الشهادات المضروبة و السيِرالداتية المغشوشة - عين ليبيا

من إعداد: أختكم الليبية

إخوتى الكرام

السلام عليكم

اختكم الليبية – المملكة المتحدة

تُقبل ليبيا فى الايا م القادمة على فترة حساسة و مفصلية من تاريخها المعاصر و يقع على عاتق الشرفاء من مسئوليها و اولى الامر فيها مهام صعبة بل هى غاية فى الصعوبة فمن مُخلفات اللانظام السابق العديدة و المتعددة الى متطلبات الحاضر و المستقبل مروراً بمستجدات التحرير و الاوضاع المتشابكة و المتداخلة الناجمة عنه و لكن و مع كل هدا الوضع المتئزم الا انه يحدونا الامل الاكيد اولاًفى الله سبحانه و تعالى و ثانياً فى همة الشرفاء الوطنيين من رجالنا فى الوصول بليبيا الى بر الامان و لعله من الاهمية بمكان ان نطرح مسئلة هامة و خطيرة فى نظرى و نظر العديد من الخائفين على حاضر و مستقبل بلادنا ……انها مسئلة الشهادات المضروبة او المزورة ان صح التعبير …….لقد كثرت هده الظاهرة و انتشرت بشكل لا يوصف فى السنوات الاخيرة و كنا هنا فى المملكة المتحدة و فى غيرها نسمع عن أفراد لم يدخلوا الجامعة فى ليبيا او فى غيرها مطلقاً و فجأة نسمع بآنهم تحصلوا على درجة الماجستير او الدكتوراة و امعاناً فى التزوير يحتفلون بنجاحهم المزور و يدعون الاصدقاء لحضور دلك الحفل او العزيمة لزيادة التأكيد …..كان بعضهم ممن يطلق عليهم لقب المتربصيين و بعضهم مواطنيين عاديين و البعض الاخر ممن عملوا فى السفارة كدبلوماسيين فى الزمن الماضى و خلال سنة او اقل يصبح دلك الشخص متحصل على درجة الماجستير او الدكتوراة و هو لا يعرف حتى التحدث بالانجليزية بشكل مقبول .آن هؤلاء يدرسون فى جامعات او اقسام خاصة غير مُعترف بها فى المملكة المتحدة (جامعات تجارية) همها تحصيل المال فقط ,تُعطى شهادات غير دات قيمة علمية حقيقية و للأسف يتم اعتمادها بطريقة المجاملات و الواسطة من السفارة و بدون تدقيق.

و النتيجة ما كان يحدث فى ليبيا فعلى الرغم من وجود اعداداً هائلة من المتحصليين على شهادات عليا و فى كل التخصصات الا ان ليبيا فى حركة رجوع دائم الى الوراء …..هدا لا يعنى التعميم طبعاً على كل من درس فى بريطانيا او فى سواها فهناك من جاهد و درس  و تحصل بفضل دلك على شهادات حقيقية , شهادات تحصلوا عليها نتيجة السهر و التعب و تحملهم مشاق الغربة القاسية الا انهم اخلصوا فى طلب العلم و سدد الله تعالى خُطاهم و نالوا نتيجة مثابرتهم و تعبهم شهادات و تقديرات مُشرفة لهم و للوطن.

و لعله من الظريف ان نجد شهادة بعينها تُعطى لكل من هب و دب بشكل لفت انظارنا و هى شهادة (الماجستير او الدكتوراة فى الدرسات الاسلامية )فى الشريعة و ما شابه !!! فنجد الطبيب و الصيدلانى و الممرض و المهندس الزراعى و خريجوا المعاهد المتوسطة و حتى حملة الشهادة الاعدادية او الثانوية متحصليين على هده الشهادة !!! دلك لآنهم يتحصلون عليها عبر الانترنت فيما يسمى بالجامعة المفتوحة و التى تعتير مجرد طريقة للرفع من مستوى الفرد الثقافى و لا يُعتد بها فى كل دول العالم ما عدانا طبعاًو لا يُعامل المتحصل عليها كما يعامل من تحصل على نفس الدرجة (الماجستير او الدكتوراة ) نتيجة لدراسة فعلية فى جامعات معترف بها و لمدة تتعدى السنتين او الثلاث سنوات مع اشتراط الجامعة ان يكون الطالب قد تخرج من الجامعة و فى اقسام لها علاقة بنفس التخصص فمثلاً لا يمكن لخريج كلية الحقوق نيل الماجستير فى الصيدلة و لا يمكن لخريج كلية الزراعة نيل الماجستير او الدكتوراة فى الطب و هكدا.

و لعل ما يؤكدعلى كلامى هدا ما شاهدناه على قناة (دبى) فى برنامج الشارع العربى فى استضافة للسيد (ضاحى خلفان) مدير عام شرطة دبى حينما اكد على اكتشافهم فى دولة الامارات لمجموعة  كبيرة من حاملى شهادة الماجستير او الدكتوراة فى الدرسات الاسلامية و بعد البحث و التحرى توضح أن هؤلاء الاشخاص هم فى الحقيقة عبارة عن مجموعة من السباكين و السمكرية و من متوسطى التعليم …..و العهدة هنا على الراوى السيد ضاحى خلفان ….. و طبعاً هنا ايضاً لا يجوز التعميم فهناك بكل تاكيد من تخرج بالفعل من الجامعة من قسم الدراسات الاسلامية و اكمل دراسته و تحصل نتيجة لدراسته و جهده و مثابرته على ماجستير او دكتوراة حقيقية فى نفس المجال ……و كدليل اخر على الشهادات المزورة او المضروبة ما سمعناه عن حكاية شهادة المدعو (سيف القردافى) و كيف تحصل على شهادة الدكتوراة و رغم انها من جامعة معروفة الا ان المال فعل فعله و تحصل  على درجة علمية هو ليس اهلاً لها و لكن و لان دلك حصل فى بلاد القانون فى المملكة المتحدة فما كان من عميد  تلك الجامعة و رئيس القسم المعنى الا تقديم الاستقالة لآنها ارحم من الوقوف امام المحكمة . و هناك حالات كثيرة اخرى يعرفها الليبيين المقيميين فى بريطانيا و يتندرون بها ……..تصوروا اخوتى الكرام كيف سيكون حال اى ادارة او مؤسسة يقودها اشباه متعلمين يحملون شهادات صادرة عن جامعات غير معروفة و لا معتمدة …..تحصلوا عليها نتيجة التزوير او دفع الاموال و بدون تعب ولا كد ولا سهر و كيف سيكون مستوى طلابنا فى الجامعة ان قام بتدريسهم امثال هؤلاء …..ستكون المحصلة ضعيفة و هزيلة دلك للآن فاقد الشىء لا يُعطيه.

ثم علينا ايضاً ان ننتبه لقصة السير الداتية فعند الاعلان عن اى وظيفة يرسل المتقدمون سيرهم الداتية و كلاً يملأها شهادات و انجازات و بطولات ثم نكتشف ان تلك الانجازات و البطولات وهمية و ليس لها اساس من الصحة و القصص كثيرة …..إن من يقوم بمثل تلك الافعال هو متأكد فى قرارة نفسه بآن الموضوع سيمر مرور الكرام و سيمضى بسلام دلك لآنه لا يوجد من يكلف نفسه عناء التدقيق او التمحيص و احياناً يُعين صاحبها فقط لآن ما كتبه فى سيرته الداتية كان جميل و مبهر و لآننا نحن الليبيين غير مستعدين لتضييع وقتنا فى التأكد و التحقق من كل شىء او اى شىء فكل ما يقال او يُكتب لنا نصدقه فوراً من باب النية الحسنة و لكن حسن النوايا لا ينفع فى مطلق الاحوال لآنها قد تُسبب فى تعيين من لا تستحق فقط لانه غش و زوَر فى سيرته الداتية و تكون نتيجة عمله هو الخراب و الدمار و مزيداً من التآخر لليبيا الحبيبة ….و مرة اخرى هدا لا ينطبق على الجميع فهناك من الشرفاء من يخجل من فعل دلك …… و على العموم و فى مطلق الاحوال و انطلاقاً من احقاق الحق و من واقع خوفنا و حرصنا الشديد على مستقبل ليبيا و حمايةً للوطن ……. هده دعوة جادة نوجهها إلى كل المسئوليين و إلى رئيس الوزراء للعمل على تشكيل لجنة خاصة برعاية وزارتى التعليم العالى و الخارجية و تضم افراد يشهد لهم بالنزاهة و الثقة و الوطنية لتدقيق كل الشهادات الوافدة و التأكد من مصادرها (الجامعات التى صدرت منها تلك الشهادات) ثم إقرار مبدأ انه لن تقبل اى شهادة الا ادا صدرت عن جامعات محترمة و مُعترف بها دولياً كما نرجو ان يتم متابعة و تدقيق كل السير الداتية و خاصة للمسئوليين على مستوى الدولة كالوزراء و السفراء و مديرى الادارات المختلفة و هيئة التدريس فى الجامعات و المعاهد العليا و غيرها لآن الامر جدُ خطير لآنه (ما بنى على باطل فهو باطل) و لكى نبنى ليبيا الجديدة على اسس صحيحة و متينة.

عاشت ليبيا حرة آبية ………و الى لقاء قريب



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا