«الشاطر» يُحذر من مغبة الاكتفاء بإلقاء كلمة جيدة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة - عين ليبيا
من إعداد: هيئة تحرير عين ليبيا
حذر عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر من مغبة الاكتفاء بإلقاء كلمة جيدة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة دون بلورتها إلى رؤية وبرنامج عمل وتطبيق على الأرض بجدول زمني محدد.
جاء تحذيره في قراءة له خص بها «عين ليبيا» حصريا، للكلمة التي ألقاها رئيس المجلس الرئاسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال اجتماعها السنوي 74 في نيويورك.
وقال الشاطر:
لا أتمنى الاكتفاء بالصدى الطيب الذي لاقته، ولو حدث ذلك فإن الكلمة على قدر أهميتها ستتحول إلى حبة اسبرين لإزالة صداع لوقت معين ليعود الألم أشد فتكا.
واستطرد:
المؤشرات الأولى لردود أفعال حفتر ومؤيديه جاءت في توسيع عدوانهم الشرس بالطائرات الى وسط العاصمة بعد أن استشعروا بانتهاء أي دور لهم في المسار السلمي والسياسي الذي تروج له الدول المشاركة في العدوان الفاشل في محاولة لانقاذه من الاعلان عن هزيمته وبالتالي تمكينه من الجلوس على طاولة المفاوضات ليحقق نصرا لم يتمكن من تحقيقة بقوة السلاح.
وتابع:
هناك ما هو أهم وأخطر بالنسبة لردود الفعل وهو دخول مرتزقة عن طريق شركة أمنية روسية على المشهد وسيطرتهم الكاملة على تسيير قاعدة الوطية الجوية القريبة جدا من طرابلس ما ينبئ بأنّ تحوّل ليبيا الى سوريا جديدة قائم بامتياز.
وأشار الشاطر إلى أن الجميع أدرك بأن حفتر أداة طيعة تسيرها كفاءات عسكرية وعتاد حربي ومال وإعلام إماراتي وفرنسي فهم الذين يخططون وهم الذين ينفذون ودوره ينحصر في تصريحات الناطق باسمه الذي لم يدخر كذبة إلا وصرح بها، في انتظار أن يسلموا مجرم الحرب عرش ليبيا ليعتليه، حسب وصفه.
وأضاف يقول:
لقد جاءت الكلمة التي ألقاها السيد رئيس المجلس الرئاسي ملبية للمطالب التي لطالما نادى بها الكثيرون من الساسة والمعلقين والمحللين للشأن الليبي.
وذلك بعد أن خطى السيد السراج خطوة مهمة تمثلت في اللقاءات والحوارات التي أجراها والاستماع الى عدة أطياف من النخب المدنية والعسكرية، ومن خلال تلك اللقاءات تبلورت لديه فكرة واضحة لرؤية وطنية لأسباب الأزمة ووسائل علاجها.
هنا يتحتم عليّ القول بأن السيد السراج اليوم غيره منذ ثلاث سنوات ماضية وذلك بفضل انفتاحه على الرأي الآخر الذي أتمنى أن يستمر.
وتابع:
المجلس الرئاسي في حاجة إلى أن يسابق الزمن ولا ينتظر ردود الأفعال ليتخذ منها مواقف.
تلك سياسة انتهجها طيلة السنوات الثلاث الماضية وأوصلت قوات حفتر إلى تخوم العاصمة.
الآن لم يعد من المقبول البطء في التعامل مع الأزمة لأنها أصبحت أزمة تجاوزت مرحلة التهديد الى حرب فعلية تقتل المواطنين من الجانبين وتدمر الأملاك العامة والخاصة في الاتجاهين،، وأن استشارات التأني واحتواء الدول الداعمة للعدوان أو تحييدها التي كان يتلقاها سياسة أثبت الواقع فشلها.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للدولة أن هناك اجراءات يحتم الظرف الراهن اتخاذ قرارات جريئة وعاجلة بشأنها وهي ما تم النصح باتخاذها خلال الحوارات المتعددة التي عقدها قبل الذهاب الى نيويورك، وكذلك ما نصح به خلال المنتدى الذي عقده معهد الدراسات الدولية بجامعة جون هوبكنز في واشنطن، حيث حاوره خبراء على قدر كبير من الكفاءة والأهمية وقدموا له استشارات عملية ومفيدة.
كما أشار الشاطر إلى أن الانطباع الذي تكوّن لدى العديدين ممن التقوا به خلال السنوات الثلاث الماضية بأن فائز السراج شخصية بشوشة وخلوقة ومستمع جيد ويعطيك الانطباع بالتأييد لما تقوله وتقترحه وتخرج من اللقاء به بالارتياح الشديد، ولكنه شخصية متأنية لا يتفاعل بالسرعة اللازمة وقد يهمل ما نصح به، ربما لأنه يتلقى استشارات بالتأني وأن الأمور ينبغي أن تعالج بالتريث وبالحكمة.
واختتم الشاطر حديثه بالقول:
أنصح بأن يكون للمجلس الرئاسي على وجه السرعة فرق عمل موازية من المستشارين السياسيين والعسكريين والقانونيين والدبلوماسيين تمكنه من الاطلاع على الرأي الآخر لاحداث تنوع في الرؤى والأفكار والمعالجات وفي النهاية فالقرار له وهو من يتحمل مسؤولية قراراته وقد اطلع على مختلف الآراء ووجات النظر وليس وجهة نظر واحدة اتسمت بالضعف والقصور والسلبية وجرت البلاد الى كوارث لا تحصى ولا تعد.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا