بيان القمة العربية الـ30 بتونس قبل انعقادها! - عين ليبيا

من إعداد: د. عبيد الرقيق

حفاظا على وقت حكامنا وقادتنا الثمين جدا، فإني كمواطن عربي اتطوع بصياغة بيان قمتهم المرتقبة في تونس، ونظرا لتعودنا على مخرجات القمم العربية من بيانات، لا تعدو كونها نسخا مكررة عن بيانات قمم سابقة، فإنني لم أجد صعوبة في ذلك، حيث استندت فيه إلى بيانات القمم السابقة، وإني على ثقة بأن مجمل النقاط الواردة هنا ستكون مضمنة في بيانهم الرسمي اللهم الا بعض الاختلافات البسيطة في الصياغات اللغوية!.

وفيما يلي نص البيان:

نحن قادة الدول العربية المجتمعون في العاصمة التونسية، يوم الأحد الموافق 31 مارس 2019م في الدورة العادية الثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى القمة، بدعوة كريمة من الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، إذ نؤكد على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك، المبني على منهجية واضحة وأسس متينة تحمي امتنا من الأخطار المحدقة بها، وتصون الأمن والاستقرار وتؤمن مستقبلاً مشرقاً واعداً يحمل الأمل والرخاء للأجيال القادمة، وتسهم في إعادة الأمل لشعوبنا العربية التي تعيش ألآن أحداثا وتحولات كان لها الأثر البالغ في إنهاك جسد الأمة، وحيث أن الأمة العربية تمر بمنعطفات خطرة جراء الظروف والمتغيرات المتسارعة على الساحتين الإقليمية والدولية، ندرك ما يحاك ضدها من مخططات تهدف إلى التدخل في شؤونها الداخلية وزعزعة أمنها، والتحكم في مصيرها، الأمر الذي يدعونا إلى أن نكون أكثر توحداَ وتكاتفاً وعزماً، من أجل غد أفضل يسهم في تحقيق آمال وتطلعات شعوبنا، ولإيماننا الراسخ بأن أبناء الأمة العربية الذين استلهموا تجارب الماضي وعايشوا الحاضر هم الأقدر والأجدر على استشراف المستقبل وبنائه بحزم وعزم لا يلين فإننا نعلن ما يلي:

– نؤكد على أهمية السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط كخيار عربي استراتيجي تجسده مبادرة السلام العربية التي تبنتها جميع الدول العربية في قمة بيروت في العام 2002م ودعمتها منظمة التعاون الإسلامي التي ما تزال تشكل الخطة الأكثر شمولية لمعالجة جميع قضايا الوضع النهائي وفي مقدمتها قضية اللاجئين التي توفر الأمن والقبول والسلام لإسرائيل مع جميع الدول العربية، ونؤكد على التزامنا بالمبادرة وعلى تمسكنا بجميع بنودها.

– ندين بشدة العدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة، ونشدد على رفضنا لكل الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب التي تهدف إلى تغيير الحقائق على الأرض وتقويض حل الدولتين، ونطالب المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وآخرها قرار مجلس الأمن رقم 2334 عام 2016 م، الذي يدين الاستيطان ومصادرة الأراضي، كما نؤكد دعمنا مخرجات مؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط المنعقد بتاريخ 15/1/ 2017 م والذي جدد التزام المجتمع الدولي بحل الدولتين سبيلاً وحيداً لتحقيق السلام الدائم.

– نطالب بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقدس، والمؤكدة على بطلان كافة الإجراءات الإسرائيلية الرامية لتغيير معالم القدس الشرقية ومصادرة هويتها العربية الحقيقية، ونطالب دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، ونعلن بأنه ستبقى القدس الشرقية عاصمة فلسطين العربية، ونحذر من اتخاذ أي إجراءات من شأنها تغيير الصفة القانونية والسياسية الراهنة للقدس حيث سيؤدي ذلك إلى تداعيات مؤثرة على الشرق الأوسط بأكمله.

– نساند جهود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن لإنهاء الأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216 عام 2015 م وبما يؤمن استقلال اليمن ووحدته الترابية، ويمنع التدخل في شؤونه الداخلية، ويحفظ أمنه وأمن دول جواره، كما نثمن مبادرات إعادة الإعمار ووقوف دول التحالف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق، من خلال مبادرة إعادة الأمل وما تقدمه من مساعدات إغاثية وعلاجية وتنموية من خلال مشاريع الإغاثة والأعمال الإنسانية .

– نرفض التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية وندين المحاولات العدوانية الرامية إلى زعزعة الأمن وما تقوم به من تأجيج مذهبي وطائفي في الدول العربية بما في ذلك دعمها وتسليحها للميليشيات الإرهابية في عدد من الدول العربية لما تمثله من انتهاك لمبادئ حسن الجوار ولقواعد العلاقات الدولية ولمبادئ القانون الدولي ولميثاق منظمة الأمم المتحدة.

– ندين بشدة قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بضم هضبة الجولان السورية لإسرائيل، ونؤكد على أن الجولان أراضي سورية وفقا للمواثيق والأعراف الدولية، ونرحب بعودة سوريا الى الجامعة العربية في القريب العاجل، كما نشدد على ضرورة إيجاد حل سياسي ينهي الأزمة السورية، بما يحقق طموحات الشعب السوري ، وبما يحفظ وحدة سوريا، ويحمي سيادتها واستقلالها، وينهي وجود جميع القوات الخارجية والجماعات الإرهابية الطائفية فيها، استنادا إلى مخرجات جنيف (1) وبيانات مجموعة الدعم الدولية لسوريا، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبخاصة القرار رقم 2254 لعام 2015م، فلا سبيل لوقف نزيف الدم إلا بالتوصل إلى تسوية سلمية، تحقق انتقالا حقيقياً إلى واقع سياسي تصوغه وتتوافق عليه كافة مكونات الشعب السوري عبر مسار جنيف الذي يشكل الإطار الوحيد لبحث الحل السلمي، ونلتزم مع المجتمع الدولي لتخفيف المعاناة الإنسانية في سوريا لتفادي أزمات إنسانية جديدة

5- يؤكد القادة العرب تضامنهم مع لبنان وحرصهم على استقراره وسلامة أراضيه، وعدم تدخل الدول الأجنبية، ويعربون عن دعمهم للبنان في تحمله للأعباء المترتبة على أزمة النزوح السوري، ويشيدون بنجاح مؤتمر روما وباريس بما يعكس حرص المجتمع الدولي والعربي على استقرار وازدهار لبنان.

-نجدد التأكيد على أن أمن العراق واستقراره وسلامة ووحدة أراضيه، حلقة مهمة في سلسلة منظومة الأمن القومي العربي، ونشدد على دعمنا المطلق للعراق في جهوده للقضاء على العصابات الإرهابية ونثمن الإنجازات التي حققها الجيش العراقي في تحرير محافظات ومناطق عراقية أخرى من الإرهابيين

– نشدد على ضرورة إنهاء الانقسام في ليبيا وتوحيد جميع المؤسسات وفقا لاتفاق الصخيرات، ونؤيد الحوار الرباعي الذي استضافته جامعة الدول العربية بمشاركة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة المنعقد على هامش هذه القمة، وندعم جهود التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة الليبية، وندعو جميع الاطراف الليبية الى المشاركة في ملتقى غدامس المقرر في شهر ابريل القادم، ونؤكد على دعمنا لمخرجات الملتقى بما يحفظ وحدة ليبيا الترابية وتماسك نسيجها المجتمعي.

– نستنكر وندين بشدة العمليات الإرهابية التي استهدفت المصلين المسلمين في نيوزيلاندا ونطالب المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة إصدار تعريف موحد للإرهاب، فالإرهاب لا دين ولا وطن ولا هوية له، ونطالب حكومات دول العالم كافة بتحمل مسؤولياتها لمكافحة هذه الآفة الخطرة.

– نؤكد التضامن الكامل مع الأشقاء في جمهورية السودان من أجل صون السيادة الوطنية للبلاد وتعزيز جهود ترسيخ السلام والأمن وتحقيق التنمية ونحيي الرئيس عمر البشير على جهوده في معالجة الأحداث وسعيه لتلبية مطالب الشعب السوداني بطريقة سلمية تضمن السلم والأمن الوطني للسودان وشعبه

– نؤكد على ضرورة الانتقال السلمي للسلطة في الجزائر وفقا للدستور الجزائري وبطريقة سلمية، وفي هذا السياق نحيي جهود الرئيس بوتفليقة لمعالجة الأمر وحرصه على تحقيق مطالب الشعب الجزائري، كما نحيي أيضا جهود الجيش الجزائري للمحافظة على السلم والأمن الوطني للجزائر الشقيقة خلال الأحداث التي تمر بها الجزائر الآن

– نؤكد دعمنا المتواصل لجمهورية الصومال الفيدرالية لنشر الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب، وإعادة بناء وتقوية المؤسسات الوطنية ومواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية.

– نؤكد على أهمية دعم جهود الحكومة التونسية في تعزيز السلم والأمن الاجتماعي والإقتصادي للشعب التونسي الشقيق ومساعدته على مواجهة التحديات المختلفة لتحقيق متطلبات الشعب التونسي في العيش الكريم وبناء مؤسسات الدولة بصورة ناجحة بعد التحول.

وختاما نعرب عن صادق الشكر ووافر الامتنان للجمهورية التونسية رئيسا وحكومة وشعبا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وعلى الإعداد المحكم للقمة ونعبر عن خالص الاحترام وفائق التقدير للرئيس الباجي قايد السبسي على إدارته الحكيمة لأعمال القمة وعلى ما بذله من جهود مخلصة لدعم العمل العربي المشترك وتعزيز التنسيق والتعاون في سبيل خدمة الوطن العربي والتصدي للتحديات التي تواجهه.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا