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، إيران الاثنين من مغبة التدخل في العلاقات ‏بين السعودية والبحرين، اللتين تناقشان مشروعا للوحدة بينهما‎.‎

وقال الفيصل في ختام قمة لمجلس التعاون الخليجي تمحورت حول مشروع لإقامة ‏اتحاد بين دول المجلس الست “ليس لإيران لا من قريب أو من بعيد أي دخل في ما يدور بين البلدين من ‏إجراءات، حتى لو وصلت إلى الوحدة”.‏

“الأسد المتأهب” والأسد الرابض في دمشق

ورغم أن المناورات العسكرية الضخمة التي سيجريها جيشا الأردن والولايات المتحدة بمشاركة 19 دولة على الحدود الجنوبية لسوريا تحمل اسم “الأسد المتأهب” إلا أن الأردن حرص على التأكيد بأنها “لا علاقة لها بما يجري في سوريا”.

وقال اللواء الركن عوني العدوان، رئيس لجنة العمليات والتدريب المشترك ومدير تمرين “الأسد المتأهب” ان “سوريا دولة مجاورة نحترم سيادتها ولا يوجد اي نشاط في هذا التمرين يتعلق بالاحداث هناك”، مؤكداً انه “لا يوجد اي علاقة لهذا التمرين بما يحدث في دول الاقليم او في اي دولة في العالم”.

ورغم النفي الرسمي الأردني يؤكد مراقبون من جهة أخرى أن تلك المناورات قد تكون مقدمة لإقامة منطقة عازلة على الحدود الأردنية السورية تسمح لقوات المعارضة المسلَّحة بالتمركز فيها ومهاجمة أهداف للنظام.

كما تحدثت تقارير إعلامية أردنية عن تحسُّب عمَّان لتصعيد عسكري محتمل من النظام السوري إذا ما تدخل الغرب بإجراءات عملية لدعم قوات المعارضة.

وكانت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، كشفت في شباط/فبراير الماضي عن تفاصيل صفقة أردنية ـ ألمانية برعاية أميركية ودعم إسرائيلي لنشر مضادات “باتريوت” للصواريخ على الحدود الأردنية مع سوريا، الأمر الذي نفاه الأردن من طرفه كذلك.

وكشف الصحافي الفرنسي جورج مالبرونو، نقلاً عن “خبير عسكري أوروبي في الشرق الأوسط”، أن “المملكة تستعد لنشر أربع بطاريات باتريوت مضادة للصواريخ، بهدف تأمين الحماية لأراضيها ولإسرائيل من أي هجمات جوية محتملة من الأراضي السورية”.

ويرى المراقبون أن السفينة العسكرية الأميركية الراسية في جدة قد تكلف بعمليات لحماية المنطقة العازلة المحتملة أو المشاركة في عمليات ضد النظام السوري إذا ما قرر القيام بمغامرة عسكرية ضد دول الجوار.

“الحرب الجوية البحرية”

كشف موقع “دبكا” من جانب آخر عن إجراء “أكبر مناورة بحرية وجوية غير مسبوقة على طول السواحل الإسرائيلية في البحر المتوسط بين سلاح البحرية الأميركي وسلاح البحرية الإسرائيلي والوحدات الخاصة التابعة لهذين السلاحين”.

وأضاف الموقع أن المناورات، التي انتهت فجر الأحد 13 مايو/ايار، تم خلالها “التنسيق بين استخدام القوات الجوية والبحرية وتحت سطح الماء والفضاء والحرب الإلكترونية”، أو ما أسماه قائد سلاح البحرية الأميركي الأدميرال جون جرينيرت، “عقيدة الحرب الجوية البحرية الجديدة (the new US Air Sea Battle (ASB) doctrine) في مواجهة إيران والتي تتضمن كيفية عمل الأسطول الأمريكي في الخليج من أجل فتح مضيق هرمز إذا ما حاولت إيران إغلاقه وكيفية دفاع القوات الجوية والبحرية الأمريكية عن دول الخليج ضد أي هجوم إيراني”.

وقال موقع “دبكا”، الذي كان من أول من كشف عن نشر البنتاغون نهاية أبريل مقاتلات الشبح الـ“أف-22 رابتورز” في قاعدة الظفرة الجوية بالإمارات العربية المتحدة، أن سربا ثانياً من طائرات الـ”أف-22″ قد ينطلق في الأيام القادمة إلى الخليج.

ايجابية مقابل واقعية

وأعلن في فيينا أن ممثلي ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية سيجتمعون مجددا الاثنين المقبل لمواصلة المحادثات النووية، عقب انتهاء جولة المحادثات بين الطرفين في العاصمة النمساوية وتركزت بشكل اساسي، بحسب الوكالة الدولية، على “كيفية توضيح القضايا المرتبطة بالأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامج ايران النووي”.

ويعد ذلك اللقاء الاول منذ ثلاثة اشهر بين الوكالة الذرية وإيران، قبل ما سمي بـ”لقاء الحسم” بين إيران ومجموعة الـ(1+5) – الدول الخمس الاعضاء في مجلس الأمن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، اضافة الى المانيا – ببغداد في 23 مايو/ايار.

ونقلت وكالة فارس للأنباء الثلاثاء عن مساعد وزير الخارجية الايرانية في الشؤون العربية والإفريقية، حسين أميرعبداللهيان، ان “الجمهورية الاسلامية الايرانية ستتعامل بايجابية مع دول الست اذا استمرت بنظرتها الواقعية للملف النووي الايراني”.

وأكد مجددا “في حال تحلي الـ(1+5) بالواقعية فمن المؤمل ان نتفاءل بنتائج محادثات بغداد” التي تهدف، من وجهة نظر طهران إلى “الغاء الحظر المفروض والاعتراف بحق ايران المشروع في نشاطاتها النووية السلمية”.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا