تأجيل اجتماع وزراء خارجية الرباعية.. أمريكا تؤكد دعمها لحوار السلام في السودان - عين ليبيا
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن واشنطن ملتزمة بدعم حوار يقود إلى السلام في السودان وإنهاء معاناة شعبه، لكنها لم تحدد موعدًا جديدًا لاجتماع وزراء خارجية “المجموعة الرباعية” (أمريكا والسعودية ومصر والإمارات) حول السودان، بعد تأجيل انعقاده مؤخراً.
وجاءت التصريحات في وقت كشف فيه مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون العالم العربي وأفريقيا، مسعد بولس، عن اجتماعه مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في واشنطن، حيث بحث الجانبان ملف السودان وحل أزمات الصراعات الإقليمية، مؤكدين على استمرار الشراكة في الأولويات المشتركة.
وكان من المقرر أن يُعقد اجتماع “الرباعية” في 21 يوليو الماضي، لكنه أُرجئ للمرة الثانية، وسط تقارير تفيد بوجود خلافات شديدة في وجهات النظر بين أطراف المجموعة لم تستطع الولايات المتحدة تجاوزها قبل الاجتماع، ما دفعها لتأجيله تفادياً لفشل محتمل شابه مؤتمر لندن في أبريل.
من جانبها، أشارت شذى الشريف، عضو القطاع السياسي في “الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل” السوداني، إلى أن تأجيل الاجتماع يعود إلى تباين الرؤى حول الملفات قيد النقاش واختلاف المواقف السودانية، مؤكدة أن القوى السياسية والمدنية لا تدعم أي طرح يستبعد دور الجيش من التفاهمات القادمة، ومشددة على أن الحل يجب أن يكون داخليًا سودانيًا مع ضرورة التعاون مع المجتمع الدولي.
اتفاق اقتصادي بين الكونغو ورواندا برعاية أمريكية لتعزيز الاستقرار شرق أفريقيا
في تطور منفصل، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن توصل جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا إلى إطار اتفاق للتعاون الاقتصادي خلال أول اجتماع رسمي بينهما في واشنطن، وسط جهود أمريكية وإقليمية لتعزيز الاستقرار في شرق الكونغو الغنية بالمعادن الحيوية مثل الكولتان والليثيوم.
وشارك في الاجتماع ممثلون من أمريكا والاتحاد الأفريقي وقطر، وتم تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة تنفيذ اتفاق السلام وحل النزاعات ذات الصلة. ويهدف الاتفاق الموقع في يونيو الماضي إلى إنهاء عقود من الصراع في المنطقة، ويعد خطوة مهمة نحو ضبط الأمن وتعزيز التنمية الاقتصادية.
وأكد الكاتب والباحث السياسي رائد ناجي أن اللجنة المشتركة مسؤولة عن تنفيذ البنود المتفق عليها، مشيرًا إلى وجود تحديات تاريخية وسياسية وعسكرية، مع دعم كل طرف لأطراف داخلية مسلحة، ما يجعل الاتفاق هشاً لكنه يثق في قدرة الوساطة الأمريكية على الضغط من أجل تنفيذه.
جنوب أفريقيا ترد على رسوم ترامب الجمركية بدعم المصدرين وتأمين الوظائف
في سياق منفصل، أعلنت حكومة جنوب أفريقيا عن خطوات لدعم المصدرين المحليين الذين تضرروا من الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي فرضها الرئيس ترامب بنسبة 30%، والتي من المتوقع أن تؤدي إلى فقدان العديد من الوظائف خصوصاً في قطاع السيارات والمنتجات الزراعية.
وأطلقت وزارة التجارة في بريتوريا مكتباً لدعم الصادرات، لتقديم المشورة والمساعدة في البحث عن أسواق بديلة، في محاولة لتخفيف آثار الرسوم على الاقتصاد المحلي.
ووصف وزير التجارة باركس تاو المرحلة الحالية بأنها “لحظة شاقة” بسبب التداعيات الاقتصادية.
من جانبه، أكد رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا أن قنوات الاتصال مع الولايات المتحدة مفتوحة، وأن حكومته تعمل على خطة لدعم المصدرين المعرضين للخطر، وسيتم الإعلان عن تفاصيلها قريبًا.
الخبير الاقتصادي محمد الشوادفي أوضح أن العلاقات الاقتصادية بين جنوب أفريقيا وأمريكا تتجاوز 2 تريليون دولار سنويًا، وأن فرض رسوم جمركية عالية يهدد فقدان الأسواق والوظائف، ما يستدعي استراتيجيات دعم الصادرات للحفاظ على التدفقات النقدية.
مأساة مخيم زمزم في السودان تتفاقم.. مرتزقة أجانب يتجولون بين ركام الضحايا
تصاعدت الأوضاع المأساوية في مخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر شمال ولاية دارفور، بعد أن أعلنت قوات الدعم السريع تسليم السيطرة على المخيم لمرتزقة من كولومبيا، في خطوة تعمق معاناة المدنيين وتثير مخاوف من تصفيات واسعة.
المتحدث باسم مخيم زمزم، محمد خميس دودة، وصف الوضع بأنه “جريمة مزدوجة”، تمثلت أولاً في تشريد النازحين على يد مليشيا الدعم السريع في أبريل الماضي، ثم “احتلال المخيم من قبل مرتزقة أجانب يتجولون بحرية بين ركام المنازل وجثث الضحايا التي لم تُدفن”.
وأضاف أن هذا المشهد يشكل جزءًا من جرائم حرب وأحد أوجه مؤامرة أكبر تهدف إلى تصفية وإخفاء معالم المجزرة التي شهدها المخيم.
وأوضح دودة أن وجود المرتزقة يفضح الادعاءات التي تروجها قوات الدعم السريع بأنها كانت تستهدف أجسامًا عسكرية فقط، مؤكداً أن الحقيقة تكمن في حرب إبادة موجهة ضد المدنيين العزل، تلتها عمليات احتلال ممنهجة بمساعدة مرتزقة أجانب.
وتوثق مقاطع فيديو بثتها القوات المسلحة السودانية على “فيسبوك” وجود المرتزقة الكولومبيين وهم يتحركون داخل المخيم ويشاركون في المعارك الأخيرة بمدينة الفاشر، كما أظهرت هذه الفيديوهات تواجد مجموعات مشابهة في محيط مطار نيالا بجنوب دارفور، الذي تعيد قوات الدعم السريع تشغيله لنقل الإمدادات العسكرية وتهريب الذهب والماشية.
وأكدت مصادر عسكرية أن مخيم زمزم تحوّل إلى ثكنة عسكرية تعج بالجنود والآليات الحربية، مع استخدام مدفعين من طراز هاوتزر لقصف الفاشر.
وفي ظل هذه التصعيدات، أعلنت القوة المشتركة مقتل عدد من المرتزقة الكولومبيين الذين يقاتلون ضمن صفوف الدعم السريع خلال المعارك العنيفة في الفاشر.
يُذكر أن قرابة 499 ألف شخص، يشكلون 99% من سكان مخيم زمزم، فروا من الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع في 11 أبريل، قبل أن تسيطر على المخيم بشكل كامل خلال ثلاثة أيام، ما يضع معاناة كبيرة أمام آلاف النازحين الذين فقدوا منازلهم وأمانهم.
السودان يكشف “حجم التآمر” ويحمّل مرتزقة أجانب وسلطة أبوظبي مسؤولية تصعيد الحرب
اتهمت وزارة الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بالتحالف مع “عشرات الآلاف من المرتزقة الأجانب”، مؤكدة أن السودان يواجه مؤامرة إقليمية ودولية تهدد أمنه القومي وتمس سيادته، منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل/ نيسان 2023.
وقالت الخارجية، في بيان رسمي، إن “مئات الآلاف من المرتزقة من دول الجوار وأخرى من خارج القارة الأفريقية يشاركون في العدوان على السودان”، ووصفت ذلك بأنه “تحول خطير يجعل من الحرب صراعاً إرهابياً عابراً للحدود يُدار بالوكالة ويهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي”.
وأشار البيان إلى أن الحكومة السودانية “تمتلك وثائق ومستندات تثبت تورط مرتزقة من جمهورية كولومبيا وبعض دول الجوار، بدعم وتمويل من سلطة أبوظبي”، مضيفاً أن هذه الوثائق قُدمت إلى مجلس الأمن الدولي، كما وثّقتها تقارير منظمات إقليمية ودولية وصحافة استقصائية.
ووصفت الخارجية السودانية هذا التوجه بأنه “يمثل منحى خطيراً في مسار الحرب”، محذّرة من العواقب الإقليمية والدولية الناجمة عن استمرار هذا النمط من التدخلات، التي قالت إنها تنتهك سيادة الدولة السودانية وتشجع على تفكيك بنية الأمن في المنطقة.
خسائر خدمات الاتصالات في السودان تتجاوز 1.2 مليار دولار خلال 2024 جراء انقطاعات الإنترنت والظروف الأمنية
تكبد مشغلو خدمات الاتصالات في السودان خسائر تقدر بنحو 1.2 مليار دولار خلال العام 2024، نتيجة الانقطاعات المستمرة لشبكات الإنترنت التي تجاوزت 13 ألف ساعة خلال العام، وفق بيانات مؤسسة “توب في بي إن” المتخصصة بأبحاث شبكات الإنترنت.
تشكل خسائر السودان حوالي 85% من مجمل خسائر الدول الإفريقية التي بلغت 1.5 مليار دولار، ونحو 20% من إجمالي الخسائر العالمية المقدرة بنحو 7.7 مليار دولار. ويرجع جزء كبير من هذه الخسائر إلى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للاتصالات، والتي ازدادت تفاقماً بسبب تعرض قطاع الكهرباء لدمار واسع، ما حدّ من قدرة السكان على شحن هواتفهم واستخدام خدمات الإنترنت.
وفقد قطاع الاتصالات أكثر من نصف مستهلكيه الذين كان عددهم حوالي 30 مليون مستهلك من إجمالي سكان السودان البالغ 48 مليون نسمة، نتيجة النزوح والهجرة التي فرضتها الحرب المستمرة منذ أبريل 2023.
وتشير بيانات منظمة الهجرة الدولية إلى نزوح أكثر من 16 مليون شخص، منهم 12 مليون داخل البلاد، وأكثر من 4 ملايين عبروا الحدود إلى دول مجاورة.
كما أدت الحرب إلى تراجع الأولويات لدى السكان الذين يركزون على الغذاء والصحة، في ظل أزمة انعدام الأمن الغذائي التي تواجه نحو 26.6 مليون شخص، وتراجع القدرة على الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية لأقل من 18% من السكان، مع انخفاض القدرة الشرائية بسبب تدهور الجنيه بنسبة تزيد على 450%.
الأضرار في البنية التحتية للكهرباء وتأثيرها
يؤدي انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، والذي وصل إلى أكثر من 70% من مناطق البلاد، إلى تعطيل استخدام الهواتف المحمولة لشهور طويلة.
وأكد مهندس تخطيط حضري، أن نحو 90% من شبكات ومنشآت الكهرباء تعرضت لأضرار متفاوتة، بينما ارتفع عدد السكان الذين يعانون من انقطاع الكهرباء إلى أكثر من 50% مقارنة مع 20% قبل الحرب.
ويعتبر قطاع الكهرباء من أكبر المتضررين جراء القصف الجوي والبري والنهب الواسع لشبكاته وخطوط إمداده، مما يطيل من مدة إصلاحه في ظل اقتصاد منهك وتراجع الإيرادات بأكثر من 80%.
محاولات التعويض وتقييد المكالمات المجانية
في محاولة لتعويض جزء من الخسائر، قررت هيئة الاتصالات والبريد السودانية تقييد المكالمات الصوتية والمرئية المجانية عبر تطبيق “واتساب”، وهو قرار بررته بأنه إجراء احترازي لأسباب أمنية. لكن خبراء في القطاع يرون أن القرار يهدف أيضاً لتعزيز الإيرادات لشركات الاتصالات التي تضررت بشدة جراء الحرب وتراجع القدرة الشرائية.
ويقول المهندس عمار حمودة، خبير في مجال الاتصالات، إن القرار سيؤثر بشكل مزدوج: فهو سيقلل من الخدمات المجانية التي يحتاجها المستهلكون خصوصاً في ظل تشتت الأسر بين الداخل والخارج، لكنه قد يرفع إيرادات المكالمات العادية، رغم احتمال تراجع مبيعات بيانات الإنترنت.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا