المؤتمر الوطني فشل في اليمن والعراق وافغانستان.. خطة “ب” هل ستنجح بالمجتمع الليبي المتمدن؟ - عين ليبيا

من إعداد: د. ناجي بركات

تعمدت كتابة هذه المقالة في ذكرى 7 أبريل المؤلمة والتي عايشتها مند بدايتها إلى أن مات من قام باستحداثها وأصدر أوامره لقتل الطلبة الأبرياء ونفذتها لجانه الثورية الظالمة، نحسبهم عند الله شهداء ولكن معمر القذافي مات واخد كل الأسرار معه، كما لا يفوتني هذا اليوم حيث الفاجعة الكبرى بليبيا اليوم 7 ابريل 2018م حيث تم العثور على جثث كل من ذهب وعبد الحميد ومحمد رياض الشرشاري وهي جريمة بشعة شارك فيها من يدعون أن الإسلام منهجهم وطريقتهم في الحياة والإسلام منهم براءة. اعزيهم واعزي كل اب وام فقد بانه او ابنته على يد مثل هؤلاء المجرمين وانه يوم مؤلم على والدي هؤلاء الأطفال وكذلك والدي كل من قام القذافي بشنقه في مثل هذا اليوم. اللهم ارحمهم جميعا. كذلك يشهد اليوم وبعون الله ابعاد اسم من على هرم أحد منابر السلطة بليبيا وهو مجرم حرب واحد أسباب فشل الاتفاق السياسي بليبيا.
لقد بداء التحضير والاعلان لخطة “ب “من قبل غسان سلامة وأول لقاء كان ببنغازي وزوارة وستكون لقاءات حوارية بكل مدن ليبيا بين سلامة والشعب الليبي وليس بين الليبيين. أصبح الطريق مسدود أمام اتفاق الصخيرات والجميع صار يرفضه ولا يريده لآن به الكثير من الشوائب وهو كان نقطة بداية للحوار. الخطة “ب “حبذا لو كانت بين الليبيين وليس بين الليبيين والأمم المتحدة والتي لن تنتج أي إيجابيات. كانت طموحاتنا أن يكون هذا الحوار بين الليبيين وبرعاية دولية حتى يتم التوافق ووضع النقاط على الحروف. كما في هذه الأيام هناك دفع كبير لاعتماد الدستور والذين يعارضونه الكثيرون لعدة دواعي وكل واحد أو مجموعة تري تفصيل الدستور على نفسها وما تريده. الدستور طريق الى الامام وهو مبدا وليس حل نهائي ويمكن إضافة ما يمكن اضافته بالمستقبل.
الخطة “ب” جربت في اليمن والعراق وأفغانستان ولم تنجح. هي تثبيت لما يريده المجتمع الدولي أن يحدث وهو استمرار الفوضى الى أن يكتفي الجميع بالوصول الى ارذل العمر او الموت او التشبع. الحوار لا يأتي بين ليبيين وأجانب حيث أن الأجنبي ليس لديه الا طريق واحد وهو تطبيق خطته سوء الحالية او المستقبلية. لا يوجد أصدقاء دائمين لليبيا ولكن يوجد أعداء ابديين. لهذا لا يمكن أن يكون هناك اتفاق سياسي بين الليبيين في وجود هؤلاء الأعداء والأصدقاء.
خطوات المؤتمر الوطني
1- أن يكون الاجتماع داخل ليبيا وبين الليبيين
2- ان يشمل الجميع وخاص قادة المليشيات والاحزاب الدنية وغير الدنية وشيوخ القبائل والمدن
3- ترسيخ مبدأ الامن والأمان لليبيا وشعبها من خلال توحيد المؤسسة العسكرية وتطوير الشرطة بجميع فروعها
4- وضع جدول زمني للوصول الى اتفاق نهائي يوقعه ويحترمه الجميع ويشمل اول شيء وهو حل المليشيات وتجميع السلاح منها ومن الليبيين
5- أن يكون هذا المؤتمر تحت رعاية دولية وتطبيق مخرجاته من قبل الدول الرعاية له
6- التصويت على الدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية وعمداء البلديات تكون أحد اهم المخرجات وبتوقيت زمني لا يتجاوز نهاية 2018م
7- الاتفاق على بداية العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية كمبدأ من مبادي هذا الحوار
8- اعتماد أي اتفاق بين المدن وإعادة التوقيع عليه من ضمن فعاليات هذا المؤتمر
9- اشراك الجالية الليبية بالخارج وإعطاء دور للشباب والمراءة
العمل من اجل إنجاح هذا المؤتمر يحتاج الى وقت وعمل وجهد كبير. كذلك وجود بعض الأسماء الوطنية والشريفة والتي تحضي باحترام الليبيين مهم جدا في اللجان التحضيرية ومن هم على طاولة الحوار والنقاش. تامين الاجتماعات من المجتمع الدولي مهم جدا حتى يكون النقاش والحوار له ردود فعل جيدة تساعد لا خراج ليبيا من هذه المعضلة السياسية. هناك بعض المعوقين والمستفيدين من هذه الفوضى سوء افراد او مدن او جماعات مسلحة او دول مجاورة او غير مجاورة، يجب توجيه رسالة قوية لهم وحتهم على المشاركة وعدم الوقوف ضد رغبة الليبيين في انشاء دولتهم المدنية. دول الجوار لا تحبذا أن تكون ليبيا دولة مدنية شعبها يختار من يقود ليبيا وبكل شفافية وديموقراطية.
خطة “ب “ربما ليست الأنسب وهي طريقة لحث الجميع بالجلوس والتحدث مع بعضهم البعض وهي ترتكز على مبادي القبيلة والعشيرة وليست على مبادي التمدن والديموقراطية. للأسف الجميع ممن وضعوا هذه الخطة لمساعدة غسان سلامة ينظرون لليبيا بأنها مجتمع قبلي وعشائري وغير متمدن. لهذا استحدثوا طريقة المؤتمر الوطني والتي فشلت في اليمن وفي العراق وفي أفغانستان. ما لم ينظروا لليبيين وخاصة بالمدن الكبيرة مثل طرابلس والتي بها نصف سكان ليبيا وبنغازي والمدن الرئيسية بأنها مدن متحضرة وليس للبداوة أي مكان بهذه المدن. القبيلة ترعي العرف الاجتماعي ولا يمكن أن ننظر الى ليبيا بأنها مجتمع قبلي ونطبق عليه أفكار قد استهلكت ولم تنجح بدول اخري والتي تترسخ بها القبلية ومتعمقة بين أهلها.
المجتمع الليبي مجتمع متحضر وليس قبلي ودخل المدنية مند فترة ونسبة المتعلمين بين الرجال والنساء الأعلى بأفريقيا. لهذا يجب ألا ينظر السيد غسان سلامة وفريقه لليبيين بأنهم بدوا والحلول السلمية والتي تأتي بالحوار لا يمكن أن تحدث بليبيا. المؤتمر الوطني يجب أن يكون بين الليبيين وليس بين الأمم المتحدة والليبيين حيث السيد غسان سلامة قضي أكثر من 6 أشهر وهو يجوب ليبيا وتونس وتركيا ومصر ويجتمع بأعداد من الليبية يختارهم هو او يقال له يجب الاجتماع بهم. لهذا ليبيا تحتاج الى مؤتمر وطني مبني على ترسيخ مبادي المدنية والابتعاد عن فكرة القبيلة والعشيرة

 

 



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا