تصعيد خطير.. إيران تحذر من «ثمن باهظ» لأي هجوم وإسرائيل تلوّح بضرب المنشآت النووية - عين ليبيا

في تصعيد جديد يعكس التوتر المتزايد في ملف البرنامج النووي الإيراني، أعلن إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أن بلاده تملك “القدرة الكاملة على تصنيع السلاح النووي”، لكنه أكد أن “المرشد الأعلى علي خامنئي حرّم ذلك شرعاً”، مشددًا على أن “إيران لا تسعى لامتلاك القنبلة النووية”.

وجاءت تصريحات كوثري، وهو جنرال في الحرس الثوري، في وقت حساس قبيل انطلاق الجولة الخامسة من المفاوضات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن، المقررة غدًا الجمعة في العاصمة الإيطالية روما.

وقال إن “المفاوضات مع الولايات المتحدة لن تؤدي إلى أي نتيجة”، معتبرًا أن “تخصيب اليورانيوم هو العمود الفقري لأي برنامج نووي”، ومشيرًا إلى أن الضغوط الأمريكية تهدف إلى “منع إيران من الحصول على حقها الطبيعي في التكنولوجيا النووية السلمية”.

بدوره، أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، أن القوات الإيرانية في أعلى درجات الجاهزية، محذرًا من أن أي اعتداء على إيران “سيُقابل برد قاسٍ وسيكلف العدو ثمناً باهظاً”.

وقال باقري في تصريحاته اليوم الخميس: “نحن على أهبة الاستعداد الكامل، وأي هجوم على إيران لن يحقق أهدافه وسيندم من أقدم عليه”.

في المقابل، كشفت مصادر إسرائيلية لموقع “أكسيوس” عن استعدادات عسكرية إسرائيلية مكثفة لضرب المنشآت النووية الإيرانية في حال انهيار المحادثات.

وأكدت أن “الجيش الإسرائيلي يرى أن فرصته لتنفيذ ضربة ناجحة قد تتلاشى قريبًا”، وسط تغير في تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية من احتمالية التوصل إلى اتفاق إلى توقع انهيار وشيك للمفاوضات.

وأشارت المصادر إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتظر فشل المحادثات على أمل أن يفتح ذلك الباب أمام تدخل أمريكي مباشر أو ضوء أخضر من الرئيس دونالد ترامب لتنفيذ ضربة استباقية.

وفي هذا السياق، ذكرت شبكة “سي إن إن” أن الولايات المتحدة تلقت معلومات استخباراتية تؤكد أن إسرائيل تستعد بالفعل لتنفيذ ضربات عسكرية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية، دون أن يتضح ما إذا كان القرار النهائي قد اتُّخذ.

في إيران، أكد وزير الخارجية عباس عراقجي أن “تخصيب اليورانيوم سيستمر، سواء باتفاق أو دون اتفاق”، فيما شدد البرلمان الإيراني على أن بلاده “لن تتنازل عن حقوقها النووية”، متهمًا الولايات المتحدة بأنها الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي.

حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من تحميل الولايات المتحدة المسؤولية القانونية في حال نفذت إسرائيل هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية، مؤكداً أن طهران ستعتبر واشنطن طرفاً مباشراً في أي عمل عدائي من هذا النوع.

جاء ذلك في رسالة رسمية وجهها عراقجي إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اعتبر فيها أن “أميركا ستكون متورطة في أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية”، وفق ما نقلته الخارجية الإيرانية.

وأضافت الخارجية أن “التسريبات عن خطط إسرائيلية محتملة لضرب المنشآت النووية الإيرانية مثيرة للقلق وتستدعي إدانة دولية فورية”، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يسعى لإفشال المسارات الدبلوماسية للهروب من مذكرة توقيفه الدولية”.

وأكدت طهران في رسالتها أن إيران “لن تتردد في الرد القوي على أي عدوان وستدافع عن مصالحها بكل الوسائل”، مشددة على أن رسالتها إلى الأمم المتحدة تشكل “إنذاراً جاداً” قبل اتخاذ خطوات دفاعية.

ودعت الخارجية الإيرانية المجتمع الدولي إلى اتخاذ “تدابير وقائية” لردع التهديدات الإسرائيلية، محملة تل أبيب مسؤولية التوتر المتصاعد.

من جهته، أكد متحدث باسم الحرس الثوري الإيراني أن “أي حماقة ترتكبها إسرائيل عبر الاعتداء على إيران ستواجه برد مدمر وحاسم”.

من جانبه، أبدى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي تشكيكه في جدوى المفاوضات، وقال إن “الطلبات الأمريكية غير واقعية”، وإنه “لا يمكن جلب إيران إلى طاولة التفاوض بالتهديد”، مشيرًا إلى أن “المفاوضات الحالية لن تختلف كثيرًا عن مفاوضات عهد الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي”.

الحرس الثوري الإيراني يتوعد إسرائيل برد “مدمر وحاسم” في حال أي اعتداء

وجه المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، العميد علي محمد نائيني، تهديدًا شديد اللهجة لإسرائيل، مؤكدًا أن أي “حماقة أو اعتداء” من قبلها سيقابل برد “مدمر وحاسم” من قبل الجمهورية الإسلامية.

وجاءت تصريحات نائيني خلال مؤتمر “مدارس الأمل”، الذي عُقد صباح اليوم بمحافظة قزوين، حيث قال: “اتهام نظام يتمتع بدعم شعبي وعسكري بالخوف من الحرب هو نتيجة تقديرات خاطئة من قبل عدو يجهل قوة النظام في ظروف الحرب”.

وأضاف نائيني أن “العدو يتوهم أن بإمكانه الإطاحة بالجمهورية الإسلامية، لكن تجربة الدفاع المقدس، وأحداث السنوات الأخيرة، أثبتت صلابة النظام واستحالة انهياره”، مشيرًا إلى أن الرد الإيراني سيكون مباشرًا داخل “الجغرافيا الصغيرة والضعيفة” لإسرائيل، إذا ما أقدمت على أي تحرك عدائي.

وأكد المتحدث أن الجمهورية الإسلامية اليوم أقوى من أي وقت مضى من حيث القدرات العسكرية، وأن “الكيان الصهيوني بأكمله تحت أنظار مجاهدي إيران”، مشيرًا إلى أن أمريكا وحلفاءها في الغرب الداعمين لإسرائيل يمرّون بحالة ضعف متزايدة، قائلاً: “لن يعود الاستقرار للمنطقة والعالم إلا بزوال الكيان الإسرائيلي”.

وكانت الجولة الرابعة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن قد انتهت الأسبوع الماضي في العاصمة العمانية مسقط دون تحقيق تقدم ملموس، واستمرت لثلاث ساعات فقط، فيما تبقى الجولة المقبلة اختبارًا حاسمًا لمسار الأزمة.

وتأتي هذه التطورات وسط مخاوف من انزلاق الأمور نحو مواجهة عسكرية، خاصة في ظل التهديدات المتبادلة والتصعيد المستمر بين إيران وإسرائيل، وعودة سياسة “الضغوط القصوى” التي تبنتها إدارة ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع هذا العام.

إيران تنفي اختطاف ناقلة نفط قرب ميناء جاسك وتصف التقارير بـ”الادعاءات المفبركة”

نفت القوات البحرية الإيرانية، اليوم الخميس، صحة تقارير إعلامية تحدثت عن قيام طهران باختطاف ناقلة نفط مرتبطة بالإمارات وتبحر تحت علم بنما قرب ميناء جاسك جنوب البلاد.

وأكدت البحرية الإيرانية، في بيان رسمي، أن التقرير الصادر عن شركة “إمبري” الأمنية لا أساس له من الصحة، مشددة على أن المياه الواقعة تحت السيادة الإيرانية لم تشهد أي حادث من هذا النوع.

وأوضحت أن جميع التحركات البحرية في المنطقة تتم وفق القوانين الدولية وتحت إشراف مباشر من القوات الإيرانية، معتبرة أن الحديث عن “اختطاف” هو تضخيم إعلامي يهدف إلى تشويه صورة إيران في الساحة الدولية.

كما رفضت طهران ما وصفته بـ”الادعاءات غير القانونية” التي تربط السفينة بما يسمى “أسطول الظل” الإيراني، مؤكدة التزامها الثابت بالقانون الدولي وحرية الملاحة.

واعتبرت أن نشر مثل هذه التقارير يأتي في إطار محاولات لتأجيج التوتر في المنطقة وتضليل الرأي العام العالمي، محذرة من الانجرار وراء روايات لا تستند إلى حقائق.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا