النواب والنوائب - عين ليبيا

من إعداد: عبدالرحمن شلقم

المجالس النيابية في كل الدول، هي الملاط او الرابط الذي يجمع المكون المجتمعي في البلاد.

يتشكل المجلس من فئة تتسلح بالوعي والمسئولية الوطنية. الاختلاف في الآراء هو الثروة الفكرية التي تكون جسر العبور نحو الأهداف الوطنية. لكنه الاختلاف الذي يصنع كيمياء التوافق نحو حلقات الحلول.

للبرلمان تقاليد في التعامل بين اعضائه، من اللغة الى السلوك الذي يوقر فيه الاحدث في العضوية من هم أقدم منه والأكبر سنا. يرتبط إثم عضو مجلس النواب بـ(المحترم) بكل لغات العالم.

في اول مجلس نواب ليبي بعد الاستقلال، كان به أعضاء من حزب المؤتمر وجمعية عمر المختار، هؤلاء مثلوا المعارضة، وحزب الاستقلال الذي مثل الموالاة. اختلفوا حول العديد من القضايا وبلغة حادة احيانا داخل القاعة، لكنهم كانوا كل واحد منهم يخاطب الآخر بـ(البي) فلان.

البرلمان البريطاني الذي كان يسيطر عليه حزبا المحافظين والعمال اثناء الحرب العالمية الثانية، كان حلبة صاخبة للنقاش والاختلاف، لكن عندما يصل الجميع الى معركة المصير ضد النازية تتغير اللغة وتسود طقوس تقديس الوطن. كرر ونستون تشرشل في الكثير من خطاباته القول: ان البرلمان والقضاء هما القوتان الاساسيتان في معركة الحرية.

في ألمانيا النازية كان مجلس النواب أداة النوائب.

لو كان لي ما اقوله اليوم لإخوتي نواب الوطن، احترامكم لبعضكم هو احترام للوطن ولرسالتكم الوطنية. اللغة أداة العقل. وأضيف، ما الداعي لهذا الظهور الكثيف على شاشات التلفزيون والتنابز بالصغائر؟ أنتم أمام إكراهات واستحقاقات وطنية مرعبة، عواصف من النوائب. هل هناك اليوم أمامنا جسم وطني يلقي عليه الناس بقية من أمل سواكم؟ البداية أن يكون هذا الجسم التشريعي المثل والنموذج الذي يرفع سقف الامل ويخف من عواصف اليأس وكوابيس النوائب.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا