استعرضت الصين، اليوم الأربعاء، مجموعة من أسلحة الجيل الجديد خلال عرض عسكري ضخم أقيم بمناسبة مرور 80 عاماً على هزيمة اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، شمل طائرات ومقاتلات من الجيل الرابع تحمل على حاملات الطائرات، مركبات مضادة للطائرات دون طيار، وصواريخ متقدمة بما في ذلك صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت.

وتفقد الرئيس الصيني شي جينبينغ، برفقة 26 من قادة العالم، بينهم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، القوات والمعدات العسكرية وهو يستقل سيارة مكشوفة.

وأعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ، الأربعاء في بكين، أنّ “نهضة الأمة الصينية لا يمكن إيقافها”، وذلك خلال خطاب ألقاه في مستهل عرض عسكري ضخم بمناسبة مرور 80 عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وأشار شي إلى أن “القضية النبيلة المتمثلة بالسلام والتنمية للإنسانية ستنتصر حتماً”، مضيفاً أن الإنسانية تواجه اليوم “خياراً بين السلام أو الحرب، والحوار أو المواجهة”.

ودعا الرئيس الصيني دول العالم إلى “القضاء على السبب الجذري للحرب ومنع تكرار المآسي التاريخية”، مؤكداً أن “الأمن المشترك لا يمكن ضمانه إلا عندما تتعامل الدول على قدم المساواة وتعيش في وئام وتدعم بعضها البعض”.

وشارك في الحدث أكثر من 10 آلاف جندي ومئات الطائرات والعربات العسكرية، حيث عُرضت 45 تشكيلة عسكرية تمثل فروع القوات التقليدية والجديدة، بما في ذلك قوات حفظ السلام الصينية العاملة ضمن بعثات الأمم المتحدة، جميع الأسلحة والمعدات المعروضة مصنّعة في الصين وهي بالفعل في الخدمة لدى القوات المسلحة للبلاد.

وأفادت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” أن الصين قدمت للمرة الأولى قواتها الاستراتيجية البرية والبحرية والجوية على شكل “ثالوث نووي” في هذا العرض العسكري، في خطوة تؤكد قدرة البلاد على الردع النووي المتكامل.

وشهد العرض الذي استمر 70 دقيقة، تحليق طائرات هليكوبتر تحمل رايات كبيرة، وطائرات مقاتلة في تشكيلات دقيقة، مع إطلاق 80 ألف حمامة سلام وبالونات ملونة، لتضفي بعداً رمزياً على الحدث.

ويعد هذا العرض العسكري ثاني أكبر استعراض من نوعه لإحياء ذكرى الانتصار على اليابان، بعد العرض الأول في الذكرى السبعين عام 2015، فيما كان آخر عرض عسكري كبير في بكين بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 2019.

ومن بين الأسلحة المعروضة، دبابة 99A الحديثة، التي تتميز بقدرات عالية في الحماية والقوة النارية والمناورة. كما تم استعراض أحدث منظومات الدفاع الجوي، بما في ذلك أنظمة صواريخ أرض–جو بعيدة المدى لاعتراض الطائرات والصواريخ الباليستية، وأنظمة متوسطة المدى متعددة المهام للتعامل مع الطائرات المسيّرة وصواريخ كروز، إضافة إلى أنظمة قصيرة المدى محمولة على مركبات لحماية التشكيلات البرية من التهديدات الجوية القريبة.

ولأول مرة، عرضت الصين صواريخ “جينجلي-1” الجوية، وصواريخ “جولانغ-3” الباليستية العابرة للقارات التي تُطلق من الغواصات، وصواريخ “دونغ فنغ-61″ و”دونغ فنغ-31” البرية العابرة للقارات، جميعها في عرض واحد، ما يمثل تأكيداً على قدراتها العسكرية المتطورة واستراتيجيتها الدفاعية المتكاملة.

بوتين يشكر كيم على دعم كوريا الشمالية لروسيا في حرب أوكرانيا خلال لقاء ببكين

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، محادثات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في بكين، على هامش الاحتفالات بالذكرى الـ80 لهزيمة اليابان ونهاية الحرب العالمية الثانية.

وذكر الكرملين أن بوتين شكر كيم على نشر قوات كوريا الشمالية لدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، مؤكداً أن البلدين يقفان معاً “ضد النازية الجديدة الحديثة”.

وأضاف بوتين أن العلاقات بين موسكو وبيونغيانغ اكتسبت “طابعاً خاصاً من الثقة والودية”، مشيراً إلى مشاركة القوات الخاصة الكورية في تحرير كورسك وفق الاتفاق بين البلدين، مع تأكيده على تقدير تضحيات الجنود وعائلاتهم.

من جانبه، أعرب كيم جونغ أون عن استعداده لتقديم أي دعم إضافي لروسيا، معتبراً ذلك واجباً أخوياً، وأكد أن العلاقات بين البلدين تتطور على جميع الأصعدة بعد توقيع معاهدة في يونيو 2024.

وبعد الحفل الرسمي، استقل بوتين وكيم نفس السيارة للتوجه إلى مكان المحادثات الرسمية، بحسب بيان الكرملين.

ديلي ميل: الصين توجه “طلقة تحذيرية” للغرب بعرض صواريخها النووية في احتفال تاريخي

وصفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية العرض العسكري الصيني الذي أقيم في بكين بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الصين على اليابان، بأنه بمثابة “طلقة تحذيرية” موجهة إلى الغرب، خاصة عبر الكشف عن الصواريخ النووية الصينية لأول مرة في هذا الحدث.

وأشارت الصحيفة إلى أن العرض كشف عن القوات الاستراتيجية البرية والبحرية والجوية للصين، بالإضافة إلى تقنيات متطورة مثل طائرات دون طيار ضخمة قادرة على الغوص، وعربات مصفحة مزودة بتقنيات ليزرية.

كما لفت التقرير إلى القمة التي جمعت الرئيس الصيني شي جين بينغ مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، إلى جانب أكثر من عشرين دولة غير غربية في منظمة شنغهاي للتعاون بمدينة تيانجين، معبراً عن تشكيل ما وصفه بـ”محور الاضطراب” الذي قد يشكل تحالفًا دفاعيًا قويًا ضد الغرب، خاصة الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الصين تمتلك حوالي 600 رأس نووي، وكوريا الشمالية 50، وروسيا 5459، ما يجعل الترسانة النووية المشتركة لهذه الدول تتجاوز 6000 رأس نووي، متفوقة بذلك على ترسانة حلف الناتو التي تبلغ حوالي 4200 رأس نووي.

وخلص التقرير إلى أن هذا العرض واللقاءات الدولية يعكسان تصعيدًا استراتيجيًا للصين وحلفائها في مواجهة النفوذ الغربي بقيادة الولايات المتحدة.

إطلاق 80 ألف حمامة سلام في ختام العرض العسكري في بكين

اختتم العرض العسكري في بكين اليوم بإطلاق 80 ألف حمامة سلام، احتفالاً بالذكرى الـ80 للنصر على اليابان وانتهاء الحرب العالمية الثانية.

وبدأت حرب المقاومة الصينية ضد العدوان الياباني في عام 1931 مع غزو الجيش الياباني لمنشوريا، وتحوّلت إلى حرب شاملة في 1937 مع الهجوم الياباني الواسع، لتصبح جزءًا من الحرب العالمية الثانية.

وخلال ثمانية أعوام من القتال، قُتل أو جُرح نحو 35 مليون شخص في الصين، معظمهم من المدنيين، وفقًا لتقديرات المؤرخين. وتشير الصين إلى سقوط نحو 300 ألف ضحية في مذبحة نانكينغ عام 1937، التي شهدت إعدامات جماعية، وقتل مدنيين، وعمليات اغتصاب واسعة، بالإضافة إلى تجارب إنسانية وحشية نفذتها الوحدة اليابانية 731.

وفي إطار التزامات التحالف التي اتفق عليها في مؤتمر يالطا 1945، دخل الاتحاد السوفيتي الحرب ضد اليابان بعد ثلاثة أشهر من استسلام ألمانيا ونهاية الحرب في أوروبا.

الصين تعرض صواريخ فرط صوتية مضادة للسفن وصواريخ نووية عابرة للقارات في العرض العسكري الكبير

كشفت الصين خلال العرض العسكري الضخم الذي أقيم في بكين بمناسبة الذكرى الثمانين للنصر على اليابان وانتهاء الحرب العالمية الثانية، عن مجموعة متقدمة من الصواريخ تشمل صواريخ فرط صوتية مضادة للسفن وصواريخ نووية عابرة للقارات.

وفي العرض العسكري، سارت في الساحة صواريخ فرط صوتية مثل YingJi-21 (YJ-21)، وDongFeng-17 (DF-17)، وDongFeng-26D (DF-26D)، والتي تتميز بسرعات فائقة ودقة إصابة عالية.

كما تم عرض صواريخ فرط صوتية أخرى مضادة للسفن تشمل YingJi-19 وYingJi-17 وYingJi-20، بالإضافة إلى صاروخ YingJi-15.

ويُعتبر صاروخ YJ-21 صاروخًا باليستيًا مضادًا للسفن، ويُنتظر أن يكون السلاح الرئيسي لمدمرات طراز 055 الصينية. ويصف الخبراء هذا الصاروخ بأنه مزود برأس حربي فائق السرعة وقابل للمناورة، ويمكن استخدامه أيضًا كصاروخ أرض-أرض.

بالإضافة إلى ذلك، عرض الجيش الصيني صواريخ نووية عابرة للقارات من طراز “دونغ فنغ-5 سي” (DongFeng-5C)، التي تعمل بالوقود السائل وتتميز بمدى يغطي كامل الكرة الأرضية.

كما تم استعراض منظومات صاروخية باليستية عابرة للقارات حديثة، مع منظومات صواريخ متنقلة تمنح القوات النووية قدرة عالية على المناورة والانتشار السريع.

كما ضم العرض أنظمة دفاع جوي متطورة، تشمل صواريخ أرض-جو بعيدة المدى لاعتراض الطائرات والصواريخ الباليستية، وأنظمة متوسطة المدى متعددة المهام للتصدي للطائرات المسيّرة وصواريخ كروز، وأنظمة قصيرة المدى محمولة على مركبات لحماية التشكيلات البرية.