انقسام داخل إسرائيل بعد إعلان الموافقة على مقترح هدنة وتبادل أسرى - عين ليبيا

أثار إعلان حركة “حماس” موافقتها على مقترح لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، حالة من الانقسام الحاد داخل الساحة السياسية الإسرائيلية، بين مؤيدين يرون في الاتفاق فرصة لإعادة الأسرى ووقف الحرب، ومعارضين يرفضون ما وصفوه بـ”اتفاق جزئي” يمنح الحركة الفلسطينية فرصة للنجاة.

وأكدت “حماس” أنها قبلت مقترحًا قدم لها قبل يوم واحد، يتضمن هدنة مدتها 60 يومًا، تشمل إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء مقابل 150 أسيرًا فلسطينيًا، إضافة إلى تسليم جثامين أسرى قُتلوا، وفق ما نقلت مصادر دبلوماسية. ومن المقرر أن يتبع ذلك بدء مفاوضات فورية للتوصل إلى اتفاق أشمل ينهي الحرب بضمانات دولية.

وبحسب دبلوماسي عربي، فإن المقترح قدمه كبير مفاوضي “حماس” خليل الحية إلى رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ويشبه إلى حد كبير المبادرة الأمريكية التي طرحت في وقت سابق، حيث تبدأ المفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار مع انطلاق الهدنة المؤقتة، على أن تُستكمل التفاهمات النهائية خلال الشهرين.

في الجانب الإسرائيلي، انقسمت الآراء حول المقترح. وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير وجه رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال فيها: “ليس لديك تفويض للموافقة على اتفاق جزئي. يجب تدمير حماس وليس منحها فرصة أخرى”.

من جهته، أكد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن “حماس” خففت شروطها نتيجة الضغط العسكري الإسرائيلي، معتبراً أن أي اتفاق في هذه المرحلة سيمنح الحركة “شريان حياة”، مطالباً بالمضي قدمًا حتى تحقيق النصر الكامل وإعادة جميع الأسرى دفعة واحدة.

وعلى منصة “أكس”، أرفق سموتريتش منشورًا له بصورة لمنشور للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يؤكد فيه أن السبيل الوحيد لإعادة الأسرى هو “مواجهة حماس وتدميرها”.

كما حذر أعضاء في حزب “الصهيونية الدينية”، مثل زفي سوكوت، من أن الاتفاق الجزئي قد يؤدي إلى التخلي عن نصف الأسرى، ويعرض الجنود لمزيد من المخاطر، ويضعف الموقف الدولي لإسرائيل.

في المقابل، دعا زعيم حزب “أزرق أبيض-الوحدة الوطنية” المعارض بيني غانتس الحكومة إلى المضي قدمًا في الاتفاق، مشددًا على أن “هذه لحظة اتخاذ قرارات حاسمة من أجل شعب إسرائيل وأمنه”.

كما أعربت الأحزاب الحريدية المشاركة في الائتلاف عن دعمها للاتفاق، حيث قال موشيه غافني من حزب “يهدوت هتوراه”: “إطلاق سراح الأسرى واجب ديني وإنساني، ويجب إنهاء معاناة العائلات”.

وأكد “منتدى عائلات الأسرى والمفقودين” في بيان له: “نطالب رئيس الوزراء ببدء مفاوضات جادة ومتواصلة لإطلاق سراح جميع الأسرى والمختطفين”.

ورغم تسلم إسرائيل المقترح الجديد من حركة “حماس”، مساء الاثنين، فإن رئيس الوزراء نتنياهو ألمح إلى استمرار العمليات العسكرية، مؤكدًا أن “حماس تحت ضغط هائل”، دون الإعلان عن موقف نهائي من المبادرة.

ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤول إسرائيلي تأكيده أن تل أبيب ما زالت ترفض الاتفاقات الجزئية، وتصر على إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، إلى جانب تلبية الشروط الإسرائيلية لإنهاء الحرب.

ويرى الوسطاء العرب أن تصلب الموقف الإسرائيلي يضعف فرص نجاح المساعي الدبلوماسية، ويعملون حاليًا على تسويق المبادرة كـ”مسار نحو اتفاق شامل” يمهّد لإنهاء الحرب بشكل نهائي.

نتنياهو يطالب بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى الإسرائيليين لدى “حماس”

طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، بالإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة “حماس” دفعة واحدة.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مكتب نتنياهو أن سياسة إسرائيل لم تتغير، مؤكداً أن تل أبيب تطالب بالإفراج عن جميع الرهائن الـ 50 دون استثناء.

وأوضح المكتب أن هذا الموقف يتماشى مع المبادئ التي اعتمدها مجلس الوزراء الإسرائيلي لإنهاء الحرب في قطاع غزة، مشدداً على أن الإفراج عن جميع الرهائن يجب أن يتم دفعة واحدة.

وقال نتنياهو: “نحن في مرحلة اتخاذ القرار النهائي بشأن حماس، ولن نترك أي رهينة خلفنا”، في إشارة إلى تشديد موقف الحكومة الإسرائيلية تجاه الملف الأمني والأسرى المحتجزين في غزة.

منظمة الصحة العالمية: موظفونا تعرضوا للاعتداء والاحتجاز في غزة

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدداً من موظفيها تعرضوا للاعتداء في مقر إقامتهم بقطاع غزة، مشيرة إلى أن أحدهم تم احتجازه، في حادثة اعتبرتها مثالاً على المخاطر التي يواجهها العاملون في تقديم المساعدات المنقذة للحياة.

وأكدت المنظمة في بيان رسمي أن العاملين في المجال الإنساني ليسوا أهدافاً، وشددت على ضرورة الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية الطواقم الطبية والإنسانية، إلى جانب المرضى والمدنيين.

وأضافت المنظمة: “علينا أن نضمن بيئة آمنة للعاملين في المجال الإنساني، ليواصلوا أداء مهامهم في أصعب الظروف، دون خوف أو تهديد”.

قبرص ترسل 1200 طن من المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر ميناء أسدود

أعلنت وزارة الخارجية القبرصية، اليوم، عن إرسال شحنة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بلغ وزنها 1200 طن، وذلك عبر ميناء أسدود في إسرائيل، في إطار الجهود الدولية المستمرة لدعم سكان القطاع.

وقالت الوزارة في بيان رسمي إن الشحنة غادرت مساء أمس من ميناء ليماسول، وتضم مواد غذائية أساسية، بما في ذلك وجبات مخصصة للأطفال. وقد ساهمت قبرص بـ700 طن من هذه المساعدات، فيما قدمت حكومة مالطا 500 طن إضافية.

وأشار البيان إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة لعبت دورًا محوريًا في دعم عملية الإرسال، التي تتم تحت رعاية آلية التسليم التابعة للأمم المتحدة. وأكدت الخارجية القبرصية أن البنية التحتية لجمع وفحص وتأمين المساعدات متاحة أمام المجتمع الدولي، وتُستخدم كمعبر إنساني إضافي لدعم سكان غزة.

ووفقًا لوكالة “رويترز”، فإن الشحنة التي خضعت للفحص المسبق لن تتطلب إجراءات أمنية إضافية عند وصولها إلى ميناء أسدود، على أن تتولى مؤسسة “وورلد سنترال كيتشن” الدولية توزيعها داخل القطاع.

في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن تسجيل ثلاث حالات وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، بسبب الجوع وسوء التغذية، لترتفع حصيلة ضحايا التجويع في القطاع إلى 266 شخصًا، من بينهم 112 طفلًا.

كما أفادت الوزارة أن إجمالي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 ارتفع إلى 62,064 قتيلًا، بالإضافة إلى 156,573 مصابًا.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا