العراق.. 42 حالة وفاة بسبب «الحمى النزفية» منذ بداية 2025 - عين ليبيا

أعلنت وزارة الصحة العراقية، يوم الأربعاء، عن ارتفاع عدد الوفيات بسبب الحمى النزفية في البلاد إلى 42 حالة، من بين 296 إصابة مؤكدة منذ بداية عام 2025.

ويعد هذا الرقم بمثابة إنذار من خطر يهدد الصحة العامة، خصوصًا في ظل غياب لقاح فعال لهذا المرض الفيروسي الذي لا يزال يواصل انتشاره في بعض المناطق الريفية في العراق.

تفاصيل الحمى النزفية وأسباب انتشارها

الحمى النزفية الفيروسية، أو ما يُعرف بـ “حمى القرم-الكونغو النزفية”، تُعد من الأمراض الخطيرة التي تنتقل إلى البشر إما عن طريق لدغات القراد أو من خلال ملامسة دم أو أنسجة الحيوانات المصابة، خاصة أثناء عملية الذبح أو بعدها مباشرة.

وفي العراق، حيث تربية الماشية تعد من النشاطات الاقتصادية الأساسية، يواجه العاملون في هذا المجال، مثل مربّي الحيوانات والجزّارين، خطرًا كبيرًا بالإصابة بالمرض.

ومن بين المناطق التي سجلت أعلى معدلات الإصابة بالحمى النزفية، كانت محافظة ذي قار في جنوب العراق هي الأكثر تضررًا، سُجّل فيها 114 إصابة بالمرض، من بينها 11 حالة وفاة، وتتسم هذه المنطقة بوجود العديد من المزارع التي تربي الأبقار والأغنام والماعز والجاموس، وهي حيوانات تعتبر ناقلة لهذا الفيروس بشكل رئيسي.

أعراض المرض وتطوراته الخطيرة

تبدأ أعراض الحمى النزفية بالفشل في بعض وظائف الجسم، مثل الحمى الحادة، وآلام العضلات، وآلام في البطن، وهي أعراض مشابهة لعدد من الأمراض الأخرى.

لكن مع تقدم المرض، قد يتطور إلى نزيف حاد من العينين والأنف والأذن، وقد يصل إلى فشل في الأعضاء الداخلية للجسم، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الوفاة.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن معدل الوفيات بسبب هذا المرض يتراوح بين 10 إلى 40 في المئة من المصابين.

غياب اللقاح وأهمية الوقاية

فيما يتعلق بالوقاية، أكدت وزارة الصحة العراقية أن غياب اللقاح المضاد للحمى النزفية يجعل من التدابير الوقائية أمرًا بالغ الأهمية.

ويجب على جميع الأفراد الذين يتعاملون مع الحيوانات أو اللحوم الخام اتخاذ احتياطات شديدة، بما في ذلك ارتداء الملابس الواقية، وتجنب ملامسة الحيوانات المصابة، وأخذ الحذر أثناء عملية الذبح.

كما دعا المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر، إلى ضرورة تكثيف الإجراءات الوقائية في جميع أنحاء العراق، محذرًا من أن “جميع الفئات معرضة للإصابة إذا لم يتم اتخاذ التدابير المناسبة”.

أسباب انتشار المرض في السنوات الأخيرة

إن تزايد الإصابات بالحمى النزفية في السنوات الأخيرة يعود إلى عدة عوامل، من بينها ضعف الإجراءات الوقائية، بالإضافة إلى غياب حملات تعقيم الحيوانات في عامي 2020 و2021 بسبب إغلاق الأنشطة العامة المرتبط بجائحة كورونا، فقد كانت تلك الفترة فترة عصيبة على العديد من دول العالم، بما في ذلك العراق، مما أدى إلى ازدياد أعداد الحشرات الناقلة للفيروس، وبالتالي ارتفاع فرص انتقال المرض إلى البشر.

توصيات منظمة الصحة العالمية

وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن العاملين في مجالات مثل تربية الماشية والجزارة هم الأكثر عرضة للإصابة، مشيرة إلى أن التقيد بالتدابير الوقائية هو السبيل الوحيد للحد من انتشار المرض.

كما حثت المنظمة على تقديم الدعم اللوجستي والطبي للمناطق المتضررة، خاصة في ظل غياب اللقاح المضاد للفيروس.

هذا وفي عام 2022 بين الأول من يناير و22 مايو، سجل العراق ما لا يقلّ 212 إصابة و27 وفاة بالحمى النزفية، وفق منظمة الصحة العالمية.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا