بعد هزيمة قواته.. يستنجد حفتر بداعش - عين ليبيا

من إعداد: أ.د. فتحي أبوزخار

خبر ظهور داعش في الفقهاء المعزولة والتنكيل بأهلها المدنيين ذكَر الكاتب بمقالته بعنوان: “هل داعش وحفتر وجهان لعملة واحدة” خلال حرب البنيان المرصوص ضد داعش في سرت. فبعد ظهور مؤشرات هزيمة قوات حفتر شر هزيمة يرى الكاتب بأن من وراء مشروع الاستبداد في منطقة الشرق الأوسط ويسعون للتمدد داخل منطقة شمال أفريقيا يحركون داعش في قرية الفقهاء بالجفره لتخفيف الضغط عن قوات السيد حفتر في طرابلس وتتلخص دلالات الهزيمة في ألأتي:

  • أسر العشرات بل المئات من المغرر، منهم أطفال، من قوات حفتر القادمين في رحلة ألف كيلومتر للاستعراض في شوارع طرابلس!
  • محاصرة قوات حفتر في كماشات ينتهي بهم المقام إلى ما أحلاه مُرُ.
  • يتم تداول ردم السيد حفتر لحوالي 25 من المصابين من قواته بإصابات بليغة في أرض غريان.. يذكرنا بما حصل في تشاد!
  • تم قطع خطوط الإمداد، البعيدة أصلاً، بدءً من الجفره.
  • تنديد دول كبرى بجرائم هجوم قوات حفتر.
  • أعادة تنشيط ملف محكمة الجنايات الدولية.
  • شكوى منظمة الصحة العالمية لقتل قوات حفتر طبيبين، وعدم تجنب المدنيين في هجومهم الأعمى على طرابلس.
  • أزاد بالمنطقة الغربية والوسطى تعاضد وتكاثف واتحاد البلديات والمجموعات المسلحة ومؤسسات المجتمع المدني مع قوات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق.
  • أعلن 49 نائباً من البرلمان، إضافةً للإعداد أخرى محاصرة تحت سيطرة حفتر، بشكوى رسمية ضد هجوم حفتر.

ظهور داعش اليوم يرتبط بالأمس!

قبل الاسترسال في محاولة ايجاد الربط بين ظهور داعش، كمشروع استبدادي بالشرق الأوسط، وإعلان السيد حفتر عن انقلابه في فبراير 2014 ويقتحم المؤتمر الوطني العام في منتصف مايو 2014 بدرعية محاربة الإرهاب، ويتصادف بعده  في 29 يونيو 2014 بإعلان المتحدث باسم تنظيم “الدولة الاسلامية” أبو محمد العدناني في تسجيل صوتي عن قيام ما اسماه بالدولة الاسلامية ومبايعة ابو بكر البغدادي لقيادة الدولة!!!!  فلقد زرعت داعش ما بين حدود العراق وسوريا ثم وصلت إلى سيناء لينتهي بها المطاف بالحدود الشرقية لليبيا ويعلن السيد حفتر عن انقلابه الاستبدادي و بدون تعريف للإرهاب يلصق السيد حفتر تهمة الارهاب على كل من يختلف معه! بالطبع هجومه على طرابلس ليس إرهاباً !!! وداعش لا تحمل أسم الإرهاب بل “الدولة الإسلامية” لتشويه الاسلام وأهله! فالسيد حفتر هو من فتح لداعش الطريق لمئات الكيلومترات مارة بالعديد من نقاط التفتيش لقواته على امتداد الطريق من أقصى المدن الشرقية لتتجمع في سرت وبدون اطلاقة رصاص واحدة!!!

نعم تحاول داعش فك الحصار عن قوات حفتر!  

مما تقدم ظهرت داعش في نفس الفترة مع إعلان السيد حفتر عن مشروعه الاستبدادي “الكرامة” في منتصف 2014 واليوم تظهر داعش في الفقهاء لتفك الحصار عنه بعد تعدد مؤشرات هزيمته على حدود طرابلس أو ربما لتدعم تدخله وتؤكد على صحة إدعائه في محاربة الارهاب!

بات مما لا شك فيه بأن داعش يتم استدعائها لتدعم مهام السيد حفتر في ليبيا لتجد له المبررات لدخول الجفرة السنة الماضية، وتحديداُ في 5 ديسمبر 2018، ظهرت داعش بـ25 آلية في الفقهاء وبمكان معزول ومقطوع لها بصحراء لتقتل وتخطف مدنيين آمينيين! وبالأمس تظهر أيضاً بنفس المكان لتدعم حفتر ربما لتشتيت الانتباه،  أو للتأكيد على وجود إرهاب في ليبيا! وقد تكون رسالة لبعض أطراف المجتمع الدولي على الطرف الأخر بدعم حفتر في ليبيا ليتولى  محاربة الأرهاب؟!!

ما المطلوب؟

على الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق، والمجموعات المسلحة المساندة، والمجتمع المدني الوعي بأنهم يحاربون مشروع استبدادي يتمدد من منطقة الشرق الأوسط، لذلك يحتاجون لتعاون الجميع والأهم من توزيع المهام وتنسيق الأدوار وربما على النحو التالي:

  • يجب أن يتولى الجيش مهام أكثر حرفية ويركز على جمع المعلومات الاستخباراتية.
  • على المجموعات المسلحة تشكيل جسم موحد يشكل طوق على طرابلس ويتولى توزيع الأدوار بين الجميع.
  • على المجتمع المدني أن يلعب دور التوعية بمشروع عسكرة ليبيا، الاستبدادي الممتد من الشرق الأوسط، الذي يقوده السيد حفتر.

نسأل الله أن يُسخر لليبيا من يُوقف هذه الحرب الشعناء، ويرحم شباب ليبيا ممن الطرفين ويشفى جميع الجرحى.. حفظ الله ليبيا وشبابها وتظل الدولة المدنية هدفنا وإن طال النضال!



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا