تحقيق: عقيد بريطاني يُعرقل صفقة بيع أسلحة لـ«حفتر» من الأردن - عين ليبيا

كشف تحقيق للأمم المتحدة، عن عرقلة عقيد بريطاني، صفقة أسلحة أردنية وصفها النحقيق بـ”السيئة” إلى ليبيا.

وفي صيف عام 2019، طلب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، من مستشاره العسكري البريطاني العقيد أليكس ماكنتوش، إجراء تحقيق بخصوص صفقة أسلحة بين الأردن ومقاولين عسكريين بريطانيين وأمريكيين.

ووفقاً لتحقيق الأمم المتحدة، فقد كان الملك عبد الله مشككاً ومترددا في الموافقة على الصفقة التي كانت في مراحلها الأخيرة.

وأفادت صحيفة “التايمز” البريطانية في تقرير لها، بأن المستشار البريطاني العقيد ماكنتوش عرقل الصفقة التي كانت بقيمة 80 مليون دولار.

ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري أردني قوله: “نصح العقيد بوقف عملية البيع بسبب الهدف من الأسلحة ووجهتها الأخيرة”.

وبدأت مفاوضات الصفقة مع مقاولين بريطانيين وأمريكيين بينهم مؤسس شركة “بلاك ووتر” الأمريكية، وأرادوا شراء 9 طائرات عسكرية أمريكية من الأردن،، وهذه الطائرات التي تبرعت بها أمريكا وإسرائيل لعمّان كانت مركونة في مخازن الجيش خلال العقد الماضي، وخارجة عن الخدمة وبحاجة إلى صيانة مكلفة.

وخلال تحقيقه في الصفقة، سأل ماكنتوش عن شهادات المستخدم النهائي التي تحدد الوجهة النهائية للطائرات، وأجابه أحد المقاولين: “يمكنك إعلان أن الوجهة هي تونس أو أي مكان آخر تجده مقبولاً”.

ويُشير تحقيق الأمم المتحدة إلى أن ماكنتوش اكتشف أن الشحنة كانت متوجهة إلى خليفة حفتر في ليبيا التي تفرض الأمم المتحدة حظر أسلحة عليها.

وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، لو وصلت الأسلحة الأمريكية لكانت قد غيّرت توازن القوى وحرّفت مسار الهجوم العسكري على حكومة الوفاق في طرابلس”.

ورغم كشفه الصفقة السيئة، استغنى القصر الملكي الأردني عن خدمات ماكنتوش، وفق ما أفادت صحيفة “التايمز البريطانية.

واكتشف ماكنتوش شيئاً آخر في الصفقة، وهو أن الأمير فيصل شقيق الملك متورط في صفقة الأسلحة مع حفتر، بحسب ما نقل تحقيق الأمم المتحدة عن مستشار في الديوان الملكي الأردني.

وأشارت صحيفة “التايمز” البريطانية، إلى أن تدخل ماكنتوش أثار حفيظة بعض مستشاري الملك الذين لم يكونوا سعداء بذلك، وكان هناك أشخاص مهمون غاضبون للغاية من إيقاف الصفقة

وفي فبراير 2021، نفى الأردن الاتهامات ضد الأمير فيصل حول تورطه في الصفقة، ولكن ماكنتوش تم فصله من منصبه وعاد إلى بريطانيا لأنه أصبح “قريباً جداً” من الملك عبد الله وكان له نفوذ سياسي كبير

وقال لواء أردني متقاعد لصحيفة “التايمز”: “من المحتمل أن ماكنتوش أصبح مؤثراً للغاية.. شهدنا حالات لضباط أجانب أصبحوا متعجرفين للغاية لأنهم التقوا الملك وغيره من كبار المسؤولين.

يُشار إلى أن ماكنتوش هو جنرال بريطاني ذو خبرة وعمل مع وحدة الكوماندوز الخاصة SAS وحظي باحترام كبير من الملك عبد الله، وكان فرداً من قوة عسكرية بريطانية في الأردن مؤلفة من 20 عسكريا يقدمون الدعم للملك وبعدها أصبح مستشاراً مقرباً من الملك.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا