تشهد العلاقات الاقتصادية الدولية تحولات استراتيجية مع تصاعد الضغوط الصينية على إدارة الرئيس ترامب لرفع القيود التجارية مقابل استثمار بقيمة تريليون دولار في الاقتصاد الأمريكي، في الوقت الذي تواصل فيه الهند إعداد نفسها للتعامل مع العملات المستقرة وتطوير بنيتها النقدية الرقمية لمواكبة التحولات المالية العالمية.

بكين تضغط على واشنطن

أفادت وكالة “بلومبرغ” بأن الصين تضغط على إدارة الرئيس دونالد ترامب لرفع القيود التجارية المفروضة لأسباب تتعلق بالأمن القومي، مقدمة عرضاً للاستثمار في الاقتصاد الأمريكي بقيمة تريليون دولار.

وذكرت الوكالة أن المفاوضين الصينيين يرغبون في أن تخفف الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على المدخلات المستوردة التي تستخدمها المصانع الصينية الجديدة في الولايات المتحدة. وأوضحت أن المقترحات الصينية طُرحت خلال محادثات تجارية عقدت في مدريد الشهر الماضي، وأسفرت عن اتفاق إطاري يسمح باستمرار عمل عملاق التواصل الاجتماعي الصيني “تيك توك” في الولايات المتحدة، رغم المخاوف الأمنية التي أثيرت من قبل المشرعين الأمريكيين.

وأضافت بلومبرغ أن الجانب الصيني يرى في هذا الاستثمار المقترح فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بينما تركز الإدارة الأمريكية على ضمان التزام الصين بالاتفاقيات الحالية، بما في ذلك ما يعرف باتفاق المرحلة الأولى خلال ولاية ترامب، مع التأكيد على تكافؤ الفرص للشركات والمزارعين والعمال الأمريكيين.

من جهته، صرح المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، ليو بينغيو، بأن بكين تأمل أن تتعاون الولايات المتحدة مع الصين لتنفيذ التفاهمات المشتركة التي توصل إليها رئيسا البلدين خلال مكالمتهما الهاتفية، فيما أعلن ترامب أنه سيلتقي نظيره الصيني شي جين بينغ خلال قمة أبيك في كوريا الجنوبية، مع زيارة مقررة للصين في العام المقبل.

وزيرة المالية الهندية: العالم بحاجة للاستعداد للتعامل مع العملات المستقرة

أعلنت وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيتارامان، الجمعة، أن دول العالم سيتعين عليها الاستعداد للتفاعل مع العملات المستقرة، مشيرة إلى أن هذه الابتكارات تغير مشهد المال وتدفقات رأس المال، وقد تضع الدول أمام خيارين: إما التكيف مع البنية النقدية الجديدة أو المخاطرة بالتخلف عن الركب.

وأضافت الوزيرة خلال مؤتمر “كاوتيليا الاقتصادي” في نيودلهي، أن التحولات الجارية في النظام المالي والنقدي عالمية ولا يمكن لأي دولة عزل نفسها عنها، مشيرة إلى أن الهند تتابع عن كثب التطورات في العملات المشفرة الخاصة والأصول الرقمية الافتراضية.

وأوضحت أن بنك الاحتياطي الهندي يسعى لحظر كامل للعملات المشفرة الخاصة، بينما يطور في الوقت ذاته مشاريع تجريبية لعملته الرقمية الخاصة، ما يعكس التزام البلاد بالتكيف مع الظروف الجديدة في القطاع المالي.

وحول الاقتصاد الهندي، أكدت سيترامان قدرة الهند على الصمود بفضل قوة الطلب المحلي، مشيرة إلى أن البلاد تسعى لتحقيق معدل نمو سنوي يبلغ 8% في المتوسط، بهدف أن تصبح دولة متقدمة بحلول عام 2047.

وأكدت أن ذلك يتطلب بناء اقتصاد قادر على الاعتماد على الذات، دون الانغلاق على العالم أو تبني توجهات انعزالية.

كما لفتت الوزيرة إلى أن النظام الدولي يشهد تحولات جذرية، مع إعادة تشكيل مسارات التجارة، واختبارات للتحالفات، وتوجيه الاستثمارات وفق اعتبارات جيوسياسية، ومراجعة الالتزامات المشتركة بين الدول.