بمشاركة أكثر من 100 دولة.. انطلاق «منتدى شيانغشان 12» في بكين - عين ليبيا
بدأت في بكين أعمال الدورة الثانية عشرة لمنتدى شيانغشان الدولي للأمن تحت شعار: “حماية النظام الدولي ودفع التنمية السلمية المشتركة”، بمشاركة ممثلين عن روسيا وأكثر من 100 دولة حول العالم.
وأعلن وزير الدفاع الصيني دونغ جيون، أن الجيش الصيني مستعد للتعاون مع جميع الأطراف ليكون “قوة من أجل السلام والاستقرار”، مشددًا على أهمية بناء نظام عالمي أكثر عدلاً وعقلانية.
وقال جيون خلال كلمته في المنتدى الثاني عشر للأمن في شيانغشان: “في ظل مواجهة العالم لتهديدات وتحديات جديدة، يجب أن تبقى ذاكرة التاريخ تذكارًا دائمًا بضرورة التعرف على أي منطق مهيمن متنكر أو أي شكل من أشكال الترهيب والتصدي له، والدفاع التام عن السلام والعدالة”.
وأكد وزير الدفاع الصيني على ضرورة التمسك بمبادئ السيادة والمساواة بين الدول، محذرًا من أن التدخلات الخارجية والسعي وراء النفوذ سيؤديان إلى الفوضى والصراعات في المجتمع الدولي.
وأضاف: “التدخلات العسكرية الخارجية، والصراع على مناطق النفوذ، وإجبار الدول على الانحياز لطرف معين، وتجاهل مبدأ المساواة السيادية، كلها عوامل ستدفع المجتمع الدولي نحو الفوضى والصراعات”.
هذا ويجمع المنتدى على مدى ثلاثة أيام وزراء دفاع وقادة جيوش ومسؤولين دوليين وخبراء أكاديميين وعسكريين لمناقشة أبرز قضايا الأمن العالمي وتبادل الرؤى حول التحديات الراهنة، ومن المتوقع أن يشهد المنتدى حضور نحو 1800 مشارك، بينهم مئات الإعلاميين.
وأكدت الباحثة الصينية لو شي أن المنتدى يتميز بالحوار متعدد الأطراف الذي يتيح صياغة مبادرات جديدة للحفاظ على الاستقرار العالمي، مشيرة إلى أن قضايا حساسة مثل عدم انتشار الأسلحة النووية والتطورات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات البيولوجية والفضائية تجعل انعقاد المنتدى في هذا التوقيت بالغ الأهمية.
وأشار الخبير الصيني منغ فانلي إلى أن بعض القوى الخارجية تحاول إثارة الأزمات في مناطق مختلفة من العالم، مستخدمة دولاً أخرى كأدوات، وهو ما يتعارض مع مصالح التنمية السلمية في المنطقة، بحسب قوله.
وسيولي المنتدى اهتمامًا خاصًا بالذكرى الـ80 لانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، مع جلسات حول “الأهمية المعاصرة للانتصار في الحرب العالمية ضد الفاشية” و”ثمانون عامًا على تأسيس الأمم المتحدة: التقدم في ظل التحولات العالمية”، كما ستُعقد ندوات شبابية وعسكرية لمناقشة الدروس التاريخية والحقائق العسكرية المستفادة لصياغة نظام عالمي أكثر عدلاً.
ويناقش المنتدى النزاع في أوكرانيا، بحضور ممثلين أوكرانيين سابقين مثل وزير الخارجية الأسبق بافل كليمكين ونائب وزير الخارجية السابق ألكسندر تشالي، ضمن جلسات حول تسوية النزاعات الإقليمية والرقابة على التسلح وآفاق تجاوز الأزمة الأوكرانية.
وتشمل أعمال المنتدى أربع جلسات عامة وثماني حلقات نقاشية متوازية تركز على الأمن والتعاون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بمشاركة دول في صراعات الشرق الأوسط مثل إسرائيل وإيران وفلسطين، بالإضافة إلى الهند وباكستان.
ويتميز المنتدى بهيكله التنظيمي المبتكر وحواراته متعددة الأطراف، مع التركيز على عرض الإنجازات في البحوث العسكرية والتقنيات الدفاعية والمعارض الخاصة بعمليات حفظ السلام.
ويشكل المنتدى منصة لتعزيز المبادرات الصينية العالمية في الحوكمة والأمن، وربط الإرث التاريخي بالواقع المعاصر، لبناء مستقبل بشري مشترك قائم على التعاون، وتأكيد المبادئ الأساسية للمنتدى: المساواة والانفتاح والتسامح وتبادل الخبرات بين الجيوش.
يُذكر أن منتدى شيانغشان يُقام منذ عام 2006، وينظمه أكاديمية العلوم العسكرية لجيش التحرير الشعبي الصيني، ليصبح حدثًا سنويًا بارزًا للتعاون الأمني في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وعلى مستوى العالم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا