«الشاطر» يوجه نداء للإعلاميين: انحازوا للوطن فأنتم ضمير الأمة وسدنة الحق - عين ليبيا

من إعداد: هيئة تحرير عين ليبيا

وجه رئيس لجنة شؤون الإعلام عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر، نداء إلى كافة الإعلاميين وعلى وجه الخصوص العاملون في الإعلام المُساند لما يعرف بـ”الكرامة” التي يقودها خليفة بلقاسم حفتر بأن يكفوا عن الانجرار في تبرير الأفعال التي تعرقل قيام الدولة المدنية وتعطيل مسيرة التنمية وتتسبب في قتل المدنيين وتدمير المدن وهتك النسيج الاجتماعي، حسب وصفه.

وقال الشاطر في معرض حديث له مع «عين ليبيا»:

أوجه ندائي لهم باعتباري أنتمي إلى أسرة الإعلام الليبي قبل أن أكون سياسيا أو عضوا في مجلس الدولة وحديثي يحمل صبغة الزميل لهم، فمن خلال رحلتي في مهنة المتاعب التي تجاوزت نصف قرن جعلتني أدرك أهمية الخطاب الإعلامي في تكوين وجدان الناس وتشكيل الرأي العام، ويخون الإعلامي شرف المهنة عندما يعلم الحقيقة ولا ينحاز ويدافع عنها ويعلم الكذب ويصر على تبريره وتزيينه وتسويقه على أنه الحقيقة التي لا تشوبها شائبة.

وتابع:

ليبيا تمر بمحنة وهي محنة خطيرة فعندما انتفض الشعب الليبي في فبراير 2011 ضد حكم الفرد رأينا إعلاميون في الفضائيات على مستوى عالي من الوطنية والانتماء للوطن.

وما أن تحقق النصر للانتفاضة حتى وقع الانشقاق والصراع على كراسي الحكم.

هنا شاهدنا تحولا في أداء بعض الإعلاميين فقد انحازوا لطرف ضد طرف دون أن يدركوا أن انحيازهم كان يجب أن ينصب في خانة توحيد الأمة الليبية وتوعية المواطنين بالهدف المنشود وهو إقامة دولة مدنية ديمقراطية تتمتع بسلطة القانون والتداول السلمي على السلطة.

وأضاف الشاطر يتساءل:

ثماني سنوات من الخلافات والصراعات تغذيها دول أجنبية طمعا أو بالأحرى سعيا لاستعمار ليبيا،، فكيف يُبرر إعلامي ينتمي لوطنه هذا الغزو وهو يرى أبناء وطنه يساقون للموت ومدن ليبية تُدمر وأبرياء يُهجرون بمئات الآلاف من أجل استبدال (قائد النصر والتحدي) بـ(قائد الكرامة): الأول أطيح بنظامه الدكتاتوري فهل من المقبول استبداله بعسكري دكتاتوري آخر؟ إذن أين أصحاب الأرض والدولة؟ أين القضية الوطنية الحقة التي يجب أن يدافع عنها الإعلامي والمثقف والسياسي؟ علينا أن ندافع عن وطن حر يملك إرادته ولا عودة للديكتاتورية مهما كانت نوع البدلة التي يرتديها دكتاتور جديد.

وأردف عضو المجلس الأعلى للدولة يقول:

اليوم نحن أمام مرحلة تاريخية فاصلة بعد اضطرار حكومة الوفاق الالتجاء إلى توقيع مذكرتي تفاهم مع تركيا سعيا منها لإحداث توازن على الأرض و منعا للمزيد من الدماء أن تسال.

فلماذا يستنكر بعض الإعلاميون هذا الفعل من حكومة معترف بها دوليا ويرونه جلبا لاحتلال تركيا لليبيا و يسكتون بل ويباركون مساعي الإمارات العربية ومصر والسعودية وفرنسا طيلة الأربع سنوات الماضية لاستعمار ليبيا وتنصيب دمية تمثلهم.

هذه خيانة لشرف المهنة و للوطن.

واستطرد قائلاً:

أقول لكم: ليبيا لن تكون مزرعة يملكها فرد وعائلته وإنما هي لكل الليبيين وحق المواطنة في دولة مدنية هو حق مصون علينا جميعا أن ندافع عنه وبالذات النشطاء السياسيين والإعلاميين أصحاب الأقلام الشريفة.

الإعلاميون والنشطاء السياسيون في المنطقة الغربية يمارسون حقهم في الانتقاد بكل حرية.

ينتقدون المجلس الرئاسي وينتقدون حكومة الوفاق ولا تمس لهم شعرة. وفي برقة  تُغيّب عضو في مجلس النواب منتخبة من الشعب “سرقيوة” ولا يتبنى الإعلام هناك قضيتها فهذه فضيحة مشينة.

وحول الظروف التي تمر بها المنطقة الشرقية، قال الشاطر:

برقة العزيزة علينا تأخرت عن الموكب،، ندرك الظروف التي تمر بها، ونعلم أن هناك عشرات من الإعلاميين والنشطاء السياسيين مغيّبون في السجون غير أن هذا لا يمنع المناضلين من مواصلة نضالهم.

لكن عندما نسمع إعلاميين يُمجدون ما يعتبرونه جيش وطني ليبي وهم يعلمون بكافة الشواهد والاثباتات أنه جيش إماراتي مصري فرنسي بتمويل سعودي وبجنود من مرتزقة الجنجويد والفاغنر والتشاديين ولا تملك ليبيا منه إلا الاسم بالتجني عليها، فإنهم يخونون ضميرهم الصحفي وانتماؤهم للوطن ويمارسون الكذب والتضليل والخيانة العظمى في حق الوطن.

واختتم عضو المجلس الأعلى للدولة حديثه بالقول:

لا أتمنى أن أرى إعلامياً ليبياً واحدا في مزبلة التاريخ لأن الواقع سيتغير في القريب العاجل وأن الدكتاتور الذي يريدون أن ينصبوه حاكما يعتبر خارج المشهد نهائيا حب من حب وكره من كره.

أدعو زملائي الإعلاميين إلى العودة للحق والحقيقة وأن يكونوا في صدارة النضال الوطني ضد حكم الفرد وليس تحت حذائه.

17 فبراير أيقونة الربيع العربي التي قاومت وتقاوم مؤامرات إفشالها،، سيظل نجمعها ساطعا في العلالي،، وملاحم المدافعين عن طرابلس ووحدة ليبيا والدولة المدنية الديمقراطية سيذكرها التاريخ بالمجد والفخار.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا