ثريد سريع عن ليبيا - عين ليبيا

من إعداد: قاسم نصير

نحن حتى الأن وبعد مرور ثمان سنوات على “الحرية” لم نتعلم بعد لغة الحوار والاحترام المتبادل، أسهل شيء عندنا تصنيف وتشويه كل من يختلف معنا، وهذا يؤدي إلى طريق واحد لا ثاني له: الاستقطاب السياسي الذي يؤدي إلي إقصاء الأخر. البلاد بحاجة إلي المزيد من أصوات العقل..

قناعات الناس تعتمد علي ثقافتهم وتجربتهم الحياتية وبالتالي من غير الإنصاف وضع كل من يختلف معك في الرأي في سلة واحدة، ممكن مثلاً فيه شخص يشوف في الجيش طوق النجاة للخروج من واقع مآساوي وأنت تشوف فيه تمهيداً لديكتاتورية جديدة ومزيد من التخلف، والاختلاف في الرأي هذا لا يعني الخصام..

‏تذكر جيداً أن الاستقطاب السياسي الذي يؤدي للإقصاء هو وجه أخر للتطرف! ممكن كلا الطرفان المتنازعان علي قناعة وأرضية مشتركة بضرورة محاربة الإرهاب مثلاً، لكنهما يختلفان في الطريقة أو السبل لتحقيق ذلك، فعوضاً عن المزيد من الانقسام، الواجب هو محاولة تقريب وجهات النطر وتعزيز التقارب..

أري كثيراً تشكيك في النوايا ومحاولة البعض تشويه الأخر والدخول في النوايا، وأعلم يقيناً أن الكثيرين ممن يكتبون في هذا الاتجاه أو تلك، ليس لهم غرض ولا مصلحة شخصية من تأييد طرف علي حساب الأخر، لكن كل هذا يضيع وسط التأجيج المستمر وارتفاع أصوات الفرقة وهو ما يحتاج لوقفة من الجميع..

طبعاً كثيراً من اللوم يجب أن يلقي علي من نصفهم “بالنخبة”، والأبواق الإعلامية، التي لا هدف لها ليل نهار، سوي الدفاع عن من تؤيد من جهة، والهجوم الضاري علي من تختلف معهم أنا أعتقد أن خطابنا الإعلامي مريض حقاً ويحتاج لإصلاح وتطوير لأن كثير من المرتزقة باتوا يتصدرون المشهد..

الطريق للإمام يجب أن يمر بمرحلة غربلة أظن أن الثمان سنوات الماضية كفيلة بأن تخلقها كما ينبغي عليها أيضاً أن تخلق وعياً مغايراً لما تعودنا عليه لن أقول مثالياً ولكن قد يمثل أرضية يستطيع من خلالها المواطن التدقيق والتمحيص في كل ما يوجه لهم وأخذ بعضه ونبذ الكثير منه.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا