أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، اليوم السبت، النتائج الأولية لانتخابات المجالس البلدية ضمن المجموعة الثانية، مؤكدة في الوقت ذاته انطلاق عملية الاقتراع في عدد من البلديات التابعة لمكتب الإدارة الانتخابية الزاوية، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مجلس المفوضية بالمركز الإعلامي في طرابلس، بحضور عدد من الشخصيات المحلية والدولية.

وشهد المؤتمر حضور رئيس وأعضاء مجلس المفوضية، ومديري إدارات من وزارتي الداخلية والأحوال المدنية، بالإضافة إلى نائبة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، وسفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، وممثلين عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى جانب عدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية والإعلاميين.

وفي مستهل كلمته، أوضح رئيس مجلس المفوضية د. عماد السايح أن العملية الانتخابية واجهت تحديات كبيرة ناتجة عن تسييس المجالس البلدية، مشيرًا إلى ما وصفه بـ”مواقف سلبية” من بعض الأطراف التي كان يفترض بها دعم تنفيذ الاستحقاق.

وندّد السايح بالاعتداءات التي طالت مكاتب المفوضية في زليتن والزاوية والساحل الغربي، مشيرًا إلى أن تلك الهجمات لم تُثنِ المفوضية عن المضي قدمًا، بل جاءت بنتائج عكسية أظهرت إقبالاً واسعًا من المواطنين في تلك المدن، مؤكدًا أن “الانتخابات عكست روح الانتماء ورقيّ المواطن”.

وأعلن السايح انطلاق عملية الاقتراع في بلديات: الزاوية المركز، الزاوية الوسط، الزاوية الشمال، الزاوية الغرب، صبراتة، صرمان، وبئر الغنم، والتي كانت قد توقفت في وقت سابق بسبب الهجوم على مخازن المفوضية. ودعا الناخبين في هذه المدن إلى المشاركة الفاعلة في العملية الانتخابية، مؤكدًا أن “التصويت هو رسالة واضحة ضد من اعتدى على حقهم في التعبير”.

كما طالب الحكومة بإعادة النظر في التعليمات الصادرة عن الأجهزة الأمنية القاضية بوقف الانتخابات في 26 بلدية، داعيًا إلى دعم استئناف الاقتراع في 16 منها، وترحيل البقية إلى المجموعة الثالثة.

وعلى الصعيد التشريعي، أشار السايح إلى استمرار استغلال الثغرات القانونية لتعطيل العملية الانتخابية من خلال القضاء، مطالبًا مجلس النواب بمعالجة هذه القصور ضمن التشريعات المتعلقة بتنظيم الإدارة المحلية.

وفي سياق متصل، نوّه السايح إلى إشادة المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بنجاح المفوضية في إدارة الانتخابات البلدية، مجددًا التأكيد على جاهزية المفوضية لتنظيم الانتخابات الرئاسية والنيابية القادمة، مشددًا على ضرورة إشراك المفوضية في صياغة التعديلات الفنية للقوانين الانتخابية (27) و(28).

وفي ختام المؤتمر، توجه السايح بالشكر إلى جميع الجهات التي ساهمت في إنجاح هذا الاستحقاق، من مؤسسات أمنية وإعلامية، ومنظمات المجتمع المدني، ولجان العمل في مراكز الاقتراع.