الشاطر لـ«عين ليبيا»: متاهة جديدة تُدخلنا فيها البعثة الأممية - عين ليبيا

من إعداد: هيئة تحرير عين ليبيا

عقّب عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر، في تصريح حصري لـ«عين ليبيا»، على بيان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا المؤرخ بتاريخ الـ14 من أغسطس الجاري.

ووصف الشاطر البيان بـ”المشوّه والمضلّل للحقيقة” حيث لم تكن هناك هدنة على الإطلاق وإنما اشتباكات عنيفة حدثت في بعض المحاور جراء عدم امتثال من وصفهم بـ”مرتزقة حفتر” بالهدنة وتعرض مطار معيتيقة للقصف الجوي، والاستعاضة عن ذكر الحقيقة بتعبير البعثة في بيانها (انخفاض ملحوظ في أعمال العنف خلال فترة الهدنة) مجافي للواقع فهل هي تكذب على نفسها أم تكذب على الذين يعيشون في طرابلس الكبرى ويسمعون ويرون ويعانون مما يصلهم من قذائف، وفق قوله.

وأضاف يقول:

البعثة لا زالت تُكابر ولا تعترف بواقع الحال وإنما تلف وتدور ولا تُسمي الأشياء بمسمياتها بأن ما حدث يوم 4/4 ولا زال يحدث جنوب العاصمة هو عدوان سافر بالأدلة القاطعة من أربع  دول لتؤمن بقاءها في الثغرات المسيطرة عليها بواجهة عميلها الخائن لوطنه والقاتل لشعبه والمُدمر للمدن الليبية ليكون لها موقعا في الاجتماعات التي ترتّب لها البعثة الأممية وتراها طريقا لحل الأزمة الليبية.

وبالتالي فإن ما أعلنت عنه البعثة في بيانها عن رغبتها في استخدام مساعيها “الحميدة”!!!  لتحويل ما تم إنجازه في فترة التهدئة (ولم تقل الهدنة) إلى وقف دائم لإطلاق النار، يعتبر إضفاء صفة الشرعية على العدوان ومساواة غير عادلة ولا مقبولة بين المعتدي والمعتدى عليه.

وتابع:

هذا التفاف غير مقبول جملة وتفصيلا وقد نصفه بأنه يرقى إلى مرتبة التآمر على استقرار الدولة الليبية وتطلعها إلى حكم مدني، ما يعني أن المبعوث الأممي لدعم الاستقرار في ليبيا أصبح طرفا في عدم الاستقرار الذي تعاني منه ليبيا.

وأشار عضو المجلس الأعلى للدولة إلى أن ترحيب البعثة الأممية بالإعلانات الصادرة عن المجتمع الدولي بالهدنة وتجديدا لاقتراح الممثل الخاص بعقد اجتماع البلدان المعنية هو مُباركة منه لمواصلة التدخل الأجنبي في الشأن الليبي.

وطالب البعثة الأممية أن تسعى لتحييد الدول التي تغذي الفتنة بين الليبيين وهي التي تسببت في خلقها وتغذيتها بالدعم السياسي والعسكري والمالي والإعلامي، مشيرًا إلى أن وجود هذه الدول ضمن بيانات تصدرها مجموعة من الدول أو اجتماع مرتقب للنظر في الملف الليبي لا يعني إلا تمكينًا لها من الدولة الليبية للاستيلاء والهيمنة عليها ما يعتبر دورًا خبيث النوايا على البعثة الأممية أن تنأى عن ممارسته.

ونوه الشاطر بأنه ليس أمام البعثة الأممية إلا أحد خيارين لا ثالث لهما:

  • إما أن تُكرس جهودها للعودة للاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات والضامن لتطبيقه مجلس الأمن.
  • أو تضغط بكل الوسائل على كافة الدول بالامتناع عن التدخل في ليبيا امتناعا كاملا وبيّنا ويتجه المجتمع الدولي بأكمله لدعم إرادة الشعب الليبي في تقرير مصيره بإجراء انتخابات تشريعية بدورة برلمانية واحدة غير قابلة للتجديد مدتها ثلاث سنوات على الأقل للدخول في مرحلة التهدئة وإعادة ترتيب البيت الليبي والمشهد السياسي وحل الأجسام الثلاثة الحالية مجلسي النواب والدولة والمجلس الرئاسي.

وأردف يقول:

كافة ما درجت البعثة الأممية على اقتراحه من مبادرات تصب في خانة اختزال الأزمة الليبية وحلها في شخصين اثنين هما حفتر والسراج  والأمر ليس كذلك على الإطلاق لأنه تزوير للواقع وتشويه للأمور وافتئات على الحقيقة وتغييب كامل للشعب الليبي الذي يتطلع إلى حكم ديمقراطي سليم وليس تدوير الخرد السياسية.

على المبعوث الأممي أن يتحلى بالشجاعة الكافية لمواجهة عدوان خارجي عسكري واضح المعالم والأهداف على دولة ذات سيادة إذا أراد أن يكون له مكانا في تاريخ مشرف.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا