الشاطر يدعو السراج لعدم الإنجرار وراء من يسوقون الوهم - عين ليبيا

انتقد عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر في تصريح خص به «عين ليبيا» ما وصفه بالأداء السياسي الضعيف للمجلس الرئاسي إزاء الانقلاب العسكري الذي يشنه خليفة حفتر على الشرعية لاسقاطها وتنصيب نفسه حاكماً عسكرياً على ليبيا.

وجاء انتتقاده في معرض تقييمه للزيارة الأخيرة التي قام بها وفد حكومي رفيع المستوى لثلاثة دول أوروبية كانت حصيلتها حسب وصفه بائسة فقد اتفقت جميعها على ضرورة العودة للمسار السياسي برعاية الأمم المتحدة وتطبيق تفاهمات أبوظبي وتثبيت المرتكب لجرائم حرب في المشهد السياسي الليبي كما ورد في التصريحات الصادرة عن عواصم روما وألمانيا وباريس حسب وصفه.

وأضاف أن مهامه المتعددة تفرض عليه أن يكوون أكثر وضوحاً وجرأة في تحديد من يساعد حفتر على عدوانه وانقلابه العسكري من دول معروفة للجميع دأبت على ممارسة النفاق السياسي وتسويق الوهم لليبيين حيث تصرح دوائرها السياسية والدبلوماسية بأنها مع استقرار ليبيا وحرية شعبها في اختيار وتقرير مصيرهم وعملياً تدفق المال والسلاح والطائرات المسيرة لزعزعة الاستقرار وقتل المدنيين وتهجيرهم على حد وصفه.

وتابع الشاطر:

“إذا كان حفتر أمتلك زمام المبادرة وبادر بالغدر ضد وحدة شعب ليبيا وتمزيق نسيجه الاجتماعي ولحمته الوطنية والانقضاض على الشرعية المعترف بها دولياً فلا مناص للمتصدي لأطماعه إلا أن يكون بنفس القدر من الجرأة في تحديد الدول التي تساعده على ذلك إذ التستر عليهم ليس من شيمة من يتلقى رصاصهم وصواريخهم يومياً”.

وقال الشاطر أيضاً:

“بعد أكثر من شهرعلى هذا العدوان الغادر ضد العاصمة وسكانها من كافة شرائح وأطياف المجتمع الليبي يتحتم تحديد أسماء الدول الداعمة لزعزعة الشرعية وارتكاب جرائم انسانية ضد المدنين واتخاذ مواقف صريحة ومعلنة منهم ليس أقلها استدعاء السفراء لديها للتشاور”.

وأضاف أن القصف الجوي وصل العاصمة بمدنها، مُتسائلاً عما ينتظر السيد السراج، هل ينتظر أن يقصف مقر حكومة الوفاق ليتأكد من نفاق المجتمع الدولي والبعثة الأممية الذين يتعامون عن الحقيقة ويعلنون المطالبة بوقف الاقتتال دون ادانة مرتكبه والدول الداعمة له جهاراً نهاراً بعد فشل ما خططوا له عبر سنوات طوال؟.

وفي سياق متصل أشار الشاطر في تصريحه لـ«عين ليبيا» إلى أن المواقف الضعيفة طريق حتمي لخسارة المعركة وهو الأمر الذي لن يتحقق بفضل الرجال الذين يتصدون بإمكانيات ضعيفة لهذا الاجتياح، مُطالباً السراج بالتماهي مع هؤلآء الرجال ليشد من أزرهم.

وأكد الشاطر أنه على السيد السراج أن يخلع قيافة السياسة والدبلوماسية مع من لا يستحقها ولا يقدر هذا الأسلوب الحضاري النابع عن مدينة الثقافة والحضارة طرابلس وأن يكون قد استوعب نفاق الذين يسترضيهم بزياراته ولا يلقى منهم الا الدعم الشفوي له ولشرعية المجلس الرئاسي وعملياً يسعون لإسقاط هذه الشرعية وتنصيب دكتاتور عسكري خلفاً للدكتاتور الذي أنهي عام 2011.

وبعد أن صرح السراج بأنه أمضى ثلاث سنوات وهو يحاور حفتر،تساءل الشاطر بقوله: ألم يدرك بعد أن مرحلة النطق بالحقيقة قد حانت؟.

وقال الشاطر:

“في الحروب إما أن تكون شجاعاً فتقتحم كافة الجبهات السياسية والعسكرية بقوة وعزيمة وإلا فإن مواقف المهادنة ستؤدي إلى سوريا أو يمن جديدة يجلس المؤتمن على أمنها على أشلاء الأبرياء ودموع المهجرين”.

وأوضح الشاطر أن الوفد الحكومي رفيع المستوى الذي قام بزياراته الأخيرة لدول أوروبا عليه أن يعقد اجتماعاً لتقييم الموقف واتخاذ قرارات تعبر عن رفضهم للرؤية التي سوقوها لهم مفادها أن القرار للشعب الليبي في تقرير مصيره وأن تفاهمات أبوظبي أصبحت من الماضي المنسي وأن حفتر قد حفر قبره بيديه ومن المستحيل إحياء الميت حسب وصفه.

وأشار الشاطر أنه عندما تحدث أزمة في بلد ما يبادر رئيسها بإجراء تحويرات وتعديلات في المناصب الحكومية وبين مستشاريه وهي لا تعني بالضرورة ادانة المستبعد أو اتهامه بالفشل وانما هو البحث عن السلاح الأفضل ليكون الأداء أضمن نتائج، قائلاً:

“لقد حان الوقت لتشكيل حكومة حرب مصغرة بدماء جديدة من المستشارين الأكفاء في مجالهم وفي نواياهم وتوجهاتهم السياسية”.

واختم عضو المجلس الأعلى عبد الرحمن الشاطر تصريحه لـ«عين ليبيا» بالقول أن ظهور القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس الرئاسي رئيس حكومة الوفاق في استوديوهات قناة فرانس 24 عمل غير موفق المفروض بروتوكولياً أن القنوات الفضائية تأتيه في مقر إقامته لأنه رئيس دولة وليس محلل سياسي، هذه عينة كان ينبغي على مستشاريه تنبيهه لها صونا لهيبة الدولة وبالذات في زمن الحرب حسب قوله.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا