العراق.. هجوم بطائرتين مسيرتين يوقف إنتاج الغاز! - عين ليبيا
عقدت حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية، اجتماعًا في حقل كورمور للغاز بمحافظة السليمانية، لمناقشة مستقبل الحقل بعد تعرضه لهجوم بطائرتين مسيرتين مساء الأربعاء الماضي.
وترأس الاجتماع وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري ووزير داخلية إقليم كردستان ريبر أحمد، بحضور رئيس جهاز المخابرات العراقي حميد الشطري، وفريق فني عسكري رافق الوفد خلال انعقاد الاجتماع في مقر الحقل.
وأكدت شبكة “رووداو” الإعلامية أن شركة “دانة غاز” مستعدة لاستئناف العمل لكنها تشترط وجود ضمانات أمنية، مشيرةً إلى أن أحد خزانات الغاز السائل في المنشأة تعرض لهجوم صاروخي دون وقوع إصابات بين العاملين.
وكان تعرض حقل كورمور للغاز في قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية العراقية، مساء الأربعاء، لهجوم بطائرتين مسيرتين، ما أدى إلى توقف ضخ الغاز بالكامل إلى محطات إنتاج الكهرباء في الإقليم.
ونقلت شبكة “رووداو” الإعلامية عن مصدر أمني لم تذكر اسمه أن الهجوم لم يسفر عن خسائر بشرية مباشرة، بينما أظهرت مقاطع فيديو تصاعد ألسنة اللهب من الحقل نتيجة الانفجارات الناجمة عن الهجوم.
وفي بيان مشترك، أعلنت وزارتا الثروات الطبيعية والكهرباء في إقليم كردستان أن الهجوم وقع عند الساعة 11:30 مساءً، وأدى إلى توقف ضخ الغاز إلى محطات توليد الكهرباء.
وأكد البيان متابعة الوزارتين، بالتنسيق مع شركة “دانة غاز”، لتداعيات الحادث والعمل على إعادة الوضع إلى طبيعته.
من جهته، أكد المتحدث باسم كهرباء إقليم كردستان أنه سيتم خفض تزويد الكهرباء بنسبة 75% في الإقليم، متوقعًا أن تشهد بعض المناطق انقطاعًا كاملًا للكهرباء خلال الساعات المقبلة.
وتلقى رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، اتصالاً من رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أدان فيه الهجوم على حقل كورمور للغاز واعتبره استهدافًا للعراق بأكمله.
واتفق الجانبان على تشكيل لجنة تحقيق مشتركة لملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة.
وطالب بارزاني الولايات المتحدة بتزويد الإقليم بـ”معدات دفاعية” لحماية البنى التحتية المدنية، داعيًا “الشركاء الأمريكيين والدوليين” لتوفير هذه المعدات الضرورية.
طالبت وزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان، اليوم الخميس، الحكومة العراقية باتخاذ إجراءات عاجلة ورادعة ضد الجهات التي نفذت سلسلة هجمات بطائرات مسيّرة على منشآت الطاقة في الإقليم، مؤكدة أن تقريراً تحقيقياً رسمياً مشتركا حدد هوية المنفذين ومواقع انطلاق الهجمات.
وأوضح البيان أن لجنة التحقيق المشتركة، برئاسة مستشار الأمن القومي العراقي وعضوية أجهزة اتحادية وإقليمية، قامت بالتحقيق بعد هجمات استهدفت حقولا ومنشآت نفطية وحيوية بين 15 يونيو و25 يوليو 2025، مشيراً إلى أن الفحص الفني لحطام المسيّرات أثبت انطلاقها من مناطق خاضعة لسيطرة القوات الاتحادية قرب خطوط التماس.
وأضافت الوزارة أن التقرير النهائي رُفع إلى رئيس الوزراء العراقي قبل أكثر من شهرين، إلا أن بغداد لم تتخذ أي إجراءات قضائية أو أمنية بحق المتورطين، محذرة من أن “التقاعس يشجع الجهات المتورطة على مواصلة اعتداءاتها”، ووصفت الهجوم الأخير على حقل كورمور بأنه “نتيجة مباشرة لغياب الردع”.
وأكدت الداخلية أن إقليم كردستان يحتفظ بحقه في اتخاذ ما يلزم لحماية أمنه ومصالحه ضمن الدستور والقانون. يأتي ذلك بعد تعرض حقل كورمور الغازي في جمجمال لهجوم صاروخي مساء الأربعاء الماضي، تسبب باشتعال أحد خزانات الغازات السائلة وانقطاع الكهرباء عن أجزاء واسعة من الإقليم، ما أثر على إمدادات كركوك وصلاح الدين ونينوى، دون وقوع إصابات.
ويُذكر أن هذا الهجوم ليس الأول من نوعه على الحقل، إذ قُتل شخصان وأصيب اثنان آخران في 26 أبريل 2024، في هجوم تخريبي مماثل على حقل كورمور للغاز.
وذكرت خلية الإعلام الأمني العراقي أن الهجوم أسفر عن وفاة شخصين وإصابة اثنين آخرين جميعهم يحملون الجنسية الآسيوية، مؤكدة أن هذه الاعتداءات تهدف إلى الإضرار بالاقتصاد الوطني والتأثير على عجلة التنمية في العراق.
وأشار القائد العام للقوات المسلحة العراقية إلى تشكيل لجنة تحقيقية فنية لمعرفة ملابسات الهجوم.
ردًا على الحادث، طالب رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني الحكومة الاتحادية العراقية بالعثور على الجناة وتقديمهم للعدالة، مشددًا على أنه “لا يجوز السماح لمن يقف وراء هذه الهجمات بتكرار الجرائم أو الإفراج عنهم بكفالة كما حصل سابقًا”.
كما دعا بارزاني الشركاء الأمريكيين والدوليين إلى تزويد الإقليم بـ”معدات دفاعية ضرورية لحماية البنى التحتية المدنية”.
وفي سياق متصل، أكد وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري أن عملية تأمين الحدود في العراق هي “الأفضل في تاريخ الدولة”، مشددًا على تعزيز التحصينات واستخدام التكنولوجيا الحديثة في مراقبة وتأمين الحدود، مع تكريم المتميزين من ضباط وقوات قيادة الحدود على إنجازاتهم.
استئناف تصدير الغاز من حقل كورمور بعد 3 أيام على الهجوم بطائرتين مسيرتين
أكدت وسائل إعلام محلية، اليوم السبت، استئناف تصدير الغاز من حقل كورمور للغاز الطبيعي بعد ثلاثة أيام على الهجوم بطائرتين مسيرتين.
وأفادت شبكة “رووداو” أن أول شحنة من الغاز المسال (LPG) أُرسلت اليوم إلى المدن، بعد عودة الموظفين والفنيين للعمل في الحقل. وشملت القافلة ثمانية صهاريج تم إرسالها للاختبار، وفق ما نقل عن السائق يوسف نوري، الذي أوضح أن الحادث تسبب في احتراق مستودع يحتوي على مادة النفثا، ولم يتم بعد استئناف تحميلها.
وأشارت الشبكة إلى أن شركة دانة غاز قد تُطلب لاستئناف الإنتاج رسمياً لتزويد محطات الكهرباء، بعد أن أعلنت استعدادها أمس الجمعة لاستئناف العمل، لكنها طالبت بضمانات أمنية.
وكان الهجوم قد وقع يوم الأربعاء الماضي، حيث تعرض خزان غازات سائلة في المنشأة لهجوم صاروخي، دون وقوع إصابات بين العاملين، وتسبب الحادث في توقف ضخ الغاز بالكامل إلى محطات توليد الكهرباء في إقليم كردستان العراق، مع خفض تزويد الكهرباء بنسبة 75%، وفق تصريحات مسؤولين محليين.
وتتابع الوزارات المعنية تداعيات الحادث، بالتنسيق مع شركة دانة غاز، لإعادة الوضع إلى طبيعته وضمان استمرارية الإنتاج.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا