الشاطر: الأزمة الليبية.. بين مطرقة مجلس الأمن وسندان حكومة الوفاق

وصف عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر جلسة مجلس الأمن حول ليبيا في اليومين الماضيين بأنها استمرار للمتاهة التي يُصر المجلس على السير فيها دون السعي الجاد إلى السير في الطريق الصحيح المؤدي إلى حل مسألة بسيطة وبذلك زادها تشابكا وتعقيدا.

وقال الشاطر في تصريح لـ«عين ليبيا»:

لقد زكت الجلسة المغالطات التي وردت في إحاطة المبعوث الأممي الأخيرة ولم تلتفت إلى احتجاج حكومة الوفاق عليها ولا انتقاد رئاسة الأركان بجيش الوفاق وكذلك وزير الداخلية الذي استلم رسالة اعتذار من المبعوث الأممي.

وتابع:

كان الأصح وهي جلسة لبحث المسألة الليبية أن يعرّج المجلس على بحث الانتقادات التي وجهت للمبعوث الأممي والتي حددت جملة من المغالطات التي وردت في إحاطته ما يعني ممارسة التضليل قبل أن يصدر المجلس بيانا يُزكي فيه موظفه المُكلف بدعم الاستقرار في ليبيا الذي لا يتحقق وإنما يزداد سوءا وترديا بل ويساهم في تعقيد الأمور بما يطرحه من خرائط طرق ومبادرات تُلبي مطالب دول معينة وتتجاهل مطالب الشعب الليبي صاحب القضية.

ونوه عضو المجلس الأعلى للدولة بأن تكرار مجلس الأمن وأمينه العام القول بأنه لا يوجد حل عسكري للمسألة الليبية تنقصه الموضوعية والرؤية الصحيحة للأمور لأن الحلول السلمية والسياسية التي رعتها بعثة الأمم المتحدة وأصدر بشأنها مجلس الأمن قراراته الملزمة لم يتم احترامها من اللحظة الأولى وقبل أن يجف حبر التوقيع عليها، ابتداءً من خليفة حفتر إلى تزكية لتنكره من قِبل رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ومجموعة من مؤيديه الذين منعوا انعقاد جلسات مجلس النواب لحوالي سنتين من الزمن حتى لا يتم اتخاذ القرارات اللازمة وفق شرعية المنتخبين والممثلين لدوائرهم الانتخابية،، وقد سكتت البعثة الأممية كما سكت مجلس الأمن على هذا التعطيل للسلطة التشريعية ومنعها لنواب الشعب من ممارسة حقوقهم وفق الممارسة للعملية الديمقراطية الصحيحة.

وأضاف يتساءل:

هل يرضى أي من أعضاء مجلس الأمن تعطيل السلطة التشريعية في بلدانهم؟

وأردف يقول:

مع كل جلسة لمجلس الأمن الدولي ومع كل إحاطة يُلقيها المبعوث الأممي نُصاب بالذهول من تعامل المجلس مع قضيتنا وهو الذي نراه بمثابة الحكم للفصل في المنازعات.

إن أداءه بالنسبة للملف الليبي سيئ إلى حد كبير فهو يتجاهل ميثاق الأمم المتحدة وحق الشعوب في تقرير مصيرها وإصرار الشعب الليبي صاحب القضية على أن لا عودة للحكم الشمولي وعسكرة الدولة وإنما طموحه في أن يؤسس دولة مدنية عصرية حديثة يُشارك فيها الجميع تحت شعار التعايش السلمي بين الليبيين لا غالب ولا مغلوب ويتمتع فيها الجميع بخيرات بلادهم كل حسب جهده وأدائه لصالح الدولة الجديدة.

فإذا بمجلس الأمن الدولي يتجاهل هذا كله ليؤيد عدوان تشنه أربع دول يعلمها ويعلم نواياها في الهيمنة على الكنز الليبي وهي سرقة في وضح النهار واستعمارا لدولة ذات سيادة بتأييد من مجلس الأمن الدولي،، ليصاب الشعب الليبي بالإحباط وهو الذي يتطلع للحرية وقيام الدولة المدنية ودخول القرن الواحد والعشرين بكل معطياته المعرفية والحضارية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

وأوضح الشاطر أن حكومة الوفاق الوطني أصبح يراها الكثير من الليبيين في الأوساط الشعبية أنها متواطئة مع توجهات مجلس الأمن الدولي التي يقودها مبعوثه الأممي وينظرون إلى تفاقم وتردي الأوضاع الخدمية في العاصمة طرابلس وغيرها من المدن وخاصة الجنوب هو من باب إحداث احتقان شعبي يؤدي إلى المطالبة بحكم العسكر وعودة فترة القمع التي استمرت أربعة عقود من الزمن هدرت فيها مئات المليارات ولم تبن مستشفا واحدا يلجأ إليه الليبيون ولا تعليما جيدا يمحو الجهل والتخلف الذي ورثناه ولا بنية تحتيه عصرية للمدن الليبية تليق بحياة البشر، حسب وصفه.

واختتم عضو المجلس الأعلى للدولة حديثه بالقول:

حكومة الوفاق الوطني لا تُبالي أو تكترث بالتأييد الداخلي ولا تعطيه أهمية وقد انتهجت منذ توقيع اتفاق الصخيرات سياسة حشد التأييد الدولي لها ولم تدرك حتى الآن أن التأييد الدولي لها قد بدأ ينحسر ويضعف وأنها مسألة وقت حتى ينفض المجتمع الدولي يديه منها ويتهمها بالضعف في الأداء وبتفاقم الأزمات وإتاحة المجال للفوضى أن تتنامي وأنها المسؤولة عن المعاناة التي يعيشها المواطنون وأنها فسحت المجال لانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وما شابه من حبكات قانونية.

أنبه فقط.. بأن هذا الطرح وارد بامتياز وسوف يلقى تأييدا شعبيا محليا عارما وقد بدأت ملامحه تتشكل.

اقترح تصحيحاً

التعليقات: 5

  • عبدالحق عبدالجبار

    والله وطلعت شاطر يا شاطر …. ولكن قولي يا معتوه اليس انت احد مخرجات الصخيرات …او علي الأقل الصخيرات من رد فيك الروح …. وهل تم بناء ناطحات السحاب تحت حكمكم مثلاً … كلكم بضاعة واحدة من صانع واحد و مصدر واحد

  • عبدالله

    يقول الشاطر هناك “رسالة إعتذار أرسلت من المبعوث الأممي موجهة الى وزير الداخلية السيد باشا آغا”! رسالة تبدوا من نسج خيال السيد الشاطر لو فعلا كانت هناك رسالة لتم نشرها على الفضائيات وعلى صفحات التواصل المدعومة مئاة المرات لحفظ مااء الوجه وربما وزعت في شوارع وأزقة العاصمة …
    يقول الشاطر “بعض أعضاء البرلمان ورئيسه المنتخب منعوا انعقاد جلسات مجلس النواب لحوالي سنتين من الزمن حتى لا يتم اتخاذ القرارات اللازمة وفق شرعية المنتخبين والممثلين لدوائرهم الانتخابية”! إعتقاد من الشاطر بأن الحقائق قد إمتسحت من ذاكرة الليبين ونسوا أن ميليشيات فجر ليبيا بعد حرقهم مطار العاصمة وإستلائهم على السلطة من طرابلس هم من ألزموا نواب غرب ليبيا على الإنسحاب والعودة وتشكيل ما يسمى بتنظيم الأعضاء المقاطعين وأصدروا حكم ببطلان مجلس النواب ثم تحولوا مؤخرا الى برلمان موازي إنفصالي بالرسمي .
    قاللك “الشعب من يمارس حقوقه وفق الممارسة العملية الديمقراطية الصحيحة”! وكأنه لا يعلم بأن السلطة الحاكمة التي هو جزء منها هي من الأساس سلطة وصاية وإستبداد فرضت على الليبيين غصبا عنهم، ولم تسعى وتبادر للتنحي ومنح الليبيين فرصة لأختيار من يحكمهم رغم فشلهم الدريع في تقديم أدنى مستوى من الخدمات الإنسانية للمواطنين.
    يقول “احتقان شعبي يؤدي إلى المطالبة بحكم العسكر وعودة فترة القمع التي استمرت أربعة عقود”! مش عارف الأخ وين عايش؟ 6 مليون ليبيا يعيشوا حياة الفقر والذل والمهانة منذ جلوس ما يسمى “الوفاق” على سدة الحكم الذي تغير الى “وفاق الإخوان” بعد خروج ممثل الجنوب موسى الكوني الوطني بإمتياز إحتجاجا على فشل المجلس في إدارة الدولة وانسحاب أعضاء شرق ليبيا، وإصرار من تبقى من الوفاق على التمسك بالسلطة وهدر أموال النفط في ظل إنعدام تام لجميع الخدمات التي يحتاجها البشر…
    يا شاطر بالله من الذي تجاهل ميثاق الأمم المتحدة وحق الشعوب في تقرير مصيرها غير بقايا الوفاق وحضرتك أحدهم، بإصراركم على إغتصاب وإحتكار السلطة وهدر أموال النفط ومنع الليبيين من إختيار من يحكمهم عبر صناديق الإقتراع ضحكتوا عليهم بإنتخابات بلدية هزيلة لا تهش ولا تنش! حرمتوا الليبيين من السيولة وسحب رواتبهم من البنوك وقطعتوا عنهم الكهرباء والماء 12 ساعة يوميا والوقود، تق تماما أيها الشاطر أن الإحتقان القادم سوف يأتي على طواغيت الوفاق وعلى فزاعة حكم العسكر التي تم إستغلالها لإستمرار إغتصاب السلطة التي ضحى من أجلها الشباب وإستمرار تجويع وقهر وإستنزاف موارد الليبيين بسياسة “جوع كلبك يتبعك”.
    فعلا الشاطر أثبت أنه الأشطر في المغالطات …

  • ناصر التاجوري

    أثارتني الفقرة التي قال فيها الشاطر ” ولا انتقاد رئاسة الأركان بجيش الوفاق “.. عندما نقول أن الوصوليين والمتشبثين بالسلطة يساهم في صناعة الوهم والفتنة واطالة الأزمة من أجل مصالحهم التافهة لا يصدقنا الكثيرون.. أنظروا بأم أعينكم إلى ما يقوله هذا الأفاق : رئاسة الأركان بجيش الوفاق.. أين هو جيش الوفاق يا مدلس.. هل هو لواء الصمود أو لواء المحجوب، أو كتيبة النواصي، أو قطيع ابوعبيدة الزاوي الذي لا يحمل حتى أسما مقبولا.. هذا المنافق، كما بقية المنافقين، يجب أن يحاسب حسابا عسيرا على كل كلمة كاذبة يقولها لأن الدمار الذي حدث في الوطن كان بسبب هذه الزواحف البشرية التي قضت على فبراير من الداخل، وأجهضت حلما كان الليبيون في انتظار تحققه لمئات السنين..

    • عبدالحق عبدالجبار

      اعطية علي راْسه الفارغ الغبي ….يا خوي ناصر …اعطية يمكن يبطل العباطه …. انا مستني يوم يتحدث عن تاريخه مع ما قبل فبراير وتاريخ ابنه قبل وبعد

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً