كشفت الحكومة المكسيكية، عن مشروع قانون يهدف إلى رفع الرسوم الجمركية على السيارات الصينية إلى 50 بالمئة، مقارنة بـ15 و20 بالمئة حالياً، ضمن خطة شاملة لزيادة التعرفات الجمركية على مختلف القطاعات للمنتجات الواردة من دول لا تربطها بالمكسيك اتفاقات تجارية.

وقالت وزارة الاقتصاد إن الهدف من التعديل هو حماية الصناعة الوطنية في القطاعات الاستراتيجية، وتشجيع الإنتاج المحلي بدل الاعتماد على الواردات من آسيا، إضافة إلى تحسين الميزان التجاري للمكسيك، وتشمل الإجراءات المقترحة فرض رسوم تتراوح بين 10 بالمئة و50 بالمئة على أجزاء السيارات، بدلاً من الرسوم الحالية التي تتراوح بين صفر و35 بالمئة.

ونشرت وزارة الاقتصاد المكسيكية في وقت سابق قائمة تضم 19 قطاعا وأكثر من 1400 بند جمركي ستخضع للرسوم الجديدة، تشمل السيارات والمنسوجات والأحذية واللدائن والألمنيوم والزجاج، وبحسب الوزارة، ستطال الإجراءات واردات من الصين وكوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا وتايلاند وروسيا، ومن المقرر عرض المبادرة على البرلمان في أكتوبر المقبل.

وأكدت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم أن حكومتها ماضية في تنفيذ خططها لزيادة الرسوم الجمركية على الواردات من الصين وروسيا وعدد من الدول الآسيوية من 20% إلى 50% اعتبارا من عام 2026.

وخلال مؤتمر صحفي، أوضحت شينباوم أن الخطوة “لا تستهدف الدخول في أي نزاع مع أي دولة”، مضيفة: “نجري حوارات، وقد التقينا بسفير الصين وشرحنا أن هذه الخطوة تهدف حصرا إلى تعزيز اقتصادنا الوطني”.

وبيّنت أن رفع الرسوم “مدرج ضمن حزمة المقترحات الاقتصادية للعام 2026 ويشكّل جزءا من خطة المكسيك الرامية إلى جذب الاستثمارات ورفع تصنيف الاقتصاد الوطني من المرتبة الثانية عشرة إلى العاشرة عالميا بحلول عام 2030”.

واعتبرت شينباوم أن الخطوة “تتماشى مع قواعد منظمة التجارة العالمية التي تتيح رفع الرسوم ضمن حدود معينة”، مؤكدة أن القرار اتخذ بعد “تقييم دقيق لتأثيراته المحتملة على معدلات التضخم، مع قناعة راسخة بأن هذه الخطوة ستحفّز الإنتاج الوطني”.

كما نفت أن يكون القرار مرتبطا بالمشاورات الجارية مع الولايات المتحدة بشأن احتمال فرض رسوم تصل إلى 30% على الصادرات المكسيكية.

ويتمتع اليسار الحاكم بأغلبية كبيرة في غرفتي البرلمان، ما يزيد فرص الموافقة على مشروع القانون، في ظل ضغوط أمريكية لمنع استخدام المكسيك كممر للبضائع الصينية إلى الولايات المتحدة.

وكانت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم قد أعلنت في مارس الماضي عن نيتها مراجعة الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، معربة عن قلقها من تأثير الواردات الصينية على الصناعة المحلية.

وتعتبر المكسيك من الدول الأكثر تأثراً بالرسوم الجمركية الأمريكية، حيث تتجه نحو 80 بالمئة من صادراتها إلى الولايات المتحدة، وتشمل نحو ثلاثة ملايين مركبة سنوياً، بما في ذلك السيارات والشاحنات التي يتم تجميعها في مصانع شركات أمريكية في المكسيك.