انتخابات جديدة بليبيا.. مقترحات ربما تجد من يسمعها - عين ليبيا
من إعداد: د. ناجي بركات
منذ أكثر من سنتين ونحن نسمع ونبارك ونساند وكذلك ندعو للحوار بين الليبيين الفرقاء من أجل إيجاد حلول لكل المشاكل والعراقيل والتي تمنع الحل السياسي بليبيا. لقد بداء هذا الحوار بلجنة تم تأسيسها أيام المؤتمر الوطني وحكومة علي زيدان وبقيادة الفضيل الأمين والذي الي يومنا هذا لم يخرج بشيء غير الذي على الورق وأخر مصائبه هي ترشيحه لفائز السراج بأن يكون على رأس حكومة الوفاق وهي أحد مخرجات الحوار والذي بدأ منذ سنتين. لا نعرف الكيفية والتي تم بها اختيار هؤلاء المتحاورين وقد ضمت وجوه كثيرة بعضها لا تزكي عليهم أحد ولكن بعضهم لا يمثل الا نفسه وليس له أي رصيد شعبي أو سياسي بل منبوذين من المجتمع الليبي. قبلهم الجميع ولكنهم لم يخرجوا بأشياء مفيدة على ارض الواقع لآن من ينفذ كل مخرجات الحوار لا يوجد. هناك قوة على الأرض والتي تمنع تنفيذ أي مخرجات للحوار وهذه القوى متمثلة في عدة جهات. الكثيرون من المتحاورين ليس لهم أي سلطة على هذه القوي الفاعلة على الأرض والتي لا تتبع الدولة ولكنها تتبع أشخاص وأيديولوجيات ومدن وربما دول أجنبية. لهذا فشل المتحاورين بالخروج بأي شيء مما من شأنه يعجل بحل سياسي توافق عليه كل القوي المتناحرة في ليبيا.
هذا باختصار عن هذه القوة المؤثرة والمعرقلة لأي اتفاق سياسي مما من شأنه سيعجل بحل سياسي لليبيا وشعبها. لا ننسي أن كل من هذه القوى له مؤيدوه من الدول العربية والأجنبية وهم سبب كبير في عدم إيجاد توافق بين هذه القوي لآن هذه الدول تري مصالحها الشخصية أكبر وأكثر من مصلحة الليبيين ووطنهم ولن تعجل أي اتفاق سياسي ما لم يكون في مصلحتها كدولة من الناحية الأمنية او الاقتصادية.
لقد كانت هناك عدة لقاءات بعد اعلان حكومة الوفاق والتي خرج بها ليون دون ان يكون هناك توقع بأن يكون فائز السراج على رأسها ونائبه احمد معتيق والقطراني. لقد جاء السراج الي هذه الحكومة بعد ما كان المرشح الأول محمد شعيب والذي رفض هذا المنصب في اخر لحظة وقبل ساعات من اعلان رئيس حكومة الوفاق بالصخيرات في ديسمبر 2015م. هنا ليون ارتبك ووجد الفضيل الأمين ضالته في ليون وأنقد ليون وبمساعده مصرية ورشح فائز السراج لهذا المنصب المهم في هذا الوقت الحرج. الجميع يعلم أن فائز السراج لا يملك مقومات قيادية ولا مهنية ولا حتى اجتماعية ولكنه أنسان مطيع وينفذ ما يقال له كما فعلوا بكرازي والمالكي. لقد عقدة عدة مؤتمرات للجنة الحوار في الصخيرات ومالطا وتونس ولند والنيجر وبالأمم المتحدة ولقاءات اخري تقودها دول مثل بريطانيا وأمريكا وفي الذيل إيطاليا وفرنسا ودول عربية مثل مصر وتونس والجزائر والامارات وقطر والسعودية وتركيا. الجامعة العربية تصحوا دائما متأخرة وعينت مندوب قبل أسبوع وهو لن يحرك ولن يقوم بأي شيء مفيد كما تعودنا بأن هذه الجامعة مثل حيوان سلوف او السلحفاة. الاتحاد الافريقي نام دهرا وتحرك بمبادرة لم يفصح عنها بعد ونوقشت قبل أيام بمالطا من قبل لجنة الحوار. في هذا الاجتماع طبعاً الفضيل الأمين يدافع عن مخرجات حوار الصخيرات حيث يعتبر في نفسه أنه انجز مهمته والتي نام عليها لأكثر من ثلاث سنوات. خرج لقاء مالطا الأخير ببيان هزيل به من الاعوجاج ما يفوق اعوجاج رقبة جمال الجزيرة العربية باسرها بما فيهم قطر.
هل حان الوقت لعمل انتخابات رئاسية جديدة وتحت رعاية وحماية دولية تكون في نهاية سنة 2017م. حيث حوار الفضيل الأمين قد فشل وحكومة التوافق بقيادة فائز السراج الي اليوم لم تنجز وهي محصورة في قاعدة بحرية وجيوبها فاضية. معارضة القوي الفاعلة على الأرضي الليبية الى أي اتفاق سياسي طالما لن تكون هي على رأس كل هرم بهذا الاتفاق. كذلك تعنت الأمم المتحدة وبعض الدول مثل بريطانيا وفرنسا وامريكا ومصر بالتمسك بالسراج وباي ثمن. انهم لا يريدون الاستماع لليبيين وراي الشارع الليبي. يريدون كرازي ليبيا بأن ينفذ ما يقولونه له رغم انه في أكثر من مناسبة عبروا لنا بأن فائز السراج ضعيف ولن ينتج. اقترحنا عليهم شيء ومخرج للجميع بأن يعلن فائز السراج استقالته وتختار شخصية قيادية اخري وهناك مرشحين وفاعلين. ربما مؤتمر روما يوم 16 نوفمبر2016 يخرج بهذا الاقتراح.
الحلول الوسطية كثيرة ولن يكون هناك حل الا إذا اجتمع الليبيين جميعا ووضعوا وطنهم قبل مصالحهم الشخصية وترك الأيديولوجيات والتعصب القبلي والعرقي جانباً. استقرار ليبيا لن يكون في يوم وليلة ولكن يحتاج الى وقت وهذه المرحلة الانتقالية تسن بها القوانين وتنطلق المصالحة الاجتماعية ومن بعدها العدالة الانتقالية. كل هذا يحتاج الى عزائم الرجال واصرار القادة السياسيين على إيجاد حلول لليبيا. الحل يأتي من الليبيين وبالليبيين والدول العربية وغير العربية لن تستطيع فرض حلولها وهي دائما تنظر الي مصالحها فقط قبل مصلحة الليبيين. كل ما طال الوقت فهو ليس في صالح الليبيين ولكن في صالح دول الجوار ولكن الدول الاوربية لن توافق على الاطالة لآنها تخاف من الإرهاب والهجرة وشعوبها تضغط كثيرا على حكومتها بأن تجد حل الى هاتين المشكلتين وإذا تطلب الامر فأنها سوف تلجا الى حل عسكري وهذا لن يسمح به أي ليبي مهما اختلفنا. او نتوقع أن المجتمع الدولي سيدعم أي حل بليبيا ولكن لن يتدخل في ردع القوي المضادة لأي اتفاق سياسي بليبيا والتي ذكرتها في مقدمة هذه المقالة. سيتحالفون مع الأقوى على الأرض لغرض تحقيق ما يريدونه لشعوبهم ولن يهتموا او يلتفتوا للشعب الليبي نهائيا إذا الليبيين نفسهم لن يتوافقوا على هذه الحلول المطروحة من قبل المتحاورين او السياسيون الليبيون أو من بعض الجهات الحريصة على وحدة ليبيا.
ليبيا قادمة بعون الله ولن يفلح العابثون في مساعيهم
جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا