الشاطر: فقاعة مؤتمر برلين لم يبق منها إلا صور تذكارية - عين ليبيا

من إعداد: هيئة تحرير عين ليبيا

وصف عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر، ما انتهى إليه مؤتمر برلين بأنه إعادة تدوير مخرجات اللقاءات السابقة في باريس وباليرمو وأبو ظبي التي رفضها الشعب الليبي في محاولة محتشمة لتمكين الفوضى في ليبيا من الاستمرار.

وقال في حوار له مع محرر الشؤون السياسية بـ«عين ليبيا»، إن فقاعة مؤتمر برلين قد تطايرت ولم يبق منها إلا صور تذكارية وابتسامات تنم عن خداع أو مجاملات البعض منهم لبعضهم الآخر.

ووصف عضو المجلس الأعلى للدولة المحاولات الساعية لإنهاء الأزمة الليبية وصولا إلى استقرار بالدولة الليبية بأنها لم ترق إلى مستوى الفهم الإيجابي للمسؤولية الحقيقية المتوخاة منهم، والقدرة على تحملها تجاه شعب انتفض للتخلص من الحكم العسكري وبناء دولته على أسس و معايير القرن الواحد والعشرين، فإذا بمساعيه تلقى اعتراضا من حكام إقليميين يرون في إنهاء نظام القذافي فرصة لهم للاستحواذ والهيمنة على ليبيا وكنوزها.

وأشار الشاطر إلى أن ما حدث في برلين يوم أمس أشبه بجمعية عمومية ضمت الجاني والمجني عليه وشهود الإثبات والنفي والنيابة العامة والقضاة، لكن القرار لم يتجه نحو إدانة الجاني وإنصاف المجني عليه وإنما دحرج القضية ودفع بها إلى سنوات أخرى من اللقاءات والاجتماعات التي سيدخل كل منها الأزمة الليبية إلى تفريعات ومناكفات لا نهاية لها.

و عبر الشاطر عن شكه في ما سيؤول إليه المسار السياسي المزمع عقده في جنيف بنهاية هذا الشهر من نتائج إيجابية بقوله:

أشك في صدق النوايا من وراء عقده وأنا متيقن أن البعثة الأممية لليبيا لا يهمها استقرار ليبيا وإنما يهمها وهو ما عملت عليه تمكين العسكري الانقلابي من حكم ليبيا.

وأنا هنا لا أتجنى على البعثة والشواهد كثيرة وصادمة.

و أضاف:

البعثة الأممية المكلفة بدعم الاستقرار في ليبيا وهي شاهد الإثبات الذي يعوّل عليه المجتمع الليبي حين يحدث اعتداء عليه وعلى مقدراته.

والمدعو خليفة بلقاسم حفتر أدخل البلاد في فوضى قاتلة للقيم و الأرواح وهو يستعين بالمرتزقة الأجانب ليقول لدي جيش “وطني” ويتلقى دعما سخيا طيلة أربع سنوات من دول مختلفة وضباطهم يديرون محاور قتاله ويقول أيضا لدي جيش “وطني” يحارب الإرهاب.

ويسطو على مقدرات وأموال الدولة في عملية سرقة واضحة في عز النهار وتغض البعثة الأممية الطرف عن أفعاله وعوضا عن اتهامه أو إدانته فإنها تحشد له في كل مرة جمعا من الدول للتجاوز عن  تصرفاته وإعطائه الأسبقية والأهمية في قرار الاستقرار بليبيا.

وتابع:

خلقوا له شرعية وهو فاقدها،، وهو المنتهك لحقوق الإنسان ومرتكب جرائم حرب ومهدم لمدن ليبية وسفاح لكل معارض له،، ومستخف بكل قرارات مجلس الأمن.

كيف لمثل هذا أن يلقى كل هذا الاحتفاء به لولا أن في الأمر مؤامرة على شعب ليبيا ووحدته.

ونوه عضو المجلس الأعلى للدولة بأن ما حدث في برلين زوبعة في فنجان انتهت كما انتهت التفاهمات المدلّسة على الشعب الليبي في باريس وباليرمو وأبوظبي، والتي رفضها الشعب المتطلع للحرية لأنها غيّبت إرادته واعتبرت ليبيا غنيمة يتقاسمها المتصارعون عليها ليكون نصيب شعب ليبيا الفُتات الذي قد يسمحون به له.

واختتم حديثه بالقول:

أتمنى أن أرى مؤتمرا عالميا حقيقيا صادقا مخلصا ونظيفا من الشوائب يقرر: مكّنوا الشعب الليبي من بناء دولته بالطريقة التي يراها مناسبة له بانتخابات تشريعية على أسس من الديمقراطية.

المجتمع الدولي قادر على ذلك لو توفرت له الإرادة،، ولكن إرادة البعض منهم تنهار أمام المال السياسي القذر.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا