المجتمع الدولي يتهم الاسد بارتكاب مجزرة في مدينة الحولة - عين ليبيا

طابور من القتلى

توالت السبت ردود الفعل الدولية الغاضبة على المجزرة التي وقعت في مدينة الحولة السورية واودت بحياة 92 شخصا بينهم 32 طفلا بحسب بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، ودعت الخارجية البريطانية الى اجتماع عاجل لمجلس الامن خلال الايام القليلة المقبلة.

وغداة المجزرة التي وقعت ليلة الجمعة السبت توجهت بعثة للمراقبين الدوليين الى الحولة، ودان رئيسها روبرت مود “المأساة الوحشية” التي وقعت في هذه البلدة الواقعة على بعد 25 كيلومترا شمال غرب مدينة حمص.

وقال مود امام الصحافيين ان المراقبين “يدينون باشد العبارات المأساة الوحشية” في الحولة، مؤكدا ان التدقيق الذي اجراه المراقبون كشف “استخدام مدفعية الدبابات” في قصف المدينة.

واكد ان المراقبين الذين ذهبوا الى الحولة صباح السبت تمكنوا من احصاء “اكثر من 32 طفلا تحت سن العاشرة الى جانب عدد من الجثامين التي تعود الى نساء ورجال يقدر عددها بنحو ستين مقتولين”.

واضاف مود ان مقتل 32 طفلا “يمثلون مستقبل سوريا شيء مؤسف جدا” و”غير مقبول”.

واشار الى ان الظروف التي ادت الى هذه المأساة “ما تزال غير واضحة”، مضيفا “كائنا من كان الذي بدأ، وكائنا من كان الذي رد، وكائنا من كان الذي قام بهذا العمل العنفي المشين، فهو يتحمل المسؤولية”.

ودعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين الحكومة السورية الى “وقف استخدام الاسلحة الثقيلة وكل الاطراف الى وقف العنف بكل اشكاله”، مضيفا “هذا ما نحتاج اليه لدفع الوضع نحو الحل السياسي”.

وحذر مود من ان “الذين يستخدمون العنف لاجنداتهم الخاصة سيتسببون بمزيد من عدم الاستقرار وبمزيد من الاحداث غير المتوقعة وقد يقودون البلاد الى حرب اهلية”.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد عن مقتل اكثر من تسعين شخصا في قصف بدأته القوات النظامية الجمعة واستمر حتى ساعة متقدمة بعد منتصف الليل على الحولة.

من جهتها ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان “مجموعات ارهابية مسلحة هاجمت الجمعة قوات حفظ النظام والمدنيين في بلدة تلدو على طرف الحولة، ما استدعى تدخل الجهات المختصة التي اشتبكت مع المجموعات الارهابية، واسفر الاشتباك عن مقتل واصابة عدد من الارهابيين وعناصر الجهات المختصة”.

كما اشارت الى ان “المجموعات الارهابية احرقت بعض منازل المواطنين وفجرت بعضها الاخر”.

ودعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان اصدره السبت مجلس الامن الدولي الى “عقد اجتماع فوري” بعد “مجزرة الحولة الشنيعة” واتخاذ “القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع ‘من ميثاق الامم المتحدة’، والتي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة”.

واعلن المجلس الوطني السوري السبت ان الموفد الدولي كوفي انان اتصل برئيس المجلس المستقيل برهان غليون منددا بـ”الجريمة النكراء” في مدينة الحولة السورية ومؤكدا انه “سيطرح الموضوع بشكل قوي” امام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال المجلس في بيان ان انان عبر خلال هذا الاتصال “عن بالغ غضبه واستنكاره للجريمة النكراء التي ارتكبها النظام في مدينة الحولة في حمص”.

واضاف المجلس ان انان “وصف جريمة الحولة التي ارتكبها النظام السوري بالوحشية وانه شديد التأثر شخصيا بما حدث، وانه سيطرح الموضوع بشكل قوي امام بشار الاسد ويطلب منه الوقف الفوري لهذه المجازر”.

واعلن الجيش السوري الحر السبت انه سيوقف التزامه بخطة الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان، اذا لم يتحرك مجلس الامن بسرعة لحماية المدنيين عبر توجيه ضربات جوية لقوات النظام السوري.

وجاء في بيان للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل “نعلن انه اذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي اجراءات سريعة وعاجلة وطارئة لحماية المدنيين فلتذهب خطة انان الى الجحيم”.

وطالب مجلس الأمن والمجتمع الدولي بـ”تحمل المسؤولية واعلان فشل خطة انان واتخاذ قرارات سريعة وحاسمة لانقاذ سوريا وشعبها وانقاذ المنطقة برمتها بتشكيل ائتلاف عسكري دولي خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية الى مفاصل النظام العسكرية والأمنية”.

ودان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “المجازر” التي وقعت في الحولة بسوريا و”الفظائع” التي يتحملها الشعب السوري، واعلن اجراء “اتصالات بهدف عقد اجتماع في باريس لمجموعة دول اصدقاء الشعب السوري”، مضيفا “يتعين على المجتمع الدولي ان يتجند اكثر لوقف قتل الشعب السوري” من دون ان يشير الى خطوات محددة.

كما اعرب وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي السبت عن “صدمته” للقصف على منطقة الحولة. وقال في بيان “لقد صدمني وارعبني الخبر عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم العديد من الاطفال، في هجمات لقوات نظام ‘الرئيس بشار الاسد'”.

واضاف ان “عدم وضع النظام السوري حدا لاعمال العنف الوحشية بحق شعبه هو امر يثير الصدمة. ينبغي محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة”.

في حين ذهب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السبت الى ابعد من ذلك عندما اعرب عن النية بالمطالبة باجتماع عاجل لمجلس الامن “خلال الايام القليلة المقبلة”.

وقال الوزير البريطاني في بيان “باشرنا مشاورات عاجلة مع حلفائنا تمهيدا لبلورة رد دولي قوي، شملت مجلس الامن الدولي والاتحاد الاوروبي والمنظمات المكلفة حقوق الانسان داخل الامم المتحدة”، مضيفا “سنطالب باجتماع عاجل لمجلس الامن خلال الايام القليلة المقبلة”.

من جهتهما، اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي كوفي انان السبت ان مجزرة الحولة التي اتهم معارضون سوريون النظام بارتكابها وقال المراقبون انها اسفرت عن 92 قتيلا، تشكل انتهاكا “صارخا ورهيبا” للقانون الدولي.

وقال المتحدث باسم الامين العام للمنظمة الدولية مارتن نيسيركي ان بان وانان “يدينان باشد العبارات مقتل عشرات الرجال والنساء والاطفال (في الحولة)، الامر الذي اكده مراقبو الامم المتحدة”.

ميدانيا، قتل 18 شخصا بينهم خمسة عناصر من القوات النظامية في اشتباكات وعمليات اطلاق نار وقصف في مناطق متعددة من سوريا السبت، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

فقد قتل ثلاثة مواطنين بينهم امراة اثر اطلاق رصاص عشوائي في حي القدم في مدينة دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقتل مواطن برصاص قناص في بلدة عربين في ريف دمشق.

وقتل ثلاثة مواطنين في قريتي الدمينة الغربية والبويضة الشرقية في محافظة حمص (وسط) في اطلاق نار، فيما وقعت اشتباكات بين القوى النظامية ومنشقين في عدد من القرى في محيط البويضة الشرقية.

وذكر المرصد ان اصوات انفجارات سمعت صباح السبت في مدينة حمص، بالاضافة الى اطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي جوبر في المدينة.

في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل ثلاثة مواطنين، احدهم في مدينة سراقب برصاص عشوائي من قوات الامن واثنان نتيجة القصف العشوائي على مدينة اريحا.

في محافظة درعا (جنوب)، قتل ثلاثة مواطنين بينهم امرأتان اثر قصف بلدة خربة غزالة، والثالث برصاص الامن في بلدة طفس.

وقتل خمسة عناصر من القوات النظامية السورية في كمائن في مناطق مختلفة من درعا.

من جهة ثانية، افاد المرصد عن تعرض قرى جبل الاكراد في محافظة اللاذقية “لقصف واطلاق نار من حوامات القوات النظامية السورية لليوم الثاني على التوالي في محاولة للسيطرة على هذه المنطقة الجبلية الوعرة”.

كما تعرضت مدينة اعزاز في محافظة حلب (شمال) لقذائف واطلاق نار من القوات النظامية السورية “التي تحاول اقتحام احياء في المدينة”، بحسب المرصد، ما ادى الى “حالات نزوح في اتجاه الحدود التركية”.

وشهدت مناطق عدة في سوريا السبت تظاهرات حاشدة احتجاجا على “مجزرة الحولة” التي قتل فيها من الجمعة وحتى فجر السبت 92 شخصا بينهم 32 طفلا، بحسب بعثة المراقبين الدوليين في سوريا.

واطلقت القوى الامنية النار على عدد من التظاهرات.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا