العرب ودبلوماسية الزلزال - عين ليبيا

من إعداد: ميلاد المزوغي

بالأمس القريب ذكرى إنشاء أول وحدة بين قطرين عربيين (مصر وسوريا) في العصر الحديث كان يعول عليها أن تكون نواة لوحدة الأمة، استمرت 3 سنوات ما لبثت أن وئدت في المهد بسبب أعداء الأمة والعملاء من أبنائها، كانت هناك العديد من المحاولات لكنها باءت جميعها بالفشل، لن يترك العرب وشأنهم، فإن توحدوا سيقودون العالم نحو التقدم ويعم الرخاء، يشهد لهم التاريخ بذلك.

ضرب زلزال مدمر شرق المتوسط فأودى بحياة الآلاف ونزوح أكثر من مليوني مواطن من كل من تركيا وسوريا إضافة إلى هدم المباني والبنى التحتية بالمنطقة، المساعدات الإنسانية تتواصل من كافة دول العالم.

حكامنا العرب المغاوير جرت في عروقهم النخوة فهبوا لمساعدة إخوانهم السوريين المنكوبين ولكن على استحياء، ليلا يغضب ذلك العم سام، ما يعد انتهاكا لقانون قيصر ضد الشعب السوري بعدم التعامل مع الشعب السوري إلى أن يرحل رئيسه.

تقول المصادر بأن بعض الحكام العرب كانوا يتواصلون سرا مع النظام بعد أن أدركوا استحالة سقوطه رغم الكم الهائل من الأسلحة المختلفة والمرتزقة من مختلف بقاع الأرض، والسؤال لماذا يهرع الحكام العرب إلى تقديم المساعدات الغذائية لضحايا زلزال رباني محدود الضرر؟ ألم يساهموا في إحداث زلازل شديدة تحت أقدام الشعب السوري على مدى 12 عاما أدت إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين وهدم المعالم التاريخية؟ ألم يطردوا النظام السوري من الجامعة العربية وجعل مكانها شاغرا؟ ألم يقوموا بتحويل الملف السوري إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لطرده من المنظمة الأممية وسحب عضويته ومنحها للـ(معارضة) التي أثبتت مع مرور الوقت أنها مجرد كيانات تنفذ الأجندات الخارجية لإضعاف الدولة وتمزيقها وتشريد شعبها؟.

من يصدق أن هؤلاء وجدوا في الكارثة الطبيعية مدخلا يريدون من خلاله الخير للشعب السوري (دبلوماسية الزلزال)؟ هل رجع إليهم رشدهم؟ هل يمتلكون الشجاعة الكافية التي تجعلهم يكفرون عن الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب السوري؟ هل يملكون الجرأة على قول الحقيقة في وجه من أوكلوا إليهم مهمة تنفيذ مخطط إفراغ سوريا من شعبها؟.

هل تمد مصر التي كنا نراهن على دورها القيادي يد العون والمساعدة لسوريا؟ ومحاولة إرجاعها إلى حضن الجامعة العربية التي أصابها الترهل بسبب سيطرة أصحاب المال على القرار السياسي للجامعة فأصبحت وكرا للعمالة وسوسا ينخر جسد الأمة.

هل يتحرر الحكام العرب من التبعية للغرب ويسعون جاهدين بأموالهم المكدسة في بنوك الغرب (المعرضة للتجميد في أي لحظة) لإعادة إعمار سوريا؟ والتعويض عما لحقها من دمار؟.

العالم أصبح يتشكل من جديد في ظل الهيمنة الأمريكية الغربية على مقدرات الشعوب، نتائج الحرب في أوكرانيا ستفضي إلى عالم متنوع الأقطاب ويكفي أن الشعوب الإفريقية لم تجاري الغرب بل أعلنت حيادها في الحرب الأطلسية الروسية، بل تدعو إلى الاعتماد على جيوشها الوطنية في محاربة الإرهابيين وفك الارتباط مع المستعمرين وبالأخص فرنسا التي انحصر دورها في وجه المد الروسي الصيني بالقارة السمراء التي تحررت من مستعمريها بفعل المساعدات السوفييتية. هل العرب أقل شأنا من الأفارقة؟ ذلك ما يثبته المستقبل القريب.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا