بعوضة الملاريا اليتيمة في ليبيا - عين ليبيا

من إعداد: محمد علي المبروك

بعوضة يتيمة أتت لوحدها ولم يكن لها أب وأم وأخوات، هذه البعوضة التي ظهرت في منطقة ابوسليم بطرابلس وفتكت بطفلة ليبية لو كانت تعلم هذه الطفلة انها مولودة في ليبيا وهؤلاء هم حكامها ومسؤولوها ماتمنت أن تولد في ليبيا، حكام أوصلوا شعباً كاملاً الى حالات من الجوع والفقر والخوف والمرض والأوبئة وهذه البعوضة اليتيمة عشقت الطفلة ولم تعشق غيرها لهذا لسعت الطفلة وحسب ولم تلسع غيرها من سكان منطقة ابوسليم بمدينة طرابلس حفظهم الله جميعا، هذا هو الحال الساخر من بعد إصابة طفلة ليبيا بوباء الملاريا وهو حال كوميديا لساسة لا افهم كيف يديرون بلادا وكيف يديرون شعبا، لاتهزهم المسؤولية ولاينتفضون من كراسيهم عزما لإنقاذ الشعب الليبي من بلية من بلاياهم فالاوبئة اصبحت تنهض فعليا في ليبيا وسيكون هذا النهوض واضحا مع دخول فصلي الربيع والصيف.

ايها السادة لاتوجد بعوضة يتيمة، علميا وعقليا وحتى جهلا فاذا وجدت بعوضة واحدة فان هناك الكثير من البعوض لان الوجود الواحد لبعوضة الملاريا يعني حتما لها وجود اجتماعي تكاثري فالوجود الواحد لبعوضة الملاريا هو اخراج لوجود تكاثري لهذا البعوض كذلك فان وجود حالة إصابة واحدة بوباء الملاريا يعني ان هناك عدة إصابات اخرى، ارجو الاطلاع على مقال (ينتظرون حتى تتشوه وجوهكم كرم الله وجوهكم وتجتاحكم الاوبئة النائمة حفظكم الله) لمعرفة ماذا يعني ظهور إصابة وبائية واحدة في منطقة جغرافية معينة.

وباء الملاريا من اخطر الاوبئة على المجتمعات البشرية والامر يستدعي في أدنى بلدان الارض مستوى، اعلان حالة طوارئ صحية والتدخل ببرنامج وطني عام مدعوم للإصحاح البيئي، الحالة البيئية الليبية هى حالة خطيرة جدا على الشعب الليبي انفجر فيها وباء اللشمانيا في عدة مناطق من ليبيا والآن تفتقت بؤرة للملاريا في منطقة ابوسليم في داخل طرابلس وقبل هذه البؤرة تفتقت بؤرة في منطقة غدامس وبؤرة في منطقة أوباري وهذا يعني ان هناك تحولات خطيرة في البيئة الليبية التي اصبحت بيئة جاذبة للأوبئة لانعدام العناية والحماية بالبيئة وانعدام الإشراف عليها وامام هذا الخمول الحكومي لايعلم ماذا يتفتق وماذا ينفجر من أوبئة مع دخول فصلي الربيع والصيف؟.

أي انفجار وبائي سيكون كارثة وهول عظيم على الشعب الليبي مع وضع ليبيا المتدهور صحياً وإدارياً وسياسياً ولن يحصد شرور هذه الأوبئة الا أبناء الشعب الليبي فنواب مجلس النواب وأعضاء مجلس الدولة والوزراء خصصت لهم الأموال العامة للعلاج وحتى للهروب من ليبيا حين انفجار الأوبئة ولايوجد أي تخصيص علاجي وصحي لليبيين حتى المشافي العامة والخاصة هي في حالة من أردأ حالاتها بل هي مصدر آخر للعدوى.

اعود وأكرر كما كررت في المقال السابق لحماية المجتمع الليبي من الاوبئة فان الامر يحتاج الى عملية أصحاح بيئي عاجلة احد اجراءاتها الاساسية العاجلة غيرمكلفة وبسيطة جدا فيكفي ثلاثين سيارة عادية مثل (بيجو عكاري) محملة باجهزة رش للكيروسين والديزل توزع في بؤر هذه الاوبئة وهى بؤر معروفة وكانت تستخدم سيارات من ذات النوع في فترة السبعينات والثمانينات والتسعينات وان خفتم من تكاليف هذه السيارات فيمكن تبديلها بدراجات نارية ثلاثية الاطارات محملة باجهزة رش مثل (التكتوك او البجاج) وكانت تستخدم في نقل القمامة من المدن في فترة الثمانينات في ليبيا وذلك مع اجراءات اخرى للإصحاح البيئي، ارجو الاطلاع على مقالة (ينتظرون حتى تتشوه وجوهكم .. كرم الله وجوهكم وتجتاحكم الاوبئة النائمة حفظكم الله) لمعرفة اكثر عن هذه الاجراءات، صدقا الوضع الصحي في ليبيا خطير جدا على الشعب الليبي وهناك اشياء مثيرة للفزع لم اشأ ذكرها حتى التأكد منها ويأتي التأكد منها، حفظ الله الشعب الليبي من الاوبئة وحفظهم الله من الوباء الأعظم وهم ساسة ليبيا.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا