تصعيد خطير.. ضربات جوية جديدة على طهران وعملاء الموساد في العمق الإيراني - عين ليبيا

شنت القوات الجوية الإسرائيلية، هجمات جديدة استهدفت مواقع في مدينتي تبريز وشيراز شمال غرب إيران، في إطار عملية عسكرية متواصلة تحمل اسم “الأسد الصاعد”.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الغارات أسفرت عن تدمير مطار تبريز بشكل كامل، إضافة إلى استهداف مصنع لإنتاج الصواريخ في شيراز.

وأكد موقع “نور نيوز” الإيراني تعرض مدينة شيراز لهجوم جوي إسرائيلي، في حين لم تصدر طهران حتى الآن تفاصيل رسمية شاملة بشأن حجم الأضرار أو الرد المتوقع.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة عن شنّه هجومًا جويًا على أكبر موقع لتخصيب اليورانيوم في إيران، الواقع بمنطقة نطنز في محافظة أصفهان وسط البلاد.

وجاء في بيان للجيش أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي نفذت الليلة الماضية غارات على الموقع الذي يعتبر أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران، والذي يعمل منذ سنوات على تطوير قدرات تخصيب قد تُستخدم في إنتاج أسلحة نووية.

وأشار البيان إلى أن المنشأة تضم بنى تحتية تحت الأرض، منها قاعة تخصيب متعددة الطوابق تحتوي على أجهزة طرد مركزي، بالإضافة إلى غرف كهرباء وبنى تحتية حيوية أخرى تدعم استمرارية عمل الموقع.

وأوضح الجيش أن الغارات استهدفت هذه البنى التحتية المهمة، ما يعرقل مساعي النظام الإيراني في دفع مشروعه نحو امتلاك أسلحة نووية.

في السياق، طلبت طهران عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، على خلفية الهجوم الإسرائيلي الواسع الذي استهدف الأراضي الإيرانية فجر الجمعة، في عملية عسكرية أطلقت عليها تل أبيب اسم “الأسد الصاعد”.

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة وجهت رسالة عاجلة للمجلس طالبت فيها بإدانة “العدوان الإسرائيلي” وعقد اجتماع طارئ لبحث تداعياته.

في موازاة ذلك، نشر جهاز الموساد الإسرائيلي مقطع فيديو نادراً يُظهر تواجد عملائه داخل إيران، حيث تم توثيق عملية تركيب قاعدة للطائرات المسيرة المفخخة بالقرب من طهران.

ووفقاً لموقع Ynet الإسرائيلي، فإن العملية شملت ثلاث عمليات تخريبية متزامنة داخل إيران، ونُفّذت بتنسيق بين الجيش الإسرائيلي والموساد والصناعات الأمنية الإسرائيلية، في إطار خطة وصفها مسؤولون بأنها “نتاج سنوات من التخطيط المعقّد وتوظيف قدرات سرية داخل العمق الإيراني”.

وكشف المصدر الأمني أن العملية اعتمدت على “تفكير خلاق وتنفيذ دقيق لتقنيات متطورة”، شارك فيها عملاء لم تتمكن أجهزة الاستخبارات الإيرانية من رصدهم.

وفي تطور متصل، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن منشأة نطنز النووية الإيرانية تعرضت لـ”أضرار بالغة” جراء الضربات الإسرائيلية، بحسب ما أبلغه مديرها رافائيل غروسي للرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتصوغ، مشيراً إلى أن الوكالة بدأت بفحص تداعيات القصف على مستويات الإشعاع.

تنسيق أميركي-إسرائيلي وتصريحات لترامب

كشف مسؤول إسرائيلي لصحيفة جيروزاليم بوست أن تل أبيب نسقت “بشكل كامل وشامل” مع الولايات المتحدة بشأن الضربات الجوية، وقدّمت أدلة تزعم اختراقاً إيرانياً متقدماً في إنتاج الأسلحة النووية. وأكد المسؤول أن إسرائيل أطلعت الإدارة الأميركية مسبقاً على أهداف العملية.

وفي هذا السياق، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه كان على علم مسبق بالعملية، لكنه أوضح لاحقاً أن واشنطن ليست طرفاً مباشراً فيها، مضيفاً أن “الولايات المتحدة تسعى إلى حل دبلوماسي” ومشدداً على ضرورة عدم استهداف القوات الأميركية في المنطقة.

الموساد في العمق الإيراني: خطة داغان طويلة الأمد تثمر أكبر اختراق أمني منذ عقود

كشفت تقارير وتحقيقات حديثة أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي الإيرانية، والتي طالت مواقع عسكرية ومراكز أبحاث نووية وشخصيات بارزة، ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة خطة استخباراتية وضعتها تل أبيب منذ أكثر من عقدين، بقيادة رئيس الموساد الأسبق مئير داغان.

وبحسب كتاب “التاريخ السري للاغتيالات المستهدفة في إسرائيل” للصحفي الإسرائيلي رونين بيرغمان، وضع داغان عام 2002، فور تسلّمه قيادة الموساد، البرنامج النووي الإيراني على رأس أولويات الجهاز، باعتباره التهديد الوجودي الأخطر لإسرائيل.

وسرعان ما أعاد هيكلة الموساد بهدف التفرغ لمحورين رئيسيين:

1. منع إيران من امتلاك سلاح نووي.

2. شلّ قدرات التنظيمات المسلحة كحزب الله وحماس.

وفي هذا الإطار، تم تطوير استراتيجية شاملة اعتمدت مزيجًا من “القوة الخشنة” عبر التخريب والاغتيالات، و”القوة الناعمة” عبر دعم جماعات المعارضة وإشعال اضطرابات داخلية داخل إيران، فضلًا عن حرب سيبرانية محكمة وعرقلة دولية لمسارات نقل التكنولوجيا النووية لطهران.

الهجوم الإسرائيلي الأخير، الذي تم في الساعات الأولى من فجر الجمعة، كشف حجم الاختراق الأمني داخل العمق الإيراني. فوفقًا لتقارير من واشنطن بوست ومصادر أمنية إسرائيلية، قام الموساد خلال الأشهر الماضية بـ:

تهريب طائرات مسيّرة وصواريخ إلى داخل إيران.

إنشاء بنى تحتية سرية لتخزين الطائرات المفخخة داخل مناطق نائية.

زرع أسلحة دقيقة بالقرب من بطاريات الدفاع الجوي الإيراني.

تحييد الأنظمة الدفاعية مع بدء الضربة الجوية.

بل وذهبت المصادر إلى أبعد من ذلك، مؤكدة أن مركبات مدنية في إيران جُهزت مسبقًا بأنظمة هجوم إلكتروني، فعُدلت خصيصًا لتنفيذ الهجمات من الداخل الإيراني.

وفي تسجيل مصور بثته وسائل إعلام إسرائيلية، ظهر عملاء وهم يرتدون خوذات مزودة بكاميرات أثناء تركيب معدات عسكرية في منطقة مهجورة بإيران، في تكتيك يُقارن بضربات الطائرات المسيّرة الأوكرانية التي استهدفت قواعد روسية، وإن “لم يكن هناك تنسيق مباشر”، بحسب مصادر إسرائيلية.

هيئة الأركان الإيرانية تنعى كبار القادة وتتوعد برد واسع على الضربة الإسرائيلية

نعت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اليوم الجمعة كبار القادة العسكريين الذين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق على إيران، متوعدة بـ”ثأر لا حدود له” لما وصفته بـ”جريمة كبرى تجاوزت الخطوط الحمراء”.

وأكد البيان الرسمي الصادر عن الهيئة مقتل رئيس الأركان اللواء محمد باقري، وقائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، وقائد المقر المركزي للرسول الأعظم اللواء غلام علي رشيد، إلى جانب عدد من العلماء والمواطنين، بينهم نساء وأطفال، في ما وصفته بـ”العدوان الإرهابي الذي شنّه الكيان الصهيوني فجر اليوم”.

وشدد البيان على أن “استشهاد هؤلاء القادة الذين ارتدوا ثوب الجهاد والشهادة لعقود، لن يوقف مسيرة الثورة، وأن القوات المسلحة الإيرانية ستواصل طريقهم بعزيمة لا تلين”، مضيفاً أن “الثأر لدماء الشهداء أولوية موضوعة على رأس جدول أعمال المؤسسة العسكرية، ولن تتوقف حتى تحقق أهدافها”.

وحمّلت الهيئة إسرائيل وداعميها كامل المسؤولية عن التصعيد، مؤكدة أن “تجاوز النظام الإرهابي المحتل للقدس كل الخطوط الحمراء يجعل أي رد مشروعاً، وأن يد الانتقام الإلهي ستطال هذا النظام الغاشم عاجلاً أم آجلاً”، بحسب البيان.

من جانبها، أكدت جمعية الهلال الأحمر الإيراني أن الهجمات الإسرائيلية طالت 60 موقعاً في عشر محافظات إيرانية، بينها طهران، وأذربيجان الشرقية والغربية، وأصفهان، وكرمانشاه، وخوزستان، وكردستان.

ووفق البيان، يشارك حالياً أكثر من 130 فريقاً وقرابة 670 مسعفاً في جهود الإغاثة بالمناطق المتضررة، دون أن يُعلن حتى الآن عن الحصيلة النهائية للضحايا أو حجم الدمار.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا