العراقيل التي تواجه مشروع توحيد الجيش الليبي - عين ليبيا

من إعداد: سعيد رمضان

منذ الأعلان عن استئناف الجولة السادسة لتوحيد الجيش الليبى فى القاهرة، والتي جمعت بين ضباط عسكريين رفيعي المستوى بقيادة رئيسي الأركان المكلفين من قبل المجلس الرئاسي«اللواء عبد الرحمن الطويل» و القيادة العامة «الفريق عبد الرازق الناظوري»، كما شارك في الأجتماع كل من ” رئيس المخابرات المصرية عباس كامل ” ووزير الخارجية المصرى ” سامح شكرى ” وصدر  البيان الختامى يوم الثلاثاء الماضى ، والذى ركز على ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا ، وعلى مدنية الدولة ، والأبتعاد بالمؤسسة العسكرية عن أى أستقطابات سياسية ، كما أكد المشاركون فى الأجتماع على ضرورة المضى فى توحيد الجيش الليبى لكى يكون قادرا على التعاطى بشكل أيجابى مع التحديات التى تواجه ليبيا
ن كما تم الأتفاق على مواصلة وفد الجيش أجتماعاته فى القاهرة خلال الفترة المقبلة لأستكمال بحث آليات التنفيذ والتطبيق الفعلى لمشروع توحيد الجيش الليبى .
منذ هذا الأعلان أستنفرت تيارات أسلامية محسوبة على تيار المفتى المقال ” الشيخ الصادق الغريانى ” جهودها لتأليب الرأى العام ضد أى أتفاق من شأنه أن يحصل وكان المجلس العسكرى مصراتة ” أول من أعلن رفضه جهود توحيد المؤسسة العسكرية ، حيث قال الناطق بأسم المجلس ” أبراهيم بيت المال ” أنهم لايثقون فى حياد رئيس المجلس الرئاسى ” فايز السراج ” كما أضاف قائلا ” عسكرى مصراتة لن يقبل بمن وضفه ب أسير الحرب المطلوب دوليا ليكون قائدا للجيش .
كما قام يوم الأثنين الماضى وكيل وزارة الدفاع بحكومة الوفاق العقيد ” أوحيدة عبدالله نجم ” بألغاء تكليف اللواء ” محمد الغصرى ” من مهمته كناطق بأسم الوزارة لدى وسائل الأعلام المختلفة ، وقد جاء هذا القرار بناء على كتاب مدير مكتب القائد الأعلى للجيش ” رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق ” الى وكيل وزارة الدفاع بالخصوص على خلفية أدلاء الغصرى بتصريحات أعلامية أنتقد فيها أجتماع ضباط عسكريين جمعت بين رئيس الأركان من قبل المجلس الرئاسى اللواء ” عبد الرحمن الطويل ” ورئيس الأركان من قبل القيادة العامة الفريق ” عبد الرازق الناظورى ” بالقاهرة .
ومن أجل التوضيح يجب أن نعلم أن ” مصراتة ” تعيش صراعا بين تيارين ، الأول يقوده متطرفون ويضم سياسيين وعسكريين وقادة جماعات مسلحة وهى محسوبة على تيار المفتى الغريانى ، والثانى يطلق عليه ” التيار المدنى ” وهو موال لحكومة الوفاق ويضم قيادات عسكرية مشاركة فى أجتماعات توحيد الجيش الليبى لعل أبرزهم العميد ” سالم جحا ” .
ويعد أغتيال عميد بلدية مصراتة ” محمد أشتيوى ” المعروف بمواقفه الداعية للمصالحة فى ديسمبر الماضى شكلا من أشكال هذا الصراع فقد كشفت تسجيلات كاميرات المراقبة ضلوع عناصر تنتمى لتيار المتطرفين بمصراتة فى عملية الأغتيال .
ويمتد نفوذ هذا التيار الى عدة مدن أخرى بالمنطقة الغربية مثل ” صبراتة ” التى كادت أن تتحول الى معقل لتنظيم داعش .
كما عبر رئيس المجلس العسكرى صبراتة ” الطاهر الغرابلى ” عن رفضه أى أتفاق بين مدنيين وعسكريين ،مضيفا بأن أى أتفاق بين ” السراج وحفقتر ” يعد تعميقا للأنقسام معتبرا أن مشاركة الساسة فى مثل هذه الأجتماعات تهدف الى التسويق السياسى .
وتشهد العلاقات بين معسكرى ” حفتر والسراج ” تقاربا غير مسبوق هذه الأيام ، خاصة بعد حضور عميد بلدية بنغازى ” عبد الرحمن العبار ” أجتماعا للعمداء عقد فى العاصمة طرابلس الأحد الماضى .
ويعزو مراقبون هذا التقارب الى اللقاءات التى جمعت ” حفتر والسراج ” فى أبو ظبى وباريس ، والتى جرى فيها الأتفاق على أستبعاد الجماعات المتطرفة الرافضة لوجود حفتر فى المشهد .
نتسائل : هل ستشهد الأيام المقبلة المزيد من الخطوات الأيجابية التى تسرع من عملية توحيد الجيش الليبى أم …؟
وللحديث بقية…



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا