بأوامر خارجية.. النفط مقابل منصب محافظ مصرف ليبيا المركزي - عين ليبيا

من إعداد: أحمد خليفة

بأوامر إماراتية.. النفط مقابل منصب محافظ مصرف ليبيا المركزي

ما يحدث الآن وبتعليمات من الإمارات هو مقايضة موانئ النفط وحقوله بمنصب محافظ مصرف ليبيا المركزي، هذا هو التوجه الإماراتي الآن، بعد أن أيقن الإماراتيون أن عمليهم خليفة حفتر لا قدرة لديه على اجتياح المنطقة الغربية من ليبيا للسيطرة عليها بسبب التحالفات الثورية المناوئة له بين القوى المسلحة في مصراتة والزنتان وترهونة والزاوية، وهي تحالفات فهم رسالتها خليفة حفتر جيدا، لا سيما وأن مصراتة أحد أقطابها المهمة.

فالإماراتيون نفد صبرهم وليست لديهم ثقة في قدرة حفتر على الحسم العسكري فاختاروا أن يدخلوا طرابلس عبر المشاركة في المناصب (الكعكة) وواجهتهم في ذلك هي اثنان من عملائهم وهما فتحي المجبري ومحمد الشكري.

حفتر يتعرض لضغوطات أمريكية تطالبه بتسليم الموانئ والحقول النفطية الواقعة تحت سيطرة عصاباته المليشياوية إلى مصطفى صنع الله ،وهو يحاول بتعنت رفض ذلك ،و الإماراتيون لا قدرة لديهم على رفض الرغبة الأمريكية (منذ عدة أسابيع طلب حفتر من الإماراتيين مبلغا قدره مائتي مليون دولار ليمول بها إجرام جماعاته المسلحة ولكنهم لم يمنحوه هذا المبلغ حتى الآن ومازالوا يماطلونه).

في الأيام المقبلة ستشاهدون هجوما عنيفا ومتواصلا على الصديق الكبير من رعاع الإمارات الليبيين في القنوات الليبية الممولة بأموال إماراتية التي تبث من الأردن، ستشاهدون التقارير والتغطيات التي تتهمه بشكل مباشر بالمسؤولية على الأزمة المالية التي تعيشها البلاد، ستجدد هذه القنوات اتهاماتها المعتادة للصديق الكبير بأنه من الإخوان المسلمين ولديه علاقات وثيقة بالجماعة الليبية المقاتلة وتصدر إليه الأوامر من المفتي الدكتور الصادق الغرياني ، ستشاهدون كل ذلك وخصوصا في قناة أحد رجال الإمارات وعملائها في ليبيا عارف النايض الذي يروج بكل غباء لما يسميه “تحرير” مصرف ليبيا المركزي.

وفي مقابل هذا الهجوم الإعلامي ستشاهدون التقارير والتغطيات التي تزكي محمد الشكري و فتحي المجبري المعروف والمشهور إعلاميا بفتحي هنادي، وتقنعكم أن أحدهما هو الأصلح وهو القوي الأمين لتولي منصب المحافظ، فالاثنان لاعبان أساسيان الآن في فريق الإمارات الليبي في ملعب الأزمة الليبية.

وبالتزامن مع الحملة الإعلامية المرتقبة على الصديق الكبير ستسمعون أخبارا تتحدث عن رغبة مجلسي النواب والأعلى للدولة في إجراء انتخابات (حسمت نتيجتها سلفا بأوامر من أبوظبي) لاختيار محافظ جديد للمصرف المركزي، وربما سيشارك في الدعوة لذلك ويشجع عليه ما يسمى بالتجمع السياسي لنواب مدينة مصراتة، وهو تجمع يمكن وصفه بأنه ذراع سياسية لحفتر في مصراتة وطرابلس.

أما من سيقود تيار المطالبة باختيار محافظ جديد للمصرف المركزي داخل المجلس الأعلى للدولة فهو ناجي مختار الموالي لخليفة حفتر وصاحب فضيحة الشيكات المشهورة التي تعرفونها جميعا.

وبالمناسبة فإن ناجي مختار كان في الفترة الماضية في أبوظبي ودبي، وبعد ذلك زار وكر الشر في الرجمة ثم التقى وزراء من حكومة عبد الله الثني ولاحقا عاد إلى طرابلس ليبدأ عقد التحالفات التي يبدو أنها تؤسس الآن لانشقاقات داخل المجلس الأعلى للدولة شبيهة بتلك الانشقاقات التي حدثت في المؤتمر الوطني العام عام 2013 وأدت لاحقا إلى تفككه.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا