بين تطلعات التغيير ومخاوف الاستقطاب السياسي، تتجه ألمانيا نحو تشكيل حكومة جديدة تُعيد رسم موازين القوة في برلين، بعد انتخابات مبكرة أعادت خلط الأوراق.

وكشفت صحيفة “بيلد” الألمانية، استنادًا إلى مصادر مطلعة، عن التشكيلة الوزارية المقبلة، التي تُمهّد لتولّي فريدريش ميرتز منصب المستشار، وتُرسّخ تقاسم النفوذ بين الحزب الديمقراطي الاجتماعي والاتحاد الديمقراطي المسيحي في ائتلاف نادر الحدوث.

وبحسب الصحيفة، احتفظ الحزب الديمقراطي الاجتماعي (SPD) بسبع حقائب وزارية، في اتفاق متوازن مع الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU)، في إطار التحالف الائتلافي الذي يجمع الحزبين.

ومن أبرز الأسماء في التشكيلة الجديدة، يواصل بوريس بيستوريوس مهامه كوزير للدفاع، في حين يتولى زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي، لارس كلينغبايل، منصبين محوريين: نائب المستشار ووزير المالية. كما تُسند حقيبة العدل إلى القاضية السابقة شتيفاني هوبيغ.

أما وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، فتتولاها بابيل باس، الرئيسة السابقة للبوندستاغ، فيما يترأس كارستن شنايدر وزارة البيئة، وتُكلّف فيرينا هوبرتس بحقيبة الإسكان، وتتولى ريم العربلي رادوفان وزارة التنمية الاقتصادية. وتشمل التعيينات أيضاً إليزابيث كايزر وزيرة دولة لشؤون الهجرة واللاجئين والاندماج، وناتالي بافليك مفوضة لشؤون الولايات الشرقية.

ومن المنتظر أن يُوقّع الاتفاق الائتلافي بين الحزبين اليوم الاثنين، قبل جلسة حاسمة للبوندستاغ يوم 6 مايو، يُنتخب خلالها فريدريش ميرتز، زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي، مستشاراً جديداً لألمانيا، على أن تُؤدى اليمين الدستورية في اليوم نفسه.

وتأتي هذه التطورات بعد الانتخابات المبكرة التي جرت في 23 فبراير، وأسفرت عن تقدم تحالف الحزب المسيحي الديمقراطي وشريكه الاجتماعي بنسبة 28.5% من الأصوات، تلاه حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) بنسبة 20.8% في اختراق غير مسبوق، ثم الحزب الديمقراطي الاجتماعي ثالثاً بنسبة 16.4%، فيما توزعت بقية الأصوات على حزب الخضر (11.6%) والحزب اليساري (8.8%).