ترامب يمسك بزمام العقوبات على روسيا: «القرار بيدي» وتحذير من حرب نووية! - عين ليبيا
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنه سيتخذ القرار النهائي بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من انزلاق الصراع الأوكراني إلى مواجهة أوسع، وسط تحركات عسكرية ودبلوماسية لافتة بين واشنطن وموسكو وحلفائهما.
وقال ترامب، في تصريحات أدلى بها للصحفيين في البيت الأبيض، إن “مشروع القانون” الذي أقره مجلس الشيوخ الأميركي بشأن العقوبات على روسيا “قوي للغاية”، مضيفاً: “الأمر متروك لي. هذا خياري… لقد صاغوه بهذا الشكل، ولم أطلب من المجلس تخفيف الإجراءات الواردة فيه”.
ويأتي تصريح ترامب بعد تقارير نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال، أفادت بسعي الإدارة الأميركية لإقناع السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، المدرج على القوائم الروسية للإرهاب، بتعديل بنود القانون لتقليل تأثير العقوبات المقترحة، خشية أن تعرقل جهود الرئيس الأميركي لفتح قنوات حوار مع موسكو وإنهاء النزاع في أوكرانيا.
ويتضمن مشروع العقوبات، الذي يحظى بدعم أكثر من 80 سيناتوراً، فرض قيود واسعة على مسؤولين روس وقطاعات اقتصادية حساسة، إضافة إلى فرض عقوبات على دول تتعاون عسكرياً أو مالياً مع روسيا.
وفي تصريحات لافتة نقلتها وسائل إعلام غربية، اتهم ترامب أوكرانيا بمنح مبرر للكرملين لتوجيه ضربة قوية ضدها، قائلاً: “أعطت أوكرانيا لبوتين سبباً لقصفهم إلى الجحيم، الليلة الماضية، لم يعجبني ذلك… عندما رأيت ما حدث، قلت: ها هي الضربة قادمة”.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه ناشد نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعدم الرد على الهجمات الأوكرانية الأخيرة، لكنه أوضح أن بوتين أبلغه أن “روسيا لا تملك خياراً آخر سوى الرد”، محذّراً في الوقت نفسه من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى “حرب نووية”.
وتأتي هذه التصريحات وسط تدهور ملحوظ في العلاقات بين موسكو وبرلين، بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الألمانية، أواخر مايو، عن اتفاق مع كييف لتمويل إنتاج صواريخ بعيدة المدى داخل أوكرانيا، وتقديم مساعدات عسكرية بقيمة تصل إلى 5.7 مليار دولار.
وردّ رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، اليوم السبت، بالقول إن هذه الخطوة “تدفع ألمانيا بشكل متزايد نحو صراع عسكري مباشر مع روسيا”، محذّراً في رسالة إلى رئيسة البرلمان الألماني يوليا كلوكنر من عواقب “جرّ ألمانيا إلى الحرب”، وأضاف: “السؤال، هل الشعب الألماني يريد ذلك؟ نحن لا نريده، لكننا مستعدون إذا فُرض علينا”.
وكانت موسكو قد حذرت مراراً من أن تسليح كييف من قبل الغرب، لا سيما بأسلحة استراتيجية، سيحوّل هذه الإمدادات إلى “أهداف مشروعة”، حيث أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة والناتو متورطان بشكل مباشر في النزاع، من خلال تزويد أوكرانيا بالسلاح وتدريب قواتها داخل أراضي دول أعضاء في الحلف.
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن هذه السياسات “تتعارض مع جهود التسوية، وتُعقّد المسار الدبلوماسي”، مؤكداً أن موسكو لن توقف عملياتها في دونباس حتى تتحقق جميع الأهداف الموضوعة للعملية العسكرية، والتي بدأت في 24 فبراير 2022 بهدف “نزع السلاح من أوكرانيا، والقضاء على التهديدات الموجهة للأمن الروسي”، حسب الرواية الروسية.
ويتزامن هذا التصعيد في التصريحات مع تحذيرات أوروبية من أن العقوبات المفروضة على روسيا لن تكون فعالة ما لم تنسق مباشرة مع واشنطن، في ظل مؤشرات على تباينات في مواقف الحلفاء الغربيين بشأن الاستراتيجية المستقبلية تجاه الصراع الأوكراني.
روسيا تعلن تحييد مئات المسلحين الأوكرانيين خلال غارات مكثفة على خاركوف
أعلن سيرغي ليبيديف، منسق حركة العمل السري الموالية لروسيا، لوكالة “سبوتنيك” عن تمكن الجيش الروسي من تصفية مئات المسلحين التابعين للقوات المسلحة الأوكرانية خلال غارات مكثفة على مقاطعة خاركوف.
وأوضح ليبيديف أن الهجمات أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف العدو، حيث تم القضاء على مئات من عناصر ما وصفها بـ”بانديرا”، بالإضافة إلى تدمير بنية الاتصالات واللوجستيات، مما أثر بشكل كبير على عمليات التناوب وإمدادات الأسلحة إلى الجبهة.
وأضاف أن الضربات استهدفت كذلك مواقع للقوات الأوكرانية والمرتزقة الأجانب، مع تدمير ورش إنتاج ومستودعات للطائرات المسيرة.
في المقابل، أفاد رئيس بلدية خاركوف، إيغور تيريخوف، بسماع أكثر من 40 انفجارًا في المدينة، واصفًا الهجوم بأنه الأقوى منذ بداية العملية العسكرية الخاصة. وأظهرت خريطة وزارة التحول الرقمي الأوكرانية إطلاق صفارات الإنذار من الغارات الجوية في المقاطعة مساء الجمعة.
وتأتي هذه الضربات رداً على هجمات قوات نظام كييف على أهداف مدنية روسية، حيث تنفذ القوات الروسية بشكل منتظم ضربات تستهدف منشآت المجمعات الصناعية العسكرية، بالإضافة إلى مواقع تجمع أفراد ومعدات القوات المسلحة الأوكرانية.
وكان أعلن الجيش الأوكراني صباح السبت، عن إسقاط طائرة مقاتلة روسية من طراز “سو-35” في منطقة كورسك خلال عملية ناجحة للقوات الجوية الأوكرانية، جاء ذلك بعد أيام من هجوم واسع نفذه جهاز الأمن الأوكراني بطائرات مسيرة استهدف أكثر من 40 طائرة عسكرية روسية، ما أدى إلى إتلاف عشرات القاذفات الاستراتيجية من طراز تو-95 وتو-22، التي تستخدمها روسيا في هجماتها على أوكرانيا. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق من الجانب الروسي على هذا الخبر.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا