الفرق بيننا وبين أمريكا - عين ليبيا

من إعداد: عبدالرزاق الداهش

أصغر قبيلة ليبية هي أكبر عمرا من الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة الأعظم في العالم اقتصاديا، وعسكريا، وعلميا.

ميزانية الدفاع في أمريكا وحدها فقط تتجاوز دخل ليبيا من النفط لمدة تتخطى الربع قرن.

وأي مقارنة بين أي ولاية أمريكية، وبين ليبيا، ستظل مقارنة مجحفة، وتعسفية، للفارق الواسع في كل الحقول.

وفي أمريكا التي تُرسل مسبارا لاكتشاف كوكب المريخ، لا أحد يسألك عن قبيلتك، وأصولك، وعن جدك، ولكن تجد ألف شخص يسألك عن رقم هويتك، ورخصة القيادة، عن تراكم الخبرة لديك.

وفي أمريكا التي قدمت للعالم واتس اب، وفيس بوك، وآيفون، وشبكة الإنترنت، لا أحد يفتخر أنه من قبيلة “سين”، أو طائفة صاد، بل يفتخر بأمريكا رائدة العصر “التكنو اكتروني”.

الرئيس الأمريكي الحالي من عائلة ألمانية، والرئيس الأمريكي السابق من عائلة كينية، والرئيس الأسبق جورج دابليو بوش هناك رواية تقول أن عائلته من أصول إنجليزية ورواية أخرى من أصول ألمانية.

في أمريكا، وكندا، وسنغافورا التي قفزت في السماء كالصاروخ، هناك قيم المواطن، وهناك التمدن، هناك سؤال ماذا تعطي للوطن، لا من تكون جدتك، وأعمامك. حليمة يعقوب رئيسة سنغافورة مسلمة في بلد لا يشكل فيه المسلمين حتى خمس السكان، وأصولها على الأرجح من اليمن، ولكن في بلد يصنع الجغرافيا، ويُعيد رسم خارطته بيده، لا ينبش القبور، والأصول، بل يسأل ماذا يمكن أن تقدم لسنغافورة المعجزة.

الدول تتقدم بقيم المواطنة، والروح المدنية، والتنوع الخلاق، والاجابة عن أسئلة المستقبل، والكفاءة، والتسامح، وليس خطابات الكرهنة، والشيطنة، والتخوين، والتمييز ضد الأخر، ولغة أهل الكهف.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا