المهزوم الداعشي حفتر إلى أين ينهزم؟ - عين ليبيا

من إعداد: أ.د. فتحي أبوزخار

تابع الكاتب من بداية تسلل داعش إلى ليبيا وإعلان انقلاب حفتر على شرعية الدولة مع بداية 2014 وانتهاء بطلب نجدتهم للقيام بالقتل والخطف لسكان قرية معزولة في الصحراء بمنطقة الجفره بوسط ليبيا تسمى الفقهاء! مع يقين الكاتب وجود علاقة وطيدة بين حفتر وداعش سواءٌ في استخدام الترهيب المتبع عندهما والتفنن في اخراجه كمشاهد مرئية مرعبة! أم في وجود القاسم المشترك بينهما والمتمثل في فرنسا، أو بالأحرى الاستخبارات الفرنسية، الضلع المكمل لمثلث الشر! السؤال المهم اليوم وبعد هزيمة الداعشي حفتر على تخوم طرابلس إلى أين سينهزم؟

إلى أين المنهزم؟

حسب ما أفاد به المتحدث الرسمي باسم بركان الغضب السيد مصطفى المعجي بأن الداعشي حفتر بعد هزيمته على تخوم طرابلس وصده وتقهقر قواته للخلف، بدأ يسحب في قواته التي جلبها من الشرق الليبي وترك المغرر بهم من المنطقة الغربية وخاصة من مدينتي غريان وترهونه لنيران قوات جيش الوفاق والثوار المساندين لها ! والسؤال ما الذي يريده الداعشي حفتر بعد هزيمته في طرابلس؟ حسب تكهنات البعض بأنه يريد التراجع إلى الهلال النفطي، مضحياً بالمساكين المغرر بهم بين كماشة قوات الوفاق والثوار المساندين لها وبين الجماهير الغاضبة من خيانة هؤلاء الذين صدقوا حفتر بأنه منتصر وسيحررهم من الأرهاب! سحب حفتر لقواته القادمة من الشرق للهلال النفطي قد يحقق له ألأتي:

  • توسيع الشروخ الاجتماعية بحيث بين ترك الحرب لتكون بين المكونات الغربية! لذلك يجب أن تتدارك القوة الاجتماعية الفاعلة ذلك لوقف هذا التصدع الاجتماعي، الذي أحدثه الداعشي حفتر، وترميمه!
  • بعد التململ الذي أصاب أهلنا في الشرق وانكشاف حقيقة الداعشي حفتر وهو يقصف المدنيين في طرابلس سيطر عليه الخوف من اندلاع جبهة من داخل الشرق الليبي بعد أن بدأ المجتمع الدولي يصرح برفضه لجرائم الداعشي حفتر!
  • المناورة للدخول في خطة جديدة للمساومة على الهلال النفطي وربما لكسب وقت أطول!
  • منح فرصة للمراهنين، الخاسرين، على تقسيم ليبيا لإعادة تنشيط ملف التقسيم!

ما المطلوب من بركان الغضب؟

بالتأكيد تحتاج عملية بركان الغضب  اليوم لعدة خطوات بحيث تستكمل مشوار مخططها للقضاء على الداعشي حفتر. وهذه الخطوات تنقسم إلى آنية مستعجلة وأخرى على المدى المتوسط. ولو فكرنا في الخطوات المطلوبة اليوم فيمكن إيجازها فيما يلي:

  • تكثيف التواصل مع أعيان وحكماء مدينتي ترهونه وغريان، بعد تزويدهم بالحجج والقرائن التي تدين الداعشي حفتر، لإقناع أكبر عدد من المقاتلين لرمي أسلحتهم وتسليم انفسهم لقوات جيش الوفاق! بهدف تخفيض الخسائر البشرية وإعادة النسيج الاجتماعي.
  • التنسيق الجيد بين المحاور لوضع الخطة النهائية لتنظيف المنطقة الغربية من القوات الغازية المصرة على القتال وتعقب قوات الداعشي حفتر المنهزمة إلى الشرق الليبي.
  • الضغط على المجلس الرئاسي لبذل جهود دبلوماسية لإقناع المجتمع الدولي بداعشية حفتر بعد تهجمه السافر على المدنيين في طرابلس، وحرصه على خلق بيئة تستهوي الدواعش المتطرفين من تجار البشر والسلاح والمخدرات! بل وإرباك انتاج النفط الليبي والعالم يعاني من شح النفط!
  • الارتقاء بالجبهة الإعلامية في القنوات الرسمية بحيث تكون أكثر مواكبة وتحليلاً ودعماً لعملية بركان الغضب وهي تتصدي للداعشي حفتر.

أما على المستوى المتوسط فعملية بركان الغضب تحتاج لأن تلعب دوراً مهماً في تشكيل جسم لقوات الثوار المساندة بحيث تكون القوة المختصة في حماية المدن الليبية من أي عدوان مسلح أم غير مسلح! وربما تكون تبعية هذا الجسم لداخلية أو الدفاع!

إذن فالمهزوم الداعشي حفتر إلى زوال والواضح أنه انتهت صلاحيته بعد أن بدأ يتراجع ويتقهقر بقواته التي جلبها من الشرق وقريباً ستتم تصفيته لدفن أسرار علاقته مع داعش وأفعاله الداعشية المشبوهة.. وستنتصر الدولة المدنية التي يرفع شعارها على الجبهات أبطال فبراير من قوات جيش الوفاق والقوات المساندة له. عاشت ليبيا حرة مدنية ديمقراطية. تدر ليبيا تادرفت.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا