الفدرالية و ليبيا المستقبل رؤية وطنية لدعم الوحدة الوطنية - عين ليبيا

من إعداد: علي ابوالسعود

ازول افلاون \ السلام عليكم

نلاحظ أن الكثير من منتقدي الفدرالية ينطلقون من منطلق جهلهم بماهيات الفدرالية وطبيعتها الحقيقية , في حقيقة الأمر لا وجود  لنظام فدرالي واحد في العالم بل تختلف الأنظمة الفدرالية من مكان لأخر حسب خصوصيات  كل  بلد وشعب ولكن ما تتفق فيه الفدرالية هو  أعطاء سكان كل  إقليم أو  ولاية القدرة علي تسيير شؤونهم الداخلية بأنفسهم.

تعد الفدرالية  من ابرز  أنظمة الحكم اللامركزية ولا يمكن تطبيق اللامركزية الحقيقة خارج نطاق النظام الفدرالي والحديث عن اللامركزية  في نظام الحكم المركزي هو هراء وكدب مفضوح لان النماذج الكثيرة  والسابقة أكدت علي دلك.

ومن المعلوم أن المال هو المحرك الأساسي  لكل الأنشطة الاقتصادية والتنموية علية فان أي مشاريع محلية لا يمكن أن تنجح ألا بموافقة الحكومة المركزية علية  فان نظام الحكم اللامركزي غير موجود أصلا  في الحكومات والأنظمة المركزية  لأنها  هي من تملك حق التصرف بالمال العام.

أن الحكومة المركزية  عاجزة  عن أن تغطي  كل مشاكل الشعب والوطن  لأنها  في الأساس  غائبة  عن الشارع  ولهدا تكون الأنظمة المركزية  فاشلة أيضا في تحقيق العدالة والمساواة بين  كل المواطنين  بعيدا عن المحاباة والمحسوبية والجهوية المقيتة مهما كان هدا الوطن كبيرا أو صغيرا والمثال هو ((ليبيا)) وفشل الحكومات المتعاقبة في  توفير حاجيات المواطن.

كذلك من عيوب الحكومة المركزية عدم قدرتها  علي التواصل مع  موصفيها وعمالها  وتطبيق المعايير الحقيقية لنزاهة وهدا بالطبع يعود  لأسباب عديدة منها  بعد المسافات  خاصة في  بلد  كليبيا ولهدا نجد أن  الكثير من البلدان الفاشلة سياسيا واقتصاديا  هي التي تنتهج نظام الحكم المركزي أو اللامركزي الزائف وبالعكس نجد أن الكثير من الدول الفدرالية قد نجحت في تنمية وتطوير مجتمعاتها اقتصاديا وبشريا وسياسيا والنماذج كثيرة جدا في عالمنا هدا فان اكتر من 40% من سكان العالم يعيشون في ظل النظام الفدرالي ومنها دول معقدة في تركيبتها الاثنية والدينية والثقافية مثل ((الهند)).

أن من أفضل أنظمة الحكم  التي قد  تسير بالوطن ليبيا ألي  بر الأمان خاصة ألان.

هو نظام الحكم الفدرالي الاتحادي فهو نظاما يحقق تطلعات الإنسان الليبي من عدالة وديمقراطية ومساواة  ويمنع الاستبداد  وهو يمنع سيطرة مجموعة أو فئة معينة من الشعب علي البقية كما هو حاصل  حاليا بعد الثورة وقبلها أيضا.

وفي حالة الامازيغية أجد أن الفدرالية هي الحل النهائي  للابتعاد عن الصراعات القبلية والجهوية  ويكون لنا  نصيبنا في حكم الوطن ليبيا  والمساهمة في  تنميته وتطويره  , وبهدا تكون الفدرالية  هي في الأساس النظام التي يعطي الفرصة لكل مكونات المجتمع الليبي  وخاصة الأقليات* للحصول علي حقوقهم الثقافية والسياسية والاجتماعية.

كما أشرت وفي وجهة نظري الشخصية أن ما تحتاجه ليبيا ألان هو الفدرالية  وفقا للاتي:-

1:- تقسم ليبيا ألي ولايات أو أقاليم  وتراعى فيه الظروف الجغرافية والبشرية والثقافية .
2:- يكون لكل إقليم أو ولاية حكومة منتخبة  تكون مسؤوليتها متعلقة بإدارة كل القطاعات من ((شرطة , تعليم , صحة , قضاء ………الخ)) ولكل إقليم أن يختار القوانين التي تضبط شؤونه المحلية.
3:- يكون لكل إقليم أو ولاية برلمان يقرر فيه السياسات الداخلية التي يحتاجها لتسيير أمور مواطنيه.
4 :- لكل إقليم أو ولاية موازنته الخاصة ومن مصادرها (( ضريبة الدخل , نصيبه حسب عدد السكان والمساحة من الدخل القومي للبلد ….الخ)).
5:- لا تتدخل  الحكومة المركزية في  شؤون الأقاليم الفدرالية ألا عن طريق المحكمة الفدرالية العليا إذا  حدث خطاء أو نزاع.

هدا جانب  من  مهام الحكومات المحلية للأقاليم   أما بالنسبة  للحكومة الاتحادية فلها واجبات ومهام  منها  بطبيعة الحال الشؤون الخارجية و الجيش  وإدارة المنافذ الرسمية  للدولة والجمارك والبنية التحتية الخاصة بالطرق بين الأقاليم أو الولايات كذلك أدارة الموارد الطبيعية للبلاد وإدارة المشاريع الإستراتيجية و التعليم العالي والبحث العلمي تمويل القضاء الفدرالي.

أما الجانب المالي فان الحكومة المركزية  توزع  نسبة 45% مثالا علي الأقاليم حسب عدد السكان والاحتياجات والمساحة 55% تنفقها الدولة علي الجيش وغيرها من الالتزامات الوطنية الأخرى وتقدم المساعدات للأقاليم أن كانت في حاجة لدلك وفق دراسات وأبحاث .

أما عن الوزارات الاخري مثل التعليم و الصحة والمرافق وغيرها لا وضيفه لها ألا تقديم الاستشارات والمساعدات والأبحاث لتطوير هده القطاعات والرقي بها وبالمواطن الليبي في دولة القانون والدستور والمساواة.

تانميرت ئنون \ شكرا لكم

————————————————————————————————–
لا عدالة ومساواة من دون ترسيم الامازيغية

ملاحظة:-
* الامازيغ  في ليبيا حاليا يعتبرون ضمن الأقليات اللغوية وليس العرقية أو حتى الثقافية .



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا