الشاطر مُخاطباً غسان سلامة: سعادة الدكتور رفقاً بعقولنا - عين ليبيا

الشاطر
جوهر الانتقاد هو المطالبة بتفاصيل ما حدث بين حفتر والسراج.

علق عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر على اللقاء الذي أجرته قناة ليبيا الأحر ار مساء الأحد 10 مارس 2019 مع السيد غسان سلامة حول تفاهمات لقاء السراج وحفتر في مدينة أبوظبي وما أثارته من موجة انتقادات ورفض في الشارع الليبي.

حيث كشف الشاطر أن سلامة قال كلاماً كثيراً ولكنه لم يقل شيئاً جديداً، حيث قال أن اللقاء لم يتم في صورة اتفاق موقع عليه ولكنه كان حديثاً ومناقشات وتبادل للأراء وهي مجرد تفاهمات، وأن اللقاء كان صدفة وهو ضمن المساعي التي تبذلها البعثة الأممية للتوفيق بين الليبيين.

وأضاف الشاطر أن سلامة وجه انتقاداً للمعارضين لهذه التفاهمات وعمم انتقاده على كل من اعترض عليها أو شكك في أهدافها ونواياها، ودافع عن اللقاء والتفاهمات في محاولة منه لتبديد المخاوف والشكوك أو لتخدير الرأي العام لقبول أمر يدبر له في غرف مغلقة حسب قوله.

وتابع الشاطر:

“لم يكن الحوار موفقاً في أهدافه والغاية منه، فقد أثار وأضاف شكوكاً ومخاوف جديدة، أعطانا موجز للأنباء ولم يوافينا بالتفاصيل، ذكر عناوين أو قرأ علينا منشيتات ولم يقرأ علينا تفاصيل الخبر”.

هذا وخاطب الشاطر في تعليقه الدكتور سلامة حيث قال له أن جوهر الانتقاد هو المطالبة بتفاصيل ما حدث فالمسألة التي تحاور فيها الرجلان تهم الليبيين لأنهم هم من سيشتري البضاعة ويدفع الثمن، واصفاً كل من السراج وحفتر بالتجار الذي يسعى كل منهما ليسوق بضاعة قد تكون مغشوشة أو فاسدة ومن حق المشتري أن يتأكد من صلاحيتها وجودتها حسب وصف.

وانتقد الشاطر اختزال سلامة للشعب الليبي في شخصين اثنين كان قد قال في أحاديث سابقة أنه قد جمع بين معرقلين أساسيين للاستقرار في ليبيا.

وأضاف الشاطر أنه من بديهيات الأمور أن المعرقلين يستحقون الإقصاء وليس الاحتفاء والتمكين.

وأوضح عضو المجلس الأعلى للدولة أن تأسيس دولة مدنية لا يتم عن طريق تولى العسكر أمورها، انما هم حراس للوطن على الحدود والثغور وحماية المواطنين وحقوقهم الأساسية وعدم التدخل في شؤونهم السياسية، قائلاً:

“ينبغي أن يكونوا في المناصب السيادية فحتى منصب وزير الدفاع لا يتولاه إلا مدني و لم يعد مقبولاً أن يتولاه صاحب رتبة عسكرية”.

واستهل الشاطر حديثه بالقول أن يدافع عنهما سلامة يريدان اقتسام السلطة، وهذا هو هدفهما الرئيسي واذا ما انطلت عليه مبرراتهما فلا يُمكن أن تنطلي على شعب قدم الشهداء حتى لا تتكرر مأساته التي دامت أربعة عقود ونيف من التدجيل.

من جهة أخرى أوضح عبد الرحمن الشاطر أن تقصير الفترة الانتقالية لا يتم بطريقة تقليص المجلس الرئاسي وتشكيل حكومة منفصلة عنه، لأن هذا يعني سنتين أخرتين لتمكين الجسم الجديد من اختيار رئيس للحكومة ومن ثم اختيار تشكيلة وزرائها ثم منحها الثقة ثم وضع ميزانية لها ثم أخذ موافقة السلطة التشريعية عليها، وهنا نكون قد دخلنا في متاهة الصراعات والمحاصصة حسب قوله.

وأضاف الشاطر أن التفكير الصحيح لا يتم بتقصير المدد الانتقالية بنفس الشخوص الذين يعرقلون الاستقرار، وإنما عن طريق كيف نبعد هذه الشخوص عن المشهد ونحمي الدولة والمجتمع من أطماعهم، موضحاً أن هذا ما تحدث فيه الشاطر مع سلامة في وقت سابق وهذا ما قدم لكم من مقترحات بشأنه.

وتابع الشاطر:

“ادعى القذافي أنه حول ليبيا من حالة الثورة إلى حالة الدولة وقال أنه لم يعد يحكم وأن السلطة أصبحت بيد الشعب دون أن يأخذ رأي الشعب في كيف يكون ذلك، وأتحفنا بكاتبه الأخضر وما يدريك أن القادم من العسكر لحكم ليبيا لا يتحفنا بكتاب هو الآخر ويسميه الكتاب الموري في الحكم الجمهوري، كان تدليساً أجبرنا على الرضوخ له بحكم القوة القاهرة وسيف السلطة المسلط على الرقاب، ولذلك كانت انتفاضة فبراير، ولا عودة للقيود”.

في سياق متصل أكد الشاطر أن التحول إما أن يكون مدروساً وعلى أسس سليمة وإلا فلتنتج الفوضى الإرادة الحقيقية للتنفيذ، مضيفاً أن الشعب الليبي متصالح مع نفسه وليس بينهم الا ما ندر من المنغصات بسبب الثأر أو التفكير القبلي المتخلف، وقد عمل القذافي على تمزيق النسيج الاجتماعي بتعميق الخلافات القبلية وتكريس التفكير القبلي، فضلاً عن إشاعة سلوكيات سلبية مدمرة منها التمرد على القوانين والتنبلة ورفض الآخر والاعتداد بالنفس والرأي الواحد وأنا صاحب السلطة ومن بعدي الطوفان حسب وصفه.

وأشار عضو المجس الأعلى للدولة أنه عندما تحقق النصر لفبراير انفجرت كل هذه السلوكيات السلبية طمعاً في الغنائم وغذاها أفراد معينون شاء القدر أن يكونوا في مراكز مرموقة من السلطة.

وفي حديثه الموجه لسلامة قال الشاطر:

“إن ما تراه من اختلاف وتناحر بين المدن الليبية التي تكاد تصبح دويلات مرده إلى الطمع في السلطة والغنائم بشراء ذمم البعض بالمال وغسل عقولهم بإعلام فاسد غير مهني ولا ينتمي للوطن أو رسالة مهنة الإعلام المقدسة، إن ما تراه بفعل فاعل وبتمويل أجنبي ودولة الإمارات العربية التي عقد بها اللقاء المشبوه تمول حوالي 70% من الإعلام الفاسد الموجه إلى ليبيا، لم تتمكن يا سعادة المبعوث الأممي من كبح جماح التدخلات الأجنبية بل إني أراك ترضخ لبعضها بحكم الرضوخ للأمر الواقع وهنا يكمن المقتل”.

وأعلن الشاطر في خضم حديثه أن الحل في ليبيا ليس ترضية المعرقلين فذلك أسوأ ما تفكر فيه أو تقره بحيث يكون أبرز مخرجات المؤتمر الجامع، لأن المنطق يقول أن من يعرقل مسيرة السلام في بلد يشرئب ويتطلع للدخول للعصر الحديث بكل معطياته واستحقاقاته يستحق الإقصاء بكل الوسائل.

ووجه الشاطر تسائلاً عميقاً لسلامة حيث قال له:

“ألست من لوح بالعقوبات لكل من يعرض أمن العاصمة للخطر؟ هؤلاء يعرضون أمن الدولة بكاملها ليس للخطر وإنما لحرب أهلية وعندئذ سيكثر أعداد من سوف تهددهم بالعقوبات الدولية التي لا معنى لها ولن تتمكن من فعل ذلك لأنك لن تكون هنا فوق أرض الجحيم الذي صنعته”.

هذا ووصف الشاطر المعرقلون للاستقرار في ليبيا بالخلايا سرطانية التي ينبغي ازالتها وليس تمكينهم، موضحاً أن هذا هو الخلاف بين الشعب الليبي وغسان سلامة وهذا هو مطلب المشككين في نوايا لقاء شخصين حُصر واختزل فيهما مصير ومستقبل شعب ودولة حسب قوله.

وفي كلمات شابتها الأحزان والآلام قال الشاطر:

“نحن لدينا ما نخاف عليه يا سعادة المبعوث الأممي، وطننا ومستقبل أحفادنا هو ما نخاف عليه، فلا تتفه مطالبنا ولا تستثمر عبقرية الكلام لتخدير البسطاء حتى ينقلبوا ضدنا”.

وأوضح عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر أن كل ما يريده الشعب الليبي هو تفاصيل ما حدث لا أكثر ولا أقل وهو مطلب متواضع وحق مشروع، مضيفاً أنه إذا كانت تلك التفاهمات بريئة فسوف يؤيدها الشعب وإن كانت لا تخدم غرض تأسيس دولة على أسس ديمقراطية سليمة أو أنها تحمل ذرة غش فلن تؤثر في الشعب الليبي جميع أمصال التخدير التي في العالم.

وأختتم الشاطر كلمته التي وجهها للمبعوث الأمي بالقول:

“تبقى أنت وحدك المسؤول الذي ينبغي أن يعاقبه التاريخ على ما حدث، سعادة المبعوث الأممي نريد أن نحبك ونصدقك، ساعدنا على ذلك”.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا