السودان يقترب من الانهيار الكامل.. الجيش يؤكد جاهزيته لمواجهة الهجمات - عين ليبيا

رحبت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الخميس، بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بشأن الوضع في السودان، معتبرة أنها تمهد لتصحيح رؤية المجتمع الدولي تجاه الصراع الدائر في البلاد.

وقالت الوزارة في بيان إن توجيه الاتهام لقوات الدعم السريع يمهّد الطريق لتصحيح وجهة نظر المجتمع الدولي، ويمثل رسالة قوية للدول التي تتابع ملف السلام في السودان ولتلك التي تساند الدعم السريع وتزوده بالمرتزقة والسلاح.

وأضاف البيان أن الوقت قد حان لمحاسبة قوات الدعم السريع على ما ارتكبته من انتهاكات، مؤكداً أن الجيش السوداني يمارس دوره الدستوري في حماية البلاد والحفاظ على أمنها واستقرارها.

وكانت تعرضت قافلة مساعدات إنسانية كانت في طريقها من مدينة زالنجي وسط دارفور إلى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور لهجوم جوي عنيف، قال نشطاء إن الجيش السوداني نفذه، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.

وأظهرت مقاطع مصوّرة احتراق شاحنات محملة بالمساعدات الغذائية عقب القصف، بينما أفاد شهود عيان بأن طائرات تابعة للجيش السوداني هي من نفذت الضربة.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان إن القافلة الإغاثية التي كانت متجهة من زالنجي إلى الفاشر تعرضت لقصف بواسطة طائرة مسيّرة من طراز أكنجي تركية الصنع، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من الأبرياء.

وأدانت قوات الدعم السريع ما وصفته بـ”الجريمة الشنيعة” التي ارتكبها “جيش الحركة الإسلامية”، معتبرة أن استهداف القوافل الإنسانية يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، ويعكس نهجاً متعمداً في عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في الإقليم، خاصة مع تزامن الهجوم مع زيارة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة توم فليتشر إلى دارفور.

وأضاف البيان أن القصف يأتي ضمن سلسلة من الهجمات المماثلة التي استهدفت خلال شهري يونيو واغسطس الماضيين عدداً من شاحنات الإغاثة، في إطار ما وصفته بسياسة ممنهجة لتجويع المدنيين وتعطيل جهود الإغاثة.

ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الجيش السوداني بشأن الهجوم.

وكان أعلن الجيش السوداني، اليوم الخميس، أن دفاعاته الجوية أسقطت جميع الطائرات المسيرة التي أطلقتها قوات الدعم السريع لاستهداف مقر قيادة الفرقة 19 مشاة، إضافة إلى مطار وسد مروي في الولاية الشمالية، مؤكداً أن قيادة الفرقة جاهزة بالكامل للتصدي لأي هجمات تستهدف المنطقة وحماية المنشآت الحيوية والسكان المدنيين.

وأشار رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى أن المواطنين الذين تم تهجيرهم قسرياً من مناطق النزاع اختاروا النزوح إلى مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية نظراً لتوفر الأمن ومقومات الحياة الأساسية فيها، في وقت تشهد فيه البلاد تصعيداً ميدانياً كبيراً.

وذكرت مصادر عسكرية أن قوات الدعم السريع سيطرت فجر اليوم على ثلاثة محاور وأحكمت الحصار على الفرقة 22 بابنوسة في ولاية غرب كردفان، بينما واصل الجيش السوداني شن غارات جوية على مناطق تحت سيطرة الدعم السريع، خصوصاً قرب مطار نيالا جنوبي دارفور وفي غرب كردفان، مؤكداً تمسكه بالخيار العسكري ورفضه لأي هدنة أو تفاوض.

وفي الوقت ذاته، تحاول الرباعية الدولية التوسط لإعلان هدنة إنسانية، إلا أن تصاعد العمليات العسكرية أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، مع ورود تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين في مدينة الفاشر وفتح تحقيقات حول تجاوزات ارتكبتها قوات الدعم السريع.

كما عقد اجتماع ثلاثي بين مصر والسودان والأمم المتحدة لمناقشة الجهود الإنسانية وسبل تعزيز الاستجابة الدولية للأزمة في السودان، في خطوة عاجلة لمواجهة واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.

رئيس المفوضية الإفريقية يحذر: السودان يواجه انهياراً خطيراً والشعب يعاني بلا اهتمام دولي كافٍ

حذر رئيس المفوضية الإفريقية، محمود علي يوسف، من أن الوضع في السودان بلغ مستوى خطيراً من الانهيار، مشيراً إلى أن معاناة الشعب السوداني لا تحظى بالاهتمام الكافي على الصعيد الدولي.

وجاء ذلك في تصريح أدلى به يوسف بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مؤكداً أن أزمة السودان تمثل واحدة من أعنف وأعقد النزاعات في القارة الإفريقية، وأن حجم المأساة يتجاوز ما يظهر عبر وسائل الإعلام.

وأشار يوسف إلى أن الشراكة بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة تشهد تنسيقاً غير مسبوق، حيث يعمل الجانبان بشكل وثيق لتنفيذ برامج السلام، وعلى رأسها مبادرة “إسكات البنادق” التي تهدف إلى إنهاء النزاعات في إفريقيا بحلول عام 2030.

من جانبه، أكد غوتيريش أن التعاون بين الاتحاد والأمم المتحدة “لم يكن يوماً أقوى أو أكثر ضرورة من الآن”، مشيراً إلى أن العالم يواجه حالة اضطراب غير مسبوقة نتيجة الصراعات الدموية، واتساع فجوة عدم المساواة، والفوضى المناخية، والتطور التكنولوجي السريع.

كما أعرب الأمين العام عن دعمه الكامل لمبادرة “إسكات البنادق”، مشدداً على أن إفريقيا اليوم تشهد عدداً كبيراً من النزاعات ومعاناة هائلة.

وأبدى قلقه الشديد إزاء التقارير التي تشير إلى وقوع فظائع جماعية وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في مدينة الفاشر وتزايد العنف في إقليمي كردفان، محذراً من تفاقم انعدام الأمن في منطقة الساحل، إلى جانب أوضاع مقلقة في مالي وجنوب السودان والصومال وليبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

واختتم غوتيريش تحذيره قائلاً: “العالم يجب ألا يدير ظهره لإفريقيا التي تضم نحو خُمس سكان العالم”، مؤكداً أن “الرهانات كبيرة جداً، والإمكانات التي تمتلكها القارة أعظم من أن تُهدر”.

روبيو يحذر من مستويات غير مسبوقة من المعاناة وسوء التغذية بين الفارين من النزاع في السودان

صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الخميس، بأن تقارير المنظمات الإنسانية كشفت عن مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية والمعاناة بين المدنيين الفارين من مناطق النزاع في السودان، معربًا عن قلقه من التراجع الملحوظ في أعداد اللاجئين، ما قد يشير إلى وفاة كثيرين أو معاناتهم الشديدة بسبب الجوع والمرض.

وأكد روبيو أن الولايات المتحدة ستؤيد تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية إذا كان ذلك سيساعد في إنهاء الحرب في السودان، مشيرًا إلى أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ ناقشوا معه هذا المقترح خلال الأشهر الماضية.

وأشار الوزير إلى أن الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين ممنهجة وتشمل العنف الجنسي والاعتداءات على النساء والأطفال، مؤكدًا أن هذه الجرائم يجب أن تتوقف فورًا.

يذكر أن قوات الدعم السريع سيطرت في 26 أكتوبر على مدينة الفاشر بإقليم دارفور بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني، فيما نفى المتحدث باسم حركة “جيش تحرير السودان” صحة إعلان القوات ذاتها عن استعادتها السيطرة الكاملة على مدينة بارا شمال كردفان.

وتشهد مناطق متفرقة في السودان منذ أبريل 2023 اشتباكات واسعة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط فشل الوساطات العربية والأفريقية والدولية في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا