المسؤول في ليبيا لا يكشف عن الفساد إلا بعد مغادرة منصبه أو إقالته - عين ليبيا

من إعداد: سعيد رمضان

ليس من البطولة ولا من الوطنية أن يقوم الموظف أو المسؤول بكشف المستور عن حجم الفساد بعد أقالته أو طرده من منصبه، ونتسائل لماذا لم يقوم بفضح الفساد وهو لايزال فى منصبه ؟ولماذا يتكتم على هذا الفساد ولايمتلك الشجاعة للكشف عنه ألا بعد أقالته أو مغادرته لمنصبه؟

لماذا لايتكلم عن هذا الفساد وهو فى منصبه ؟ فى هذه الحالة سيكون أكثر مصداقية ، وسيكون بطل ووطنى بمعنى الكلمة، ولكن بكل أسف وبدون أستثناء لأى مسؤول بالدولة الليبية المنهكة فطالما هو فى منصبه لا يأتى على ذكر أى شيء، ولكن حينما يتم تعيين بديلا له أو تتم أقالته أو طرده من منصبه يسارع الى القنوات الفضائية ويبدأ بالكشف عن المستور ويحاول أن يظهر أمام الرأى العام فى صورة البطل والمنقذ والفاضح للفساد والمفسدين متناسيا بأنه كان شريكا فى هذا الفساد ومتكتم عليه ولم ينطق بالحق ألا من أجل الأنتقام والتشفى وليس من أجل الوطن “عليا وعلى أعدائي” كما يقولون.

هذا بكل أسف ما قام به القنصل الليبى السابق بالأسكندرية “عادل الحاسي” الذي أنتظر حتى تمت أقالته من منصبه وبعدها خرج علينا على قناة 218 الفضائية ليكشف لنا عن فساد القنصلية والقنصل والنواب المشاركين له فى عمليات الفساد والتي قمنا بفضحها بعشرات المقالات التي تم نشرها على موقعي “عين ليبيا” و”ليبيا المستقبل” مع العلم بأن القنصل السابق “عادل الحاسي” لم يأت بجديد فى تصريحاته للقناة الفضائية والمعلومات التى أدلى بها يعلمها القاصي والداني، ونتسائل لماذا لم يأت على ذكر رئيس مجلس النواب “عقيلة صالح” وجميعنا يعلم بأنه الأب الروحى للقنصل الشاويش “محمد صالح الدرسي” وهو من قام بدعمه لمنصب قائم بأعمال السفارة الليبية بالقاهرة مقابل خدمات خاصة جدا كان يقدمها الشاويش محمد الدرسى لرئيس مجلس النواب وأقاربه، أما عن أتهامه للنائب زياد أدغيم بأن والد النائب البالغ من العمر 81 عاما والذى يتحصل على مرتب قدره 15 ألف دولار شهرى بدون عمل فهذه معلومات قديمة، وأتهامه للنائب “علي القطراني” بالأستيلاء على قطعة أرض مملوكة للدولة بمصر، فهناك أرض بمنطقة الطلحية بالأسكندرية مساحتها 30 فدان وهى أرض صالحة للبناء كانت القنصلية تؤجرها بمبلغ 7 مليون جنيه مصري سنويا، قد تم التصرف فيها بالبيع عن طريق القنصل الدرسى وتم بيعها بمبلغ 7 مليون جنيه مصرى أى بسعر أيجارها لعام واحد، ولاننسى أن القنصلية بفضل الشاويش محمد صالح وعصابته من الداعمة له من النواب والعسكر قد حولوا القنصلية الى قنصلية قطاع خاص، يتم عقد الصفقات مع الشركات الصينية والقنصلية الصينية لصالح الشركة الصينية التى يمتلكها النائب “علي القطراني” والتى قام بتأسيسها بمدينة طبرق علما بأن القطرانى يمتلك شقة بمجمع “سان أستيفانو” بالأسكندرية تقدر قيمتها ب5 مليون جنيه مصرى وهى هديه من أصحاب الشركات المصرية التى سمح لها النائب بالعمل فى السوق الليبي.

نعم فى جعبتنا الكثير وما خفي كان أعظم وقد تناولنا كل كبيرة وصغيرة عن فساد القنصلية منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا ولاحياة لمن تنادى وأصبحنا من المنبوذين والمغضوب عليهم من المسؤلين والنواب المفسدين الذين أبتلانا بهم الله.

بكل صراحة كنت أتمنى أن يقوم القنصل السابق “عادل الحاسي” بالكشف عن هذه المفاسد قبل أقالته ومغادرته لمنصبه ولكن بكل أسف هذا هو حال جميع المسؤولين فى ليبيا ،وبهذا الخصوص أتوجه بهذا النداء الى القنصل الليبى الجديد بالأسكندرية الدكتور “صالح خطاب الساعدي” بأن يقول رأيه بكل صراحة عن الفساد بالقنصلية الليبية بالأسكندرية ويتكلم بكل صراحة عن هذا الكم الهائل من الموظفين والعاملين بالقنصلية والتى تحولت الى مايشبه الكتيبة الدرسية، حيث يبلغ عدد العاملين من دبلوماسيين ومحليين بالقنصلية الى مايزيد عن 150 موظف ،علما بأن القنصلية كانت تعمل بعد لايزيد عن 20 دبلوماسي ومحلي في زمن النظام السابق، فهل سنسمع كلمة حق من القنصل الجديد “صالح الساعدي الدرسي” بهذا الخصوص أم سينتظر حتى تنتهى فترة عمله أو تتم إقالته وبعدها سيخرج علينا ليتقمص دور البطل والوطنى والمخلص من الفساد كما هو معمول به في ليبيا حيث يصدح الجميع بالحق ولكن بعد فوات الآوان . والله يعوض علينا وكل عام وأنتم بخير وللحديث بقية…



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا