توقعات 2026.. الذهب قد يتجاوز 4500 دولار للأونصة! - عين ليبيا

سجل الذهب ارتفاعات قياسية خلال 2025، مع تجاوز العقود الآجلة للمعدن تسليم ديسمبر مستوى 3900 دولار للأونصة للمرة الأولى في التاريخ، مدفوعاً بتزايد الطلب من المستثمرين وصناديق المؤشرات، إضافة إلى عمليات شراء كبيرة من البنوك المركزية حول العالم، بحسب تقرير من “بلومبرغ”.

وتأتي هذه الزيادة القياسية وسط مخاوف من الحرب التجارية خلال ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية، وارتفاع الدين الأميركي إلى مستويات قياسية، إضافة إلى القلق المتزايد بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، بحسب محللين اقتصاديين.

وأوضح المحلل الاقتصادي محمد سعد في حديثه لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن انخفاض قيمة الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتوقع خفض أسعار الفائدة الأميركية، بالإضافة إلى الضغوط الجيوسياسية والتجارية العالمية، كانت من أبرز العوامل التي دفعت المستثمرين نحو الذهب، ما جعل المعدن النفيس أداة استثمارية نشطة وليس مجرد مخزن للقيمة.

وأشار التقرير إلى أن الذهب يحظى بطلب كبير أيضاً في الأسواق التقليدية، خصوصاً في الهند والصين، حيث تمتلك الأسر الهندية نحو 25 ألف طن من المعدن النفيس، وهو ما يزيد على خمسة أضعاف المخزون الموجود في مستودع فورت نوكس الأميركي.

كما أن شراء البنوك المركزية للذهب سجل مستويات مرتفعة، فقد أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية حول العالم اشترت خلال عام 2024 أكثر من 1000 طن من السبائك، لتصبح مالكة لحوالي خُمس إجمالي الذهب الذي تم استخراجه عالمياً، في ظل محاولتها تقليل الاعتماد على الدولار وحماية احتياطيات النقد الأجنبي.

ورغم ذلك، يواجه امتلاك الذهب تحديات مرتبطة بالتخزين والأمن والتأمين، إضافة إلى فروقات الأسعار بين الأسواق الجغرافية، كما أوضحت الكاتبة رلى راشد لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”.

لكنها شددت على أن الذهب حافظ على مكانته كأداة للتحوط ضد التضخم وتقلبات السوق والأزمات الاقتصادية والسياسية، خصوصاً بعد ارتفاع أسعار المعدن بنسبة 45% في 2025، مقارنة بارتفاع 27% في 2024.

ويتوقع المحلل محمد سعد أن الذهب قد يصل خلال 2026 إلى مستويات تتجاوز 4500 دولار للأونصة، مدفوعاً بالإقبال الكبير من المستثمرين وصناديق المؤشرات والبنوك المركزية، إضافة إلى خفض محتمل أكبر لأسعار الفائدة الأميركية.

وتشير هذه المؤشرات إلى أن الذهب لم يعد مجرد “أصل عقيم”، كما وصفه بافيت سابقاً، بل تحول إلى أداة استثمارية استراتيجية تحمي الثروات وتتيح تحقيق مكاسب ملموسة في ظل التقلبات العالمية المستمرة.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا