السعودية وجدان شهرخاني تسجل نقطة مضيئة في لعبة الجودو

شهرخاني تدخل التاريخ من اوسع ابوابه

حققت المرأة السعودية خرقا اولمبيا عندما باتت وجدان شهرخاني اول رياضية من المملكة تشارك في دورة الالعاب الاولمبية بخوضها منافسات لعبة الجودو في وزن 78 كغ الجمعة في لندن.

وفي اول مشاركة لها خسرت شهرخاني مباراتها امام ميليسا موخيكا من بورتوريكو في دقيقة و22 ثانية فقط، لكنها اعربت عن “سعادتها وفخرها” بالمشاركة في الالعاب الاولمبية، مؤكدة استمرارها “في مزاولة هذه الرياضة”.

وقد لا تكون الثواني ال82 التي امضتها شهرخاني على ارض الملعب طويلة، لكنها ستبقى مشاركتها عالقة في الاذهان ومحفورة في الذاكرة لان اللحظة التي وطأت فيها قدماها البساط اصبحت بحد ذاتها تاريخا ونقطة مضيئة في سجلات رياضة السيدات.

واثير جدل واسع حول مشاركتها بعد رفض الاتحاد الدولي للجودو السماح لها بوضع غطاء للرأس انطلاقا من المعايير الصارمة لضمان سلامة الرياضيين والرياضيات.

وسمح للرياضية السعودية بالمشاركة مع وضع غطاء خاص للرأس، بعد مفاوضات شاركت فيها اللجنة الاولمبية الدولية واللجنة الاولمبية السعودية والاتحاد الدولي للجودو.

وتقتصر المشاركة النسائية السعودية في دورة الالعاب الاولمبية في لندن على شهرخاني والعداءة سارة العطار التي تشارك في سباق 800 متر في العاب القوى.

واكدت شهرخاني انها ستتدرب اكثر “استعدادا لريو (التي تستضيف اولمبياد 2016). واعتقد ان مشاركتي في هذه الالعاب ستسمح لسعوديات اخريات بالقيام بذلك مستقبلاَ”.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس بعد نزالها قالت “انا سعيدة وفخورة بالمشاركة، وسأستمر في مزاولة لعبة الجودو”.

واضافت “كنت خائفة في البداية لانني لست معتادة على خوض بطولات كبرى بهذا الحجم، كما ان بلبلة ارتداء الحجاب من عدمه في الايام الاخيرة افقدتني تركيزي بعض الشيء”.

اما والدها علي سراج شهرخاني فعبر عن ارتياح كبير بعد ان زالت الضغوطات الثقيلة عن كتفيه، وقال بسعادة غامرة: “اه. لقد خف العبء. منذ نحو شهر ونصف وانا اتعرض لضغوط كثيرة من قبل الاعلام والمواقع الالكترونية، لدرجة ان احد الاشخاص انتحل هويتي على مدونة تويتر وتكلم باسمي عن امور مسيئة للدين واستخدم الدين بمكان اخر. رفعت قضية عليه لدى وزارة الداخلية وهم في طور القاء القبض عليه”.

يبدو الوالد، وهو حكم اولمبي معتمد رسميا شارك في الاشراف على مباريات الجمعة في الجودو، فخورا بما حققه، ويتحدث عن بداياته: “بدأت ممارسة الجودو عام 1970 بعمر السابعة عشرة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة حيث درست العلوم البيوكيميائية وكان مدربي صينيا يدعى وان. انا الان مدير مدرسة في مكة المكرمة، ولدي اولاد يمارسون الجودو لكن لم يتمكنوا من التأهل الى الاولمبياد”.

سمعة القوى المغربية تلطخت

في المقابل، غاصت العاب القوى المغربية في وحول المنشطات اثر اكتشاف حالة جديدة تسببت بطرد عدائها أمين لعلو، احد ابرز المرشحين لمنحها احدى الميداليات في سباق 1500 متر، من بريطانيا بعدما ابلغ الاتحاد الدولي اللجنة الاولمبية الدولية بتورطه في تناول منشطات.

وهي ثاني ضربة قاضية تتلقاها العاب القوى المغربية في النسخة الحالية بعد الاولى للعداءة مريم العلوي السلسولي التي استبعدت قبل انطلاق العاب. وشاءت الصدف ان القاسم المشترك بين طرفي قضية المنشطات هو الاختصاص في سباق 1500 متر وتناول المادة نفسها وهي “فوروسيميد” المحظورة، لكن عقوبتهما ستكون مختلفة لان لعلو تورط للمرة الاولى في الفضيحة وسيعاقب بالايقاف بين عامين و4 اعوام فيما ستحرم السلسولي من المنافسة مدى الحياة لانها المرة الثانية التي تتورط فيها في هذه الافة بعد عام 2009 في مونديال برلين.

وكان لعلو المولود في في 13 ايار/مايو 1982 والذي يشرف على تدريبه ايوب المنديلي، احد الامال في احراز ميدالية للمغرب قياسا باحرازه المركز الاول في لقاء باريس ضمن الدوري الماضي في 8 تموز/يوليو الماضي.

ولعلو اختصاصي في سباق 800 متر بيد انه تحول في الاعوام الاخيرة الى سباق 1500 متر رغبة من المسؤولين المحليين في تعويض اعتزال النجم المطلق هشام الكروج حامل الرقم القياسي العالمي للمسافة (00ر26ر3 دقائق) والقابه العالمية والاولمبية، بيد ان لعلو خيب الامال حتى الان سواء ناحية النتائج حيث لم يظفر باي ميدالية.

وخضع لعلو لفحص عن المنشطات خلال لقاء موناكو الدولي في 20 تموز/يوليو الماضي وتبين من العينة الاولى بانه تناول منشطا من مادة فوروسيميد، فيما سقطت السلسولي في اختبار عقب لقاء باريس في 8 من الشهر ذاته.

وبعدما كانت العاب القوى المغربية مثالا يحتذى به جراء الانجازات العالمية والاولمبية لعدائيها سعيد عويطة ونوال المتوكل وخالد بولامي وابراهيم بوطيب وهشام الكروج ونزهة بدوان وصلاح حيسو وجواد غريب، وكانت ارضه قبلة للعديد من العدائين المشهورين، اصبحت سمعتها الان ملطخة بالمواد المنشطة على الرغم من الحملة التي قادها الاتحاد المحلي للعبة من اجل محاربة هذه “الآفة” والتحذير من خطورتها وانتشارها الذي بات يهدد مستقبل العديد من العدائين الواعدين، لانه يبدو ان كل ذلك ذهب سدى اذا علمنا بان المغرب فقد 3 من ابرز نجومه قبل الالعاب الاولمبية باسابيع بسبب ايقافهم لمدة عامين بسبب المنشطات وهم حنان اوحدو التي بلغت نهائي سباق 3 الاف متر موانع في بطولة العالم الاخيرة في دايغو عام 2011، وعبد الرحيم الغومري وصيف بطل ماراتون نيويورك عامي 2007 و2008، ويحيى برابح (الوثب الطويل).

وقال وزير الشباب والرياضة المغربي محمد اوزين في تصريح لوكالة فرانس برس “اذا ثبت تورط لعلو في تناول المنشطات، فان ذلك سيكون كارثة بالنسبة الى المغرب”، مضيفا “اذا اتضح ان ذلك صحيحا، فسيكون من غير المعقول وغير المقبول. انه خبر سىء للغاية ويأتي في وقت نقوم فيه بحملة من أجل رياضة نظيفة” واعدا بانه “سيكون هناك رد فعل قوي تجاه تعاطي المنشطات في المملكة”.

وكانت المتوكل نفسها اعتبرت تورط السلسولي بمثابة خيبة أمل كبيرة، وقالت لفرانس برس “انها خسارة كبيرة لالعاب القوى والرياضة المغربيتين”، مشيرة الى ان امال المغاربة جميعا “كانت معلقة عليها، ولست ادري ما حصل بالفعل”.

وابدت المتوكل، وزيرة الشباب والرياضة المغربية سابقا وعضو اللجنة التنفيذية للجنة الاولمبية الدولية، استغرابها من تنازل السلسولي عن حقها في فحص العينة الثانية، وقالت “لماذا؟، سنعرف الحقيقة في الايام الاقليلة المقبلة بعد دراسة ملفها”.

ووضعت اللجنة الاولمبية المغربية برنامجا خاصا منذ 3 اعوام لاعداد ابطالها للعرس الاولمبي من اجل التواجد بقوة في منصة التتويج، وخصصت الحكومة 380 مليون درهم لإعداد رياضيين من مستوى عال لتمثيل المغرب أحسن تمثيل، واستفادت في الأول 6 أنواع رياضية هي ألعاب القوى والملاكمة والجودو والتايكواندو والسباحة والدراجات.

كما خصصت اللجنة الاولمبية المغربية مكافآت مالية للمتوجين بالميداليات حيث سيتلقى صاحب الذهبية 5ر1 مليون درهم (نحو 167 الف دولار) وصاحب الفضية مليون درهم وصاحب البرونزية 700 ألف درهم.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً