بسبب الإنتهازيين الكبار المؤتمر الوطنى يوشك على الإنهيار - عين ليبيا

من إعداد: فتح الله سرقيوه

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بداية أود أن أتقدم بأسمى آيات التقدير والإحترام للبعض (فقط) من أعضاء المؤتمر الوطنى الذين أثبتوا من خلال مناقشاتهم وحواراتهم داخل قاعة المؤتمر وفى اللقاءات الإعلامية بأنهم ليبيون بإقتدار مع تحفظى على كل وصولى إنتهازى مادى جشع وصل إلى هذا المؤتمر عن طريق الكذب والخداع الذى مارسه على الليبيين الطيبين الذين على الفطرة ويؤمنون بحسن النية وإنطلت عليهم خزعبلات الإنتهازيين الوصوليين قبل إنتخابهم بعد أن لبسوا لباس التقوى والورع وكأنهم الثعالب التى ذكرها أمير الشعراء أحمد شوقى فى شعره (برز الثعلب يوماً فى ثياب الواعظينا) ، وقد  إستغلوا الأيدولوجيات الوافدة لكى يحققوا مآربهم وأهدافهم وإنتهجوا سلوكاً لا يليق بقيمة هذه المسئولية الكبيرة . ولذلك نحن اليوم نناشد وبقوة السيد المقريف وللمرأة (العاشرة) بأن يكشف الحقائق الدامغة وأن يقوم بإعلان أسماء كل من نهب أموال الشعب الليبى وإستلم التعويضات وإستفاد من عطايا القذافى وإبنه قبل إنتفاضة فبراير أولئك الذين نشاهدهم اليوم يتبجحون داخل المؤتمر ويدّعون الوطنية والإنتماء الوطنى دون حياء ولا خجل يتوعدون ويُهددون ويتطاولون على الشرفاء والوطنيين يرفعون شعار المثل الشعبى (أهل الميت إصبروا والمعزيين إكفروا) !! وهم أول من خذل الشعب بقبولهم التعويضات فى ذل ومهانة والثمن السكوت والمصالحة مع النظام وبالتعويضات إشتروا القصور والسيارات وتزوجوا على زوجاتهم تطبيقاُ لأيدولوجياتهم المعروفة ، الكثير من هؤلاء اليوم داخل القاعة فأين النزاهة ؟ وأين الشفافية ؟ !! وإذا كان هناك عزلاً تريدون تطبيقه ، فهم أول من يُطردون من شبابيك المؤتمر وليس من أبوابه فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبا وثورة التصحيح بدأت تلوح فى الأفق  لإجتثاث هذه النماذج من الصفوف الأمامية من داخل المؤتمر .

أقول ……  أهلنا فى البادية كانوا يُطلقون على أى (تجمّع) عام فى القرية أو النجع (ميعاد) ولا يُدعى الميعاد للإجتماع إلا لأمر جلل يتطلب تشاور أهل الحكمة والرأى من أجله لإتخاذ القرارات المناسبة التى لا يُظلم فيها أحد ولا يُنتقص فيها من قدر أحد بل يسوده العدالة وإحقاق الحق والمساواة بين الجميع ولا تحيّز لهذا أو ذاك لقرابة أو تبادل منافع ومصالح حيث يقضون بالحق ولو على أنفسهم ، وكانوا يقولون فى السابق (العرب ميعدّوا) أى أنهم بمجرد أن إجتمعوا مع بعض لأى أمر كان لحل مشكلة إجتماعية داخل النجع أو مشكلة على حدود مع النجع المجاور أو القرية المجاورة وغالياً ما تحدث هذه المشاكل ولكن بفضل حكمة وعقلانية المشائخ وطيبتهم وسريرتهم الناصعة البياض يمكن حل أى مُعضلة تُصادفهم فى حياتهم ، حتى القتل العمد يجدون له الحلول والأحكام العُرفية التى لا تتعارض  مع الشريعة الإسلامية ولكن حسن النوايا تؤدى إلى تطييب الخواطر وجبر الكسر وبعدها يُحضنون بعضهم البعض وتعود الحياة بينهم عادية فى وئام ومحبة لأن العداوة لا مكان لها فى محيطهم الإنسانى ولا أيدولوجيات (الخلبطة) بإمكانها أن تخترقهم ولا أفكار غريبة تتسلل إليهم ولا فتن يُمكن لأحد أن ينشرها فى أوساطهم فهم محميون من العلى القدير بإيمانهم وطيبتهم وثوابتهم القوية وعلاقاتهم مع ربهم التى بُنيت على الإيمان بالله ومحبة سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أولئك الشرفاء لم يُعرف عنهم أنهم حكموا للظالم  وإقتصوا من المظلوم وحرموه حقه أو تخوفوا من تهديد أو وعيد أحد جاء من خارج الميعاد يحمل سلاحاً ليوجههم لإتخاذ موقف أو  رأى فى صالحه أو فى صالح قبيلته أو عائلته أو نجعه ، ولم يُعرف عنهم أنهم عجزوا يوماً عن حل مشاكلهم أو تصادموا فيما بينهم داخل الميعاد مثل ما يفعل نوابنا الكبار اليوم أمام العالم الذين إنتخبهم الشعب الليبى ويا حسرتاه على نواب (الغفلة) يشتمون بعضهم البعض ويتطاولون على بعضهم فى بضع جلسات علنيه وما خفى كان أعظم !! فأهلنا أيام زمان  وقبل بضع عقود من الزمن ، ربوا على إحترام الكبير والعطف على الصغير وتقدير المرأة الحرة العفيفة ، مع العلم بأن من يُسمونهم العقلاء والمشائخ والحكماء فى مجتمعنا الطيب البسيط لا يحملون درجات علمية مثل الدكتوراه والماجستير والشهادات الجامعية والتى أغلبها مزورة فى هذه الأيام بشهادة بعض الدول فى العالم والعربية خاصة وليبيا تحديدياً !! لكى يختارهم أهل النجع أو القرية ولكن من يمنحهم ذلك الشرف الكبير حتى يوصفوا بالعقلاء والمشائخ هى سيرتهم الطيبة ونظافة أيديهم من مُلوثات الدنيا وهى التى تُفقد الرجل هيبته وكرامته وتُلوث سيرته وخصوصاً إذا كان سياسياً أو مسؤولاً كبيراً أو (رجل ميعاد) كما يقال والذى يأتى على رأسها يكرمكم الله (الكذب والنهب والسرقة والإختلاس والتآمر على الأهل والعشيرة) فقد كانوا يصفون الرجل المزور والسارق (بالبلعوط) والكذّاب يصفونه أحياناً بالزانى ويعتبرونه مثل المرأة الزانية التى تأتى تحمل إبن الزنا بين يديها وتقول أنا شريفه ولا يُحضّرونه لشهادة مهما كانت الظروف وعندما يصل الكذاّب لدرجات متقدمة ويُصرّ على كذبه يقولون عنه (كذّاب وملاطعى) !! ، فالرجل الكذّاب لا فرق بينه وبين تلك الزانية … ولهذا أقول أن حكومة الكيب قد إمتهنت الكذب والتزوير والنهب والإختلاس وأهدرت المال العام مع سبق الإصرار والترصد والدليل المادى جاء من قبل هرم السلطة الحالى المؤقت وأقولها بأعلى صوتى (المؤقت) فى ليبيا رئيس المؤتمر الذى خرج علينا فى حوار إعلامى يرمى التهم جزافاً هنا وهناك وأنه غير مسؤول عن أى مُخالفات أو تجاوزات جاءت فى فترة حكومة الكيب ، أما بالنسبة له فهو أمامنا نظيف اليدين وصادق فى أقواله وحتى إشعار آخر.

لقد حاولت أن أجد تفسيراً مُقنعاً يبرر صرف (5 مليارات) دينار وهى تُعادل ميزانيات دول أفريقية مجتمعه فى شراء وتجهيز مكاتب حكومة الكيب الفاشلة بدرجة إمتياز بما فيها من وزراء ووكلاء وزارات ومدراء وإدارات عامة ، والتى لم تستطع فى مدة سنة كاملة إنجاز أى شئ على الإطلاق إلا توزيع إبتسامات الكيب العريضة التى يوزعها فى زياراته على البسطاء الطيبين وكأنها من أدوات التنويم المغناطيسى التى تعلمها فى الغرب ، ولهذا فلم أجد كلمة طيبة تُقال فى حق هذه الحكومة ووزرائها الذين توافدوا علينا بعد التحرير وأكرر ذلك بقولى بعد التحرير من أوروبا والخليج وقطر تحديدياً ، سوى أن أقول ربما هذه الزُمرة التى تولّت إدارات حكومة الكيب قد فتحت الشهية على مصرعيها ولأبعد الحدود وخططت فيما بينها أن تأخذ ما تستطيع حمله وتحويله للخارج ويبدوا أنها واثقة من أن الثورة قد تنتكس (لا قدّر الله) بفضل خبرتهم وعلمهم اللامحدود ولهذا إنتهجوا عبارة (إيدك وما أطول وماشى ما ناوى ستره) فالوقت كالسيف إن لم تكسره كسرّك !! وحتى لو إقتنعت بهذا فهل من الممكن أن تُهدر هذه القيمة فى أثاث ومكاتب وقرطاسية ؟؟ .. أقول .. لآ وألف لا .. لن يضحك علينا الكيب ولا وزرائه الذين لا مثيل لهم سوى الفلم المصرى لعادل إمام (عصابة حماده وتوتو) ، فهل يجور يا سيادة المقريف أن تتكتم على هذا الأمر ؟ كل هذه المدة حتى يأتى يوم مناسب فى صالحك لكى تُعلنه لا لشئ من الوطنية أو الحرص على المال العام ولكن لآمر فى نفس المقريف وأتباعه.

أيها السادة .. إن من يتابع مهزلة مؤتمر الكذب والإنتهازية يستشعر بأن الأمر أكبر من ما يتوقعه الليبيون الذين يُتابعون ما يُنقل على الهواء مباشرة ، مُلاسنة وشتائم وجهوية مقيته وبلعطة وإستخفاف على عينك يا تاجر وكأننا فى حلبة مصارعة بين أشخاص (كأشخاص كتاب السيد شلقم) جاءوا من كل حدب وصوب لا تربط بينهم أى رابطة سوى رابطة (تبادل المصالح ) يرسلون الرسائل فيما بينهم داخل قاعة الهرج والمرج يقول لصاحبه صوّت أمعاى وبكره إنصوّت أمعاك وليذهب الشعب الليبى إلى الجحيم .

فأنا اليوم لا ألوم على أحد سوى ذلك المستشار الذى إختلطت عليه الأمور فى الأيام الأولى للثورة ونحن شهود عيان وأعتقد أنه ظن ساعتها أنه (الزعيم المنتظر) فجانبه الصواب وأخطأ أخطاء قاتلة وأوصل الوطن إلى هذا الحد من العبثية وأستفرد برأيه وسلّم الأمانة إلى من لا أمانة لهم ، فأهدروا أموال الليبيين وإستباحوها ووضعوا أبنائهم فى قوائم الإيفاد وإستغلوا نفوذهم وحرموا الشباب الليبى  المحرومين لسنوات من حقهم فى الدراسات العليا ، فالقوائم  تحمل فى أولها أبناء المقريف وأبناء أتباعه وأبناء الوزراء ووكلاء الوزارات ، فهل تنتظروا منهم أن يقيموا دولة العدل والمساواة ؟؟ .. أقولها مرة أخرى .. لا وألف لا … والحل يكمن فى  أن يقف الشعب الليبى بقوة لوضع مؤتمر الإنتهازيين والإقطاعيين الجدد على السكة أو يتركه ينهار على من فيه بواسطة إنتهازييه وإقطاعييه وكياناته ولصوص حكومته ، ولكننا نود منهم أن يُعلنوا هم طواعية بقولهم (بيدى لا بيد الشعب الليبى الذى ضحكنا عليه ) ويتركوننا فى حالنا مع دستورنا الذى صنعه آباؤنا وأجدادنا فى سنة 1951م وأداروا البلاد إدارة لا زال العالم يتحدث عنها يوم كانت ميزانياتنا السنوية لا تتجاوز بضع ملايين … فهل من عصارى وشرفاء ووطنيين وأبناء أصل من أحفاد المجاهدين فى ما يسمى المؤتمر العام  يرفعون أصواتهم ليقولوا كلمة الحق وإذا تتطلب الأمر يُطالبون الوافدين على الوطن بعد التحرير والذين أوصلتهم الأجندات الخفية والأيدولوجيات المشبوهة التى دمرّت وأفسدت كل شئ بأن  يشدوا رحالهم إلى من حيث أتوا فلسنا فى حاجة إليهم  ولا فى حاجة الدول التى جاءت بهم وتحميهم اليوم من غضبة الشعب القادمة لا محالة..!



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا