السودان ينزف.. مقتل أطباء في النهود وتحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة - عين ليبيا

قُتل ثلاثة من الكوادر الطبية على الأقل، بينهم المدير الطبي لمستشفى النهود، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة الواقعة في ولاية غرب كردفان وسط السودان، وسط تدهور أمني حاد وتحذيرات من منظمات حقوقية وإنسانية من تصاعد العنف ضد المدنيين.

وأفادت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في بيان، أن القتلى هم: الدكتور محمد الأمين، المدير الطبي لمستشفى النهود، والدكتور محمد الناير، بالإضافة إلى كبير الممرضين إبراهيم بابكر، بينما أصيب طبيب آخر بجراح خطيرة في أعقاب “الاعتداءات التي صاحبت دخول قوات الدعم السريع إلى المدينة”.

وأكدت النقابة أن الانتهاكات بحق المدنيين في النهود مستمرة لليوم الثالث على التوالي، في ظل فراغ أمني ناتج عن انسحاب القوات المسلحة، مشيرة إلى أن العدد الحقيقي للضحايا ما يزال غير معروف بسبب الأوضاع الأمنية القاسية وانقطاع الاتصالات.

وشدد البيان على أن “استهداف الكوادر الصحية والمرافق الطبية يُعد جريمة حرب وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني”، محذراً من خطورة الزج بالمدنيين في أتون هذا الصراع.

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت سيطرتها الكاملة على مدينة الخُوي، في تطور ميداني متزامن مع سقوط النهود، مؤكدة أنها “حققت انتصاراً جديداً” في مواجهاتها المستمرة ضد الجيش السوداني. من جانبه، أكد مصدر عسكري سوداني أن الجيش “انسحب من المدينة بعد معارك عنيفة”.

وفي هذا السياق، صرّح الفريق فتح الرحمن محيي الدين، القائد السابق للقوات البحرية السودانية، أن الهجوم على النهود “يهدف إلى تعطيل تحركات الجيش نحو دارفور”، لكنه قلل من أهمية المكاسب الاستراتيجية لهذا التقدم.

في غضون ذلك، قالت مفوضية حقوق الإنسان السودانية إن نحو 300 مدني قُتلوا في النهود منذ بداية الهجوم، داعية إلى وقف الانتهاكات الفادحة وحماية السكان المدنيين.

كما أطلقت منظمة “أوكسفام” الدولية تحذيراً من أن النزاع في السودان “أدى إلى أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم”، حيث ارتفع عدد النازحين داخلياً إلى 12.7 مليون شخص، وسط تدهور مريع في الأوضاع الصحية والإنسانية.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا